جسر جوي أوروبي أمريكي لنقل آلاف المصريين الفارين من «جحيم القذافي»
بدأت دول أوربية، منها فرنسا وألمانيا وأسبانيا، الخميس،
في تسيير جسر جوي إلى تونس لإجلاء آلاف الفارين إليها من ليبيا، خاصة
العمال المصريين، وكان القذافي قد توعد بتسليح القبائل الليبية لمواجهة
أكبر ثورة يواجهها نظامه، كما هدد بتحويل ليبيا إلى «قطعة من الجمر»
من جانبها، بدأت المنظمة الدولية للهجرات، الخميس، إجلاء
حوالي 5500 مهاجر من مرفأ بنغازي، معقل المعارضة الليبية. ووصل فريق طبي
فرنسي يضم حوالى عشرين طبيبا وممرضا، صباح الخميس، إلى مطار «جربة»، جنوب
تونس، بهدف إجلاء حوالي خمسة آلاف مصري جوا وبحرا.
وجندت ثلاث طائرات شحن عملاقة للقيام برحلات إلى القاهرة،
وستقوم اثنتان منها برحلتي ذهاب وإياب، الخميس، وتقل في كل مرة فريقا طبيا
فرنسيا، والرحلات المكوكية نفسها مقررة الجمعة والسبت.
وقد أقلعت الرحلة الأولى بعد ظهر الخميس على متنها 168 لاجئا مصريا، كانوا وصلوا إلى الحدود التونسية المصرية.
وفي الوقت نفسه ينتظر أن تصل حاملة المروحيات الفرنسية
«ميسترال»، السبت، إلى مرفأ «جربة»؛ لنقل حوالي 800 مصري، وستستغرق رحلتها
إلى القاهرة ثلاثة أيام.
وبدأ مئات المصريين مغادرة الحدود التونسية مع ليبيا على متن
عشرات الحافلات، وقالت صحفية من وكالة «فرانس برس» إنهم متوجهون إلى «جربة»
ومرفأ «جرجيس».
من جهته، قال مسؤول في مكتب الاإلام للأمم المتحدة في تونس إن
حوالي 90 ألف شخص عبروا الحدود التونسية الليبية منذ 20 فبراير، و7561،
الأربعاء وحده.
وأعلن وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيلة، إرسال ثلاث
سفن حربية لإعادة 4 آلاف لاجئ، معظمهم من المصريين، إلى مصر. فيما استأجرت
إسبانيا طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية ستنقل لاجئين مصريين في عدة
رحلات. بدورها، أعلنت برلين أنها سترسل ثلاث سفن حربية لإعادة حوالي أربعة
آلاف لاجئ مصري.
من ناحية أخرى وافق الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، الخميس،
على مشاركة الولايات المتحدة في الجسر الجوي المخصص لنقل النازحين
الهاربين من الأحداث الجارية في ليبيا.
وحشدت منظمة اليونيسف الموظفين وإمدادات الإغاثة إلى الحدود
الغربية والشرقية من ليبيا، وذلك في ظل تزايد المخاوف بشأن تدفق العائدين
والعمال المهاجرين إلى تونس.
وأشارت اليونيسيف، في بيان صحفي، إلى أن مدير عمليات الطوارئ
باليونيسف، لويس جورج أرسينو، قد وصل إلى تونس، الأربعاء، للاجتماع مع
السلطات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الوطنية، من
أجل مناقشة الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الاضطرابات في ليبيا.
ومن المتوقع أن تصل رحلات جوية مؤجرة من اليونيسف إلى
العاصمتين المجاورتين خلال الأيام المقبلة وعليها أكثر من 160 طنا من
الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة على الحدود المصرية
والتونسية، كما يتم حشد الإمدادات مسبقا من أجل تقديم استجابة محتملة داخل
ليبيا.
وقد تم إعطاء الأولوية للإمدادات الأولية، بما في ذلك مجموعات
مستلزمات النظافة والمواد والغذائية والترفيهية ومواد الإغاثة النفسية
والاجتماعية.
وفي حين ذكرت التقارير أن أعداد الأسر، التي تعبر الحدود إلى
تونس منخفضة نسبيا حتى الآن، تخشى اليونيسف من أن يكون الأطفال والنساء
داخل ليبيا قد تضرروا بشدة من جراء الاضطرابات.
وقد التقى «أرسينو» في «رأس جدير»، على الحدود التونسية –
الليبية، مع الفارين من الاضطرابات في ليبيا، كما يجتمع مع مسؤولي الإغاثة
والسلطات المحلية لمناقشة احتياجات الموجودين حاليا على الحدود التونسية.
وقد أصدرت اليونيسف «وثيقة الاحتياجات الفورية»، التي تطلب
فيها توفير مبلغ 2.7 مليون دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة للأطفال
والنساء المتضررين من الأزمة في ليبيا، وسوف تصب هذه الوثيقة في النداء
العاجل المشترك بين الوكالات، والذي سيصدر في غضون الأيام المقبلة.
ويأتي النداء للحصول على التمويل، بينما تتحرك اليونيسف
لتوسيع نطاق عملياتها مع الموظفين، الذين تم حشدهم بالفعل في المناطق
الحدودية التونسية والمصرية لتقييم احتياجات العائدين والعمال المهاجرين
الفارين من الاضطرابات المدنية في ليبيا.
وتعمل اليونيسف على كلا المنطقتين الحدوديتين لدعم المفوضية
العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، بالتعاون مع جمعيتي الهلال
الأحمر المصري والهلال الأحمر التونسي.
وعلى صعيد الجهود المصرية، قال المهندس حسين مسعود، رئيس
الشركة القابضة لمصر للطيران، إن الشركة سيرت خلال الخميس 36 رحلة جوية
لإعادة المصريين الراغبين في العودة إلى مصر من ليبيا، وكذلك المصريين
الذين وصلوا إلى تونس هربًا من الأوضاع.
وتستمر شركة مصر للطيران في تسيير رحلاتها المنتظمة لمدن داخلية وخارجية وسوف يتم خلال الجمعة تسيير 50 رحلة دولية و25 رحلة داخلية.