الجسر الجوي أعاد 11 ألف مواطن من ليبيا وتونس
الهاربون من جحيم القذافي: الأمن الليبي يتحرش بنا .. والتوانسة عاملونا بشهامة







عاد أمس إلي أرض الوطن 11 ألف مصري قادمين من مطاري طرابلس الليبي وجربا
التونسي.. علي متن 35 طائرة.. هرباً من جحيم الأحداث المأساوية المتلاحقة
في ليبيا الشقيقة.. وليساند الجسر الجوي المكثف.. وسائل النقل الأخري من
سفن تابعة للقوات البحرية وعبارات تقوم بنفس المهمة.


فوجيء المتواجدون بمطار القاهرة أمس بحوالي 25 عائداً من ليبيا
يتظاهرون.. أملاً في ان يقابلهم السفير المصري في ليبيا ليتخذ الخطوات
الضرورية لمضاعفة عدد وسائل النقل المتاحة.. ومساعدة المصريين المنتظرين
خارج اسوار مطار طرابلس في حالة سيئة.. حتي توجه إليهم العميد مصطفي صلاح
مدير إدارة التأمين بالمطار.. موضحاً لهم ان السفير مازال في ليبيا.. وانه
سيبلغ المسئولين بطلباتهم.


الجمهورية تنقل الصورة داخل ليبيا.. من خلال إفادات العائدين: خالد عز -
عامل من الفيوم - امضي عامين في زوارة.. شهد خلال الاحداث مرتزقة القذافي
يقتحمون المنازل.. ويستهدفون المصريين بالذات.. قتلوهم في الزاوية..
ودفنوهم في مقابر جماعية.. مما دفعنا للهرب إلي تونس حيث استقبلنا الشعب
التونسي بشهامة وكرم لذلك حرصت علي اصطحاب علم تونس معي إلي مصر.


"السيد عبده غريب" مزارع من الشرقية: أعمل منذ 14 شهراً في غرب ليبيا
وعند تدهور الأوضاع توجهت للحدود التونسية حيث استقبلنا التونسيون بالأطعمة
والمشروبات ووفروا المواصلات حتي مطار جربا كما عرضونا علي الأطباء
ومساعدتنا في اجراء اتصالات هاتفية دولية مع مصر.


"إبراهيم مرزوق أحمد" من المنيا: يصف ما تعرض له في مطار طرابلس بأنه
محزن جداً حيث يستخدم الأمن الليبي كل الأساليب السيئة ويضرب المصريين
بالذات ويصادر الأجهزة الكهربائية وكروت الذاكرة من الموبايلات واضطررنا
لتحطيم الأجهزة الكهربائية حتي لا يصادروها كما يصادرون الأموال ويحصلون
علي رشاوي من أجل السماح لنا بدخول صالة السفر.


"سعد عبده أحمد" من أسيوط: ان ما يحدث في ليبيا ضد المصريين يجب ان لا
يمر علي المسئولين حيث زاد استهدافهم بعد خطاب نجل القذافي وكان الأمن
الليبي يجبر اي مصري علي التوجه إلي الساحة الخضراء للتظاهر لصالح القذافي
ثم يتركونه بعد انتهاء المظاهرة وسط مخاطر شديدة من المرتزقة لذلك حرص
الآلاف من المصريين علي البقاء في المنازل وعدم المجازفة بالخروج.


وشهدت صالات الوصول بالمطار زحاماً شديداً من سائقي الميكروباصات
وسيارات الاتوبيس حيث تحول موقف المطار إلي ما يشبه بموقف عبود لنقل
العشرات من العائدين إلي محافظاتهم وسط عدم سيطرة أمنية وحدثت مشاجرات بين
سائقي الميكروباصات والتاكسي.


كما استمر رفض فروع البنوك العاملة بالمطار قبول العملات الليبية من
القادمين واضطر بعضهم للانتظار أمام المطار لاكثرمن 20 ساعة لحين وصول أحد
أقاربه لنقله من المطار.


وصرحت مصادر مسئولة بالمطار: ان 125 مصرياً عادوا بوثائق سفر أمس بعد
فقد جوازات سفرهم كما تم علاج أكثرمن 45 مصاباً بنزلات برد واصابات بسبب
سوء المعاملة بمطار طرابلس.