نظام القذافي يرفض وساطة فنزويلا وأوباما يتوعد
هاجم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجددا نظام الزعيم الليبي معمر
القذافي ، مؤكدا أن واشنطن تقود حاليا جهدا دوليا لوقف سفك دماء الشعب
الليبي .
وتابع في تصريحات له مساء الخميس " كل من يمارسون العنف ضد الشعب الليبي سيتحملون المسئولية ، القذافي فقد شرعيته وعليه أن يغادر".
يأتي
هذا فيما رفض سيف الاسلام القذافي مبادرة فنزويلية لحل الأزمة ، مؤكدا أنه
مع تقديره لفنزويلا إلا أنه لا حاجة للوساطات الدولية .
وجاء الموقف
السابق في الوقت الذي تباينت فيه المواقف الدولية والعربية من مطالبة
البعض بفرض حظر جوي على نظام القذافي ما بين تأييد فرنسي وبريطاني وتريث
أمريكي وتحفظ ألماني وتلويح به من قبل الجامعة العربية.
فقد قالت فرنسا وبريطانيا إنهما ستدعمان أي قرار بفرض حظر جوي في ليبيا إذا استمرت هجمات قوات العقيد القذافي ضد المحتجين.
واعلن
وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيغ
أن الطرفين يعملان على "اقتراحات جريئة وطموحة" لتقديمها للاتحاد الأوروبي
في الاجتماع الخاص بالشأن الليبي الأسبوع المقبل.
أما واشنطن فبدت حذرة في هذا الشأن، وأكدت وجود مخاطر دبلوماسية وعسكرية، لكنها حركت سفنا حربية إلى البحر المتوسط.
ووصف
وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عملية الحظر بأنها معقدة، وقال إن الأمر
يتطلب تنفيذ ضربة عسكرية ضد دفاعات ليبيا الأرضية لإنجاح الحظر.
ومن
جانبه ، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار غير ملزم يدعو مجلس الأمن
التابع للأمم المتحدة إلى دراسة فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا لحماية
المدنيين.
ياتي هذا فيما استبعدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون
إقامة منطقة حظر طيران فوق الأجواء الليبية في الوقت المنظور، وأعربت عن
خشيتها من أن "تتحول ليبيا إلى ما سمته صومالا كبيرا".
وبدوره ،
استبعد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بحث فرض منطقة حظر طيران في
الأجواء الليبية دون إشراك الأمم المتحدة في المباحثات.
وقال إن هذه
الخطوة تنطوي على ما وصفها بتحديات خطيرة عند الممارسة، ونبه إلى احتمال
حدوث "نتائج عكسية" في العالم في حال اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية في
ليبيا.
ومن جانبه ، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" الخميس أنه "ليس
لديه نية" للتدخل في ليبيا بدون دعم الأمم المتحدة، ولكنه أشار إلى أن
الحلف يعد الخطط اللازمة تحسبا لتلقي دعوة من الهيئة الدولية للتدخل.
وتمتنع الأمم المتحدة حتى الآن عن الدعوة إلى التدخل العسكري، مثل فرض منطقة حظر جوي في ليبيا.
وقال
الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن :"أود أن أوكد أن الناتو ليس لديه
أي نية للتدخل، ولكن بوصفه حلفا دفاعيا ومنظمة أمنية فإننا نعد خططا محكمة
تحسبا لكل الاحتمالات".
أما الدول العربية فقد رفضت كل أشكال التدخل
الأجنبي، ولوحت في المقابل بفرض حظر جوي على ليبيا بمشاركة الاتحاد
الإفريقي إذا ما استمرت الاضطرابات الراهنة.
ونص قرار اعتمده وزراء
الخارجية في اجتماعهم بالقاهرة الأربعاء على أن الدول العربية لن تقف
مكتوفة الايدي بما في ذلك فرض الحظر الجوي على ليبيا بالتنسيق مع الاتحاد
الإفريقي.
ولفت إبراهيم دباشي نائب سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة
-وهو من أوائل الدبلوماسيين الذين انشقوا عن القذافي- إلى أن المنظمة
الدولية قد تدعم قرارا بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا إذا طلب المجلس
الوطني الليبي الانتقالي ذلك رسميا.
ومن جانبها ، ذكرت قناة
"الجزيرة" الخميس أن الأصوات التي تنادي بحظر جوي في ليبيا تعالت في الآونة
الأخيرة بهدف الحد من تدفق المرتزقة الذين يأتون من الخارج جوا ومنع
الهجمات الجوية التي تنفذها قوات العقيد القذافي.
وكان القذافي قال
في كلمته الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ34 لإقامة الجماهيرية في ليبيا :"لا
أحد يسمح أن تكون في بلاده مجموعات مسلحة ترهب السكان، هذا لا يمكن أن
يستمر ولا بد من القضاء عليه".