هذه الهتافات التي تتردد في معظم العواصم العربية هذه
الأيام من وحي الثورة المصرية ليست مجرد هتافات رومانسية تعبر عن الحلم
الديمقراطي المجرد، وإنما هي نداءات من أجل حلم أوسع يجعل من الديمقراطية
مدخلا للعدالة الاجتماعية.
إن صوت الشارع العربي عام 2011 لا يبتعد
كثيرا عما طرحه المفكر البريطاني إيفان ديربن عام 1940 في كتاب تحت عنوان
"سياسة الاشتراكية الديمقراطية" الذي كتب مقدمته السياسي الشهير هيو
جيتسكيل زعيم حزب العمال البريطاني في ذلك الوقت.
يقول إيفان ديربن: "إن
الديمقراطية لفظ غامض يتردد في المناقشات السياسية ويستخدمه الكثير من
الناس بطريقة معينة بحيث أنه يصبح مرادفا لعبارة "المجتمع الصالح" فلا يوصف
المجتمع بالديمقراطية الصحيحة إلا إذا استطاع أن يكفكف دموع الناس ويهون
من متاعبهم. وقبل أن يسمي أي مجتمع ديمقراطيا يجب أن يتخلص تماما من عناصر
عدم المساواة الاجتماعية والقلق الاقتصادي.
ومعني ذلك أنه لا يمكن تحقيق
الديمقراطية السياسية بدون المساواة الاقتصادية. ومن ثم ينبغي أن يقترن
لفظ الديمقراطية بصورة العدالة الاجتماعية خصوصا في المجتمعات الآخذة في
النمو مثل المجتمعات العربية التي لايمكن لها أن تتحمل الفاتورة الاجتماعية
الباهظة للديمقراطية الرأسمالية. وأيضا لايمكن لها أن تتحمل الفاتورة
السياسية للدكتاتورية الرأسمالية.
الطريق إلي الديمقراطية السياسية
يحتاج إلي تشريعات قانونية ودستورية ولكن صيانة الديمقراطية وحمايتها من
عواصف الاحتجاجات تتطلب سياسات اقتصادية واجتماعية عادلة ورشيدة وشفافة!
خير الكلام:
- حسن التأني مفاتيح الغني. وعلي قدر المطالب تلقي شدة التعب