توقعت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن يكون أكبر الخاسرين المحتملين فى الثورات
التى يشهدها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هى الشعوب التى قامت بهذه الثورات. وقالت
إن الكثير من الديمقراطيين يواجهون مخاطر شديدة بأن يتم اكتساحهم من قبل حكام طغاة
جدد ومتطرفين إسلاميين منظمين.
أما عن الفائزين فى هذه الثورات، كما تقول
المجلة، فهم واضحين بشدة: أولئك الذين يملكون ويبيعون النفط ويراهنون عليه. ففى
الشهر الماضى وحده، قفزت أسعار النفط لتزداد بنسبة 10% رغم أنه لم يحدث انخفاض كبير
فى العرض.
وفى حين أن هذه الثورات قد أثمرت عن تساؤلات يومية فى جميع أنحاء
العالم عن مستقبل ديمقراطى جديد فى الشرق الأوسط ، فإن هياكل السلطة فيه لا تزال
سليمة إلى حد كبير. ويبدو أن كل دولة فى المنطقة تنتظر. فحتى الآن، لم ينجح هؤلاء
الذين نزلوا إلى الشوارع إلا فى الإطاحة برؤسائهم غير المرغوب فيهم، حسنى مبارك فى
مصر، وزين العابدين بن على فى تونس، ولم يغيروا الوضع القائم فى السلطة على أرض
الواقع. وفى اليمن، لا يبدو أن القيادة الموجودة هشة. أما فى ليبيا، التى أعلنت
وسائل الإعلام الأسبوع الماضى عن تحقيق الثوار لانتصارات فيها، فإنها تبدو فى
مواجهة مع العقيد القذافى.
من ناحية أخرى، اعتبرت "نيوزويك" إسرائيل من أكبر
الخاسرين استراتيجياً. فقد اعتمدت الدولة العبرية على المستبدين العرب فى قمع
الشعارات المعادية للصهوينية من قبل شعوبهم، ولا تسطيع إسرائيل أن تفعل شيئاً
لإصلاح محنتها. فالوقت غير موات على الإطلاق لإجراء محادثات جديدة مع
الفلسطينيين.
كما أن الولايات المتحدة خسرت بدورها، لكنها ليست أكبر
الخاسرين. حيث ستواجه تزايد حالة العداء لها، فالحقيقة أن العرب عامة ينظرون إلى
الولايات المتحدة هى حامية المستبدين الفاسدين الذين حكموا طويلاً وهى منقذة
إسرائيل المكروهة. ونتيجة لذلك، فإن عمليات مكافحة الإرهاب ودبلوماسية مواجهة إيران
ستعانى.
والحكمة التقليدية تقول إن إيران هى من فازت بورقة اليانصيب، لكن لا
يمكن المراهنة على ذلك. فالإيرانيون شيعة وفارسين، وأغلب من قاموا بالثوارت عرب
وسنة. وكلا من الجماعتين لا تهتم بشأن الأخرى. والأكثر أهمية هو أن الثوريين العرب
يجب بالتأكيد أن يعارضوا قادة إيران الذين قمعوا المناضلين المطالبين بالحرية قبل
عامين.