اختارت الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية عصام دربالة رئيسا لمجلس الجماعة، وأسامة حافظ نائبا فى المجلس فى أول انتخابات علنية فى تاريخ الجماعة، وذلك خلفا لكل من كرم زهدى رئيس ومؤسس الجماعة السابق وناجح إبراهيم الذى تم انتخابه عضوا بالمجلس ويفكر فى الاعتذار.
وانتهت انتخابات مجلس الجماعة الإسلامية الأولى فى تاريخها باختيار عبود الزمر، وطارق الزمر، وعصام دربالة، والدكتور ناجح إبراهيم، وعصام عبد الماجد، وأسامة حافظ، وهم ذات الأعضاء فى المجلس القديم الذى تأسس فى فترة الثمانيات والتسعينيات، زاد عليهم كل من صفوت عبد الغنى، وصلاح هاشم، وعلى الدينارى كأعضاء جدد.
وشددت الجماعة على أعضاءها عدم الحديث عن تفاصيل الاجتماع، أو حتى النتائج إلا أن "اليوم السابع" كان انفرد أمس بنشر جميع أسماء مجلس الشورى الجديد، حيث خرج من عضوية مجلس الشورى الجديد، كل من كرم زهدى رئيس مجلس الشورى السابق ومؤسس الجماعة، وعلى الشريف وفؤاد الدواليبى وحمدى عبد الرحمن.
وانتقد البعض انتخاب عدد من أعضاء مجلس الشورى ليس لديهم أى مشروعات للجماعة، بل إن بعضهم كصلاح هاشم الذى يعد أحد مؤسسى الجماعة أيضا لم يشارك فى فترة المواجهات وخرج من مصر قبل أحداث 1981، واستمر فى السعودية لحوالى 21 عاما، كما أن اختيار عبود الزمر جاء فى وقت ينادى فيه عبود الزمر بتوحيد الحركات الإسلامية، ويقدم كثيرا من الغزل للإخوان المسلمين، ويتحدث دائما على أنه بعيد عن تنظيم الجماعة الإسلامية.
ورجحت المصادر، أن يتولى عصام دربالة فى منصبه كمجلس الشورى الجديد العمل الإدارى والتنظيمى فى الجماعة، وأن يتولى ناجح إبراهيم العمل التنظيرى، وعبود الزمر التخطيط والتطوير المستقبلى، وكذلك أسامة حافظ يتولى الجانب الفقهى بجانب مسئوليته نائبا لرئيس مجلس الشورى، على أن يتم تنظيم العمل الإدارى للمجلس الجديد لمدة عامين على الأقل، لحين وضع قواعد قانونية ولائحة جديدة لعمل الجماعة.
كان د.ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة، اعتذر عن حضور الجمعية أمس بجانب كرم زهدى، الذى كان قد استقال هو وإبراهيم قبل شهرين من مسئولية مجلس الشورى، وغياب 30 من أعضاء الجمعية العمومية عن الحضور.
وكشف إبراهيم لـ"اليوم السابع"، أنه يفكر جديا فى ترك هذا الموقع الذى تم انتخابه عليه، وذلك لأسباب كما قال تتعلق بوضعه الصحى، وكذلك عدم تفكيره فى العمل الإدارى الذى تحلل منه من قبل، لكنه عبر عن حزنه كما وصفه على عدم تكريم للشيخ كرم زهدى كمؤسس للجماعة، وقائد معارك الجماعة فى التأسيس وفى المبادرة والمهندس الحقيقى للمراجعات، وصاحب الفضل فى تحسين أوضاع السجون وإنقاذ الآلاف من الاعتقال والسجن، بل وحل الجناح العسكرى.
وذكر إبراهيم، أن عدم تكريم زهدى يذكره بواقعة قائد بريطانيا فى الحرب العالمية الثانية تشرشل الذى حقق أعظم إنجازات المملكة المتحدة، ومع هذا أسقطه الشعب فى أول انتخابات، كما ذكره هذا بحكمة مأثورة "الشعوب ليس لها امتنان"، مضيفا، ليس الشعوب فقط بل الحركات الإسلامية أيضا ليس لها امتنان لمن يحسن إليهم.
وكشف إبراهيم، أنه يفكر فى التفرغ للدعوة والعمل الفكرى، بعد أن وصلت الجماعة لبر الأمان ومرحلة الاستقرار، واصفا الوضع الحالى بأنهم كجيل المؤسسين قدموا الثمرة ناضجة خالصة للجيل الجديد، معتبرا ثورة 25 يناير أعطت الجماعة الإسلامية قبلة الحياة.
يأتى هذا فى وقت حضر غالبية الأعضاء فى الجمعية العمومية التى انتهت بالمنيا مساء أمس السبت، ومقرر أن تعلن تفاصيله فى مؤتمر صحفى عصر الغد، إنشاء حزب سياسى وممارسة السياسية والانتخابات بكل ما فيها، كما رجح البعض أن يكون للجماعة معايير فى الترشيح والانتخاب والتحالفات تقوم على مبادئ إسلامية ووطنية، وأن تكون الكفاءة بجانب المبادئ والإيمان بالمرجعية الإسلامية، هى أولى معايير الانتخاب والتصويت.
وأيد الغالبية أيضا، إنشاء جمعية أهلية بهيكل إدارى منفصل تكون لها مسئولية الرعاية الاجتماعية والصحية، وتقديم مشروعات ومقترحات فى مختلف المجالات، بما يخدم الدعوة ويحافظ على انتشار الجماعة فى المساجد والشارع، بعيدا عن الهيكل الإدارى للحزب.
وتم الاتفاق على أن جميع أعضاء مجلس شورى الجماعة السابق وعدد من الشيوخ المؤسسين للجماعة، هم بمثابة هيئة تأسيسية للجماعة، لها رأى استشارى فى الحفاظ على خط الجماعة الدعوى والعام.