بعد ما يقرب من أسبوع على جمعة الغضب الثانية التى وصفتها جماعة الإخوان بـ"جمعة الوقيعة بين الشعب والجيش"، وما تلاها من خلافات، ناشد د. محمد بديع المرشد العام للإخوان اللجنة التنسيقية بالثورة بعدم النزول إلى ميدان التحرير ما لم يكن هناك اتفاق مسبق على المطالب.
وطالب بديع فى رسالته الأسبوعية باحترام رأى الأغلبية، باعتباره أساس الديمقراطية، و"ألا تتصور فئة من الناس، أو نخبة من أصحاب الرأى أن الشعب قاصر وعاجز عن إدراك مصلحته، أو أنه غير قادر على الفهم فى السياسة"، قائلا: "هذا التصور الخاطئ تعين نفسها وصيًا عليه (الشعب) حتى يبلغ رشده، ويستكمل وعيه، كما كان يفعل النظام البائد".
وشدد بديع فى رسالته الأسبوعية "طـريق النجـاة.. إيمان واتحاد" على أن الغرب لا يريد للمسلمين خيرًا، وأن الحلف الصهيو ـ أمريكى لا يريد لثورة المصرية المباركة أن تصل إلى أهدافها، سواء التمتع بالحرية على أرضها أو الاستقلال"، داعياً إلى الالتزام بالطريق الذى يحقق النجاة من مكر الأعداء، والوصول بالثورة إلى غايتها، وذلك بقوة الإيمان بالله تبارك، وشدة تماسك بنيان الأمة وقوة رابطتها، ونبذ الفرقة والتنازع، بجانب التحرك فيما اتفقوا عليه متحدين، وترك المختلف، قائلا "هذا قانون يجعل منا صفًا واحدًا، ويداً واحدة، ويمكننا من الوصول إلى أهدافنا، ولا أدل على صواب ذلك من أننا حين نزلنا إلى الميدان فى 25 يناير بأهداف اتفق عليها الجميع، كان لنا نصر الله"، مشيراً إلى أن شعب مصر شعب عظيم، ومعدنه أصيل، لا تغيره عوامل الزمن، والشعب الذى يقوم بهذه الثورة العظيمة شعب عظيم صاحب إرادة وهمة عظيمة وفهم يستطيع أن يميز به بين ما ينفعه وما يضره، ويدرك أين تكون مصلحته، ويعرف كيف يحافظ على ثورته لتصل إلى غايتها.
وذكر بديع فى رسالته أن هناك ضوابط لابد منها لنجاح الديمقراطية، لابد من مراعاتها عند التطبيق، ومنها أن تكون الأقلية التى لم يؤخذ برأيها أول من يسارع إلى تنفيذ رأى الأغلبية، وأن تنفذه بإخلاص باعتباره الرأى الواجب الإتباع، وأن تدافع عنه كما تدافع عنه الأغلبية، وليس للأقلية أن تناقش رأياً اجتاز دور المناقشة، أو تشكك فى رأى وضع موضع التنفيذ، مطالباً بالإمساك عن تبادل الاتهامات عند الاختلاف فى الآراء ظاهرة صحية، ولكل شخص أن يدافع عن رأيه، وأن يدعو إليه ولا أحد يحجر على العقول فى فكرها، قائلا "نهيب بكل صاحب رأى أن يعبر عن رأيه قبل اتخاذ القرار، دون أن يجرح أصحاب الآراء الأخرى، ولا يليق بحر كريم أن يكيل الاتهام لمن يخالفه الرأى أو أن يتطاول عليه بالطعن والتجريح".
ودعا بديع القوى السياسية إلى الصبر باعتباره من ضرورات المرحلة، نظراً للفساد التراكمى لستة عقود، ولا يمكن تغييره فى شهر أو شهرين، بل قد يحتاج إلى سنين، وبدأت الخطوة الأولى على الطريق، والواجب مواصلة المسير، وعدم الانحراف للأهواء والمصالح الشخصية عن جادة الطريق، وتكون الغلبة للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، قائلا "نكون على يقين بأن الزمن جزء من العلاج.. وإذ عز علينا أن نتفق، فليصبر كل منا على الآخر".
وطالب بديع بالعمل لبناء النهضة والتعاون بين كل أبناء الأمة، المسلم والمسيحى، والرجل والمرأة، والشاب والفتاة، من أجل البناء والتعمير الذى يتطلب تضافر الجهود، وتجميع القوى الفاعلة.