«أيام غضب» الشعوب العربية تزداد جرأة.. والحكام يحاولون تفادى أخطاء النظام المصرى
ازدادت
«أيام غضب» الشعوب العربية، الثلاثاء ، مع تواصل المظاهرات المطالبة
بالإصلاحات فى العديد من الدول العربية، فيما بدأ نزيف الدماء على نحو
محدود بعد مقتل متظاهر فى البحرين خلال مصادمات اندلعت أثناء تشييع جنازة
متظاهر آخر. وفى إطار محاولات الأنظمة العربية تفادى أخطاء تعامل النظام
المصرى مع المظاهرات، منعت الجزائر قوات الشرطة من حمل السلاح خلال
المظاهرات خوفاً من سقوط ضحايا، وتصاعدت الأصوات الليبية المطالبة بتنحى
الزعيم معمر القذافى الذى يحكم البلاد منذ العام 1969، ودعت حركة الشباب
الصومالية لانتفاضة شعبية ضد الحكومة الانتقالية على غرار ما جرى فى تونس
ومصر.
ففى البحرين، اندلعت مصادمات بين قوات الشرطة ومحتجين خلال تشيع جنازة
متظاهر قتل فى اشتباكات أثناء مظاهرات «يوم الغضب» ضد الحكومة،الاثنين
وقال شهود عيان إن الشرطة فى البحرين استخدمت الغاز المسيل للدموع
لتفريق المشاركين فى تشييع جنازة المتظاهر البالغ من العمر 22 عاماً الذى
قتل بالرصاص الاثنين فى مصادمات فى قرية «الديه» أثناء فض قوات الأمن
احتجاجات فى مناطق شيعية فى المملكة. وقالت مصادر برلمانية شيعية إن
محتجاً ثانياً توفى، الثلاثاء ، فى مصادمات اندلعت أثناء الجنازة.
وتوتر الشارع البحرينى صاحبه تصعيد سياسى، مع إعلان جمعية الوفاق
الوطنى الإسلامية الشيعية تعليق عضوية نوابها فى البرلمان بعد مقتل
متظاهرين شيعيين فى اشتباكات مع الشرطة.
جاء ذلك فيما طالبت قوى سياسية وشخصيات ليبية معارضة فى المنفى فى بيان
بتنحى الزعيم الليبى معمر القذافى، وبانتقال سلمى نحو مجتمع تعددى، فيما
ظهرت دعوة على الإنترنت إلى التظاهر فى ليبيا «ضد الفساد والفقر» الخميس.
وقدمت القوى التى أصدرت البيان نفسها على أنها «تنظيمات وفصائل وقوى
سياسية مستقلة وشخصيات وطنية ليبية ومنظمات وهيئات حقوقية مهتمة بالشأن
الليبى العام». وشدد البيان على «ضرورة تنحى القذافى وجميع أفراد أسرته عن
جميع السلطات والصلاحيات».
ودعا الموقعون على النداء «القوى الفاعلة فى ليبيا لتأمين آلية انتقال
سلس للسلطات والأجهزة السيادية. وفى الصومال دعا رجال دين تابعون لحركة
الشباب الإسلامية الصوماليين إلى الانتفاضة ضد الحكومة الانتقالية التى
يدعمها الغربيون وفق النموذج الثورى فى كل من تونس ومصر. وقال الشيخ عبد
السلام لإذاعة الفرقان، إحدى أبرز الأدوات الدعائية لحركة الشباب، «أدعو
شعب الصومال إلى الانتفاضة كما حصل فى مصر وتونس». وأضاف: «إن الثورة ضد
الحكومات التى تخدم مصالح الدول الغربية أمر جيد، ينبغى علينا التمثل
بالمسلمين الذين يقاتلون من أجل كرامتهم ودينهم فى تونس ومصر».
وفى الجزائر، أصدرت الجهات الأمنية تعليمات لقوات مكافحة الشغب بعدم
حمل السلاح خلال التصدى لمختلف المسيرات والاحتجاجات، وذلك لتفادى وقوع أى
حادث قد يتسبب فى تعقيد الأوضاع.
جاء ذلك فيما أصدر الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة تعليمات إلى
وزراء الحكومة ومسؤولى الهيئات الرسمية والمؤسسات الحيوية بعدم الاتصال
المباشر مع السفراء الأجانب فى الجزائر دون علم وزارة الخارجية أو ترخيص
من السلطات العليا.
وفى اليمن أصدرت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة الرئيسية، بياناً أعلنت
فيه رفضها مبادرة الرئيس على عبدالله صالح. وتضمن البيان 6 مطالب دعا
الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبى العام) بالاستجابة لها وهى بناء الدولة
اللامركزية، والاعتراف بالقضية الجنوبية وحلها، والوقف النهائى للحروب فى
«صعدة». وشملت المطالب أيضا التوزيع العادل للثروة وحل المسألة الاقتصادية
لتحقيق العدالة والمساواة فى التوزيع، بما فى ذلك الوظيفة العامة وحل
مشكلة البطالة وتوازن الأجور والأسعار والقضاء على الفساد وبناء المؤسسات
الوطنية بعيدا عن المحسوبية والولاءات ووفقاً للكفاءات.