معارض ليبي: 13 قتيلاً من الثوار بقصف للناتو
أكد المتحدث باسم المعارضة الليبية، عبد الحافظ غوقة، سقوط 13
قتيلاً على الأقل في غارات شنتها طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"،
استهدفت مواقع للثوار "بطريق الخطأ"، فيما أعلن الحلف أنه بدأ تحقيقاً في
تقارير حول تعرض مركبات تابعة للثوار لقصف جوي.
وأفاد غوقة، في
تصريحات له بمدينة بنغازي، الخاضعة لسيطرة الثوار في شرق ليبيا، السبت،
بجرح سبعة آخرين في الغارات التي وقعت قرب مدينة "البريقة"، في وقت سابق
الجمعة، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن ملابسات الهجوم.
من جانبها، قالت أوانا لانغسكيو، الناطقة باسم الناتو، إن
"الحلف يأخذ كل التقارير الخاصة بسقوط مدنيين على محمل الجد، ولكن من الصعب
الحصول على معلومات مؤكدة، نظراً لعدم وجود مصادر موثوقة على الأرض، ومن
الواضح أن طائراتنا لديها الحق في الرد على مصادر النيران التي تستهدفها."
وكان الناطق باسم المعارضة الليبية، جلال الجلال، قد قال إن
طائرات دولية قد تكون وجهت ضربات إلى مجموعة من الآليات التابعة للثوار قرب
مدينة "البريقة" النفطية، مشيراً إلى أن الثوار يدرسون بدورهم هذه
المعلومات.
وكانت الحكومة الليبية قد رفضت في وقت متأخر من مساء الجمعة عرض
"الثوار" لوقف إطلاق النار، إلا أنها أكدت استعدادها للسلام، في وقت
تتواصل فيه المواجهات العسكرية بين الجانبين.
إلى ذلك، وصف المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم،
مطالب "الثوار" مقابل وقف إطلاق النار، بأنها "تعجيزية"، مشدداً على أن
الكتائب الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، لن تترك المدن التي تسيطر
عليها.
وأوضح إبراهيم قائلاً: "يطلبون منا الانسحاب من مدننا وفتحها
لمسلحين قبليين، تربطهم روابط بتنظيم القاعدة، نحن لن ننسحب من مدننا، ولن
نتوقف عن حماية المدنيين."
وكان المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا قد أعلن الجمعة،
أن "الثوار" سيقبلون وقفاً لإطلاق النار شريطة سحب القذافي قواته من جميع
مدن ليبيا واحترام حق الليبيين في الاختيار.
وفي بنغازي، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد
الجليل، خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الأردني السابق، عبد الإله
الخطيب، الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، إن الثوار منفتحون على خيار
وقف إطلاق النار "إذا وفّر النظام بعض الشروط"، مشدداً على أن الهدف
الرئيسي للمعارضين سيبقى الإطاحة بالقذافي.
من جانبه، قال الخطيب إنه نقل للقذافي شروط المعارضة لوقف إطلاق
النار، وبينها "سحب القناصة والمرتزقة من المدن المعارضة في الغرب، وإنهاء
الحصار على مصراتة وسائر المدن، ومنح الشعب الليبي حرية التعبير."
ولفت الخطيب عدة مرات إلى أن مهمته الدولية تقتصر على وقف إطلاق
النار بين الطرفين، والحد من الخسائر في صفوف المدنيين، ما يشير إلى أنه
لم ينقل لطرابلس مطالب المعارضة الخاصة بتغيير النظام.
وإلى ذلك، قال مقربون من الزعيم الليبي إن القذافي لم يستبعد
بشكل كامل بعد التوصل إلى حل سياسي مع الثوار لإنهاء الأزمة الدائرة
حالياً، مضيفين أن الحل قد يتضمن قيام القذافي بنقل سلطاته إلى أشخاص من
الدائرة المقربة منه، مع الإشارة إلى أن نجله، سيف الإسلام "سيلعب دوراً
مهماً في هذا الأمر."
وذكر أولئك المقربون من القذافي أن الزعيم الليبي يعتقد بأن
الوقت مازال متاحاً للحوار مع المعارضة، ولكنه يرغب في إنهاء الصراع المسلح
قبل أن ينتقل الحديث إلى الحل السلمي، مع إشارتهم إلى وجود ما وصفوه
بـ"إدراك متزايد لدى النظام" بوجوب قيام "الحرس القديم" بتسليم مناصبهم
لجيل جديد من القادة.
وشدد المقربون من القذافي على أن الزعيم الليبي متأكد من قدرته على مواجهة أي محاولة لإزاحته عن السلطة بالقوة.