يشكل إعلان الشيخ حسين الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد،
كبرى القبائل اليمنية انضمام قبيلته إلى الثائرين على نظام حكم الرئيس على
عبدالله صالح، أحد المتغيرات المهمة فى الموقف اليمنى، التى ترجح كفة
المطالبين بإسقاط حكم الرئيس اليمنى، الذى حكم اليمن 32 عاما ولايزال الشعب
اليمنى ينقسم حول مصيره، حيث يخرج فى صنعاء وبعض المدن اليمنية العديد من
المظاهرات تؤكد دعمها لاستمراره، فى مواجهة طوفان هائل من الشعب اليمنى يصر
على اسقاط نظام الحكم، وتتواصل مظاهراته فى مدن صنعاء وتعز وعمران وإب
وعدن ولحج قبل أن تمتد أخيرا إلى حضر موت، رغم إعلان الرئيس اليمنى إنه
يرفض التوريث، وأنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسة جديدة بعد نهاية فترة حكمه
عام 2013.
لكن اليمنيين الذين يصفون رئيسهم بالثعلب الماكر ويعرفون
مهارته فى اللعب على توازنات القبائل اليمنية، يصرون على إسقاط حكمه
ويعسكرون فى ميدان التغيير امام جامعة صنعاء لايريدون مغادرته إلا أن يغادر
الرئيس القصر الرئاسى.
وتكمن خطورة التغيير الذى حدث أن قبيلة حاشد،
أكبر القبائل اليمنية طرا وأكثرها نفوذا وقوة، كما أن الرئيس على عبدالله
صالح ينتمى إلى أحد فروعها الضعيفة، وكانت حاشد على طول تاريخ الثورة
اليمنية حليفا قويا للحكم الجمهورى منذ سقوط حكم الامام أحمد حميد الدين
الذى اعتاد أن يأخذ أولاد شيوخ القبائل رهائن يحتجزهم فى سجونه ضمانا
لاستمرار ولاء القبائل، وعندما قامت الثورة كان الشيخ عبدالله الأحمر والد
الشيخ حسين أحد الرهائن الذين يحتجزهم الامام فى سجن حجة، وبقى طول حياته
أحد الشركاء الأساسيين فى الحكم الجمهورى.
وما يزيد من صعوبة موقف
الرئيس اليمنى، أن موقف حاشد يمكن أن يؤثر على موقف قبيلة بكيل ثانى أهم
القبائل اليمنية والحليف الدائم لحاشد، كما أنه يمكن أن يؤثر على موقف
الولايات المتحدة، التى لا تزال تتردد فى مساعدة ثورة الشباب خوفا من أن
يملأ فراغ السلطة تنظيم القاعدة الذى وجد فى اليمن ملاذا وقاعدة لعملياته
فى شبه الجزيرة، ومنطلقا لعمليات ارهابية متقدمة ضد الأهداف الأمريكية، وإن
كان أنصار ثورة الشباب يصرون على أن المستفيد الوحيد من تنظيم القاعدة هو
الرئيس اليمنى الذى يستخدمه فزاعة كى يلزم الأمريكيين مساندته، وأن رشاد
الحكم وتحسين الخدمات والقضاء على الفساد كفيل باقتلاع القاعدة من جذورها.