حاولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تلقي بنظرة عن قرب للرئيس مبارك خلال
الأيام الماضية. حيث قالت إن المسؤولين المصريين والعرب والغربيين كلهم اجتمعوا على
أن مبارك بدا خلال الأسبوعين الماضيين غاضبا، ولديه شعور قوي بالخيانة، وأحيانا
كثيرة يبدو شاردا وغير مبالٍ أيضا.
وقالت إن مبارك غالبا يشعر أن
أصدقاءه، أو حلفاءه المقربين من الدول الغربية، خانوه عندما بدأوا يضغطون عليه
للتنحي نزولا على مطالب الشعب المصري. وهو ما يجعله غاضبا، خاصة وهو يتمتع بشخصية
قوية وعناد يرجع إلى كونه يصدق أنه السبب الوحيد في استقرار مصر.
وعلى الرغم
من خطابي الرئيس اللذين ألقاهما منذ بداية اندلاع الاحتجاجات في مصر، فإن أحدا لا
يستطيع التنبؤ برد فعل مبارك، وإلى أي مدى سيستمر في رفضه للتنحي عن الحكم. وهناك
أنباء قوية عن أن عمر سليمان، الذي تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية منذ ثمانية
أيام، هو المسؤول بالكامل الآن، كما أكد مسؤولون أمريكيون أن كافة المفاوضات تجري
معه شخصيا وليس مبارك.
جمهورية اسمها ميدان
التحرير
من ناحية أخرى، وصف روجر كوهين الكاتب الصحفي في "نيويورك
تايمز"، ميدان التحرير أنه "نواة صحوة وطنية عظيمة على ستين عاما من الديكتاتورية"،
وتحول الميدان الآن إلى جمهورية ودولة في حد ذاتها. ويحاول المعتصمون في ميدان
التحرير حل كافة المشاكل التي تظهر بأنفسهم، شعارهم "الحاجة أم الاختراع". فهناك
ستجد المهندس والطبيب ورجال الحراسة وحتى خبير الإلكترونيات.
ورغم أن أهم ما
ميز القاهرة خلال الأعوام الماضية هو انتشار التلوث، فإن ميدان التحرير تحول إلى
أكثر الأماكن نظافة في المدينة بأكملها، فالمعتصمون يجمعون القمامة بأنفسهم، يقيمون
الصلاة، يمارسون حياتهم بنظام وتحضر دون قوانين أو أشياء تجبرهم على فعل ذلك، وهو
ما لم يكن ليحدث ولو بعد مائة عام!
وأكد كوهين أن ميدان التحرير والقائمين
فيه الآن يقدمون أكبر دليل على كذب التحذيرات من الفوضى التي ما زال الرئيس مبارك
يطلقها حتى اليوم ليستمر في البقاء رئيسا لمصر.