بعد خمسة أيام فقط من خروج عبود وطارق الزمر عضوى مجلس شورى الجماعة الإسلامية
من السجن، وفيما يعد بداية لطريق الانشقاقات والصراع العلنى بين قيادات الجماعة
الإسلامية، قرر مجلس شورى الجماعة فصل د.صفوت عبد الغنى، أحد قيادات الجماعة، وكل
من ينتقد مبادرة وقف العنف، ووقف عصام دربالة، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية،
لحين التحقيق معه.
وانتهى قبل قليل اجتماع مجلس شورى الجماعة الذى تم فى
القاهرة، بحضور ستة من أعضاء مجلس شورى الجماعة مساء الأربعاء، وأكد أعضاء مجلس
شورى الجماعة فى بيان خاص أن تصريحات عبود الزمر تخالف فكر المبادرة، وأن هذه
الآراء لا تمثل الجماعة الإسلامية، لكنها تمثل فى المقام الأول أصحابها مع تقديرهم
الشخصى لهم .
وشددت الجماعة على أنها غير مسئولة عن أى أحد يطرح فكراً
مخالفا لفكر المبادرة، ووجهوا النصح لإخوانهم أبناء الجماعة بعدم نقض العهود التى
عاهدوا الله عليها، وتشكيل لجنة من القيادات الوسطى لتنفيذ سياسات المرحلة التى
يضعها المجلس فى المرحلة القادمة، والإعداد لانتخابات حرة نزيهة فى المرحلة القادمة
من القاعدة إلى القمة.
وذكرت الجماعة فى البيان الذى أكد عليه أسامة حافظ
المتحدث الإعلامى للجماعة فى اتصال هاتفى لـ"اليوم السابع" أن المبادرة لم تكن صفقة
مع نظام، ولم تكن دورانا حول حكومة، لكنها دوران حول الشريعة الغراء، وتجارة مع
الله فى المقام الأول والأخير.
وأوضحت الجماعة، أن مبادرتها الشهيرة لوقف
العنف، دشنت معها عودتها إلى وسطية الإسلام وواقعيته وتركت إلى غير رجعة بهذه
المبادرة أمرين هما، العنف عملاً.. وفكرا، وأضافت أن اليوم ثبت لديهم بالدليل
القاطع سعى قلة من الجماعة للعودة إلى فكر ما قبل المبادرة، ومحاولة تحويل فكر
الآخرين إلى مرحلة ما قبل المبادرة عن طريق عقد لقاءات مع عدد من الإخوة، وحثهم على
ترك فكر المبادرة.
واختتم بيان الجماعة الذى حمل لأول مرة منذ وقت طويل
توقيع "مجلس شورى الجماعة"، بأن الجماعة ستظل على عهدها مع الله سبحانه ثم مع
مجتمعها الذى يحبها وتحبه وتتواصل معه ويتواصل معها، وستظل متمسكة بكل سبل الدعوة
السلمية فكرا وسلوكا، وستكمل مسيرتها فى هداية الخلائق وإصلاح المجتمع وفق ما جاءت
به الشريعة الغراء، متمسكة بشمولية الإسلام ووسطيته واعتداله.
على الصعيد
نفسه علم "اليوم السابع" من مصادر ذات صلة بقادة الجماعة أن محاولات كانت تبذل
لإعادة هيكلة الجماعة وانتخاب مجلس شورى لا يدخل فى تشكيلة كرم زهدى وناجح إبراهيم
اللذين فقدا ما كانا يتمتعان به من مكانة فى مجلس الشورى، ولكن تلك المحاولات باتت
لا تلقى نجاحا، مؤكدين أن فصل د.صفوت عبد الغنى ووقف عصام دربالة عضو مجلس شورى
الجماعة الإسلامية لحين التحقيق معه سيؤدى إلى انشقاق الجماعة التى ربما تجتمع تحت
قيادة أخرى جهادية خرجت حديثا من السجن.