انشقاق في الجيش الليبي واستمرار موجة الاستقالات
القذافي ينفي فراره إلي فنزويلا والمعارضة تتحدث عن سقوط 600 قتيل في الاحتجاجات












ظهر الزعيم الليبي معمر القذافي علي شاشة التليفزيون الليبي. مؤكدا أنه في
ليبيا نافيا تقارير سابقة عن فراره إلي فنزويلا. في وقت تشهد البلاد عملية
قمع دامية للاحتجاجات المطالبة باسقاط حكمه المستمر منذ 41 عاما. أسفرت عن
سقوط مئات القتلي والجرحي. وسط حالة من الانشقاق في صفوف الجيش الليبي.
قال القذافي في كلمة مقتضبة للتليفزيون الليبي في ساعة مبكرة من
صباح أمس: "أريد أن أبين لهم اني في طرابلس ولست في فنزويلا ولا تصدقوا
اذاعات الكلاب الضالة" علي حد تعبيره.
أشار القذافي الذي ظهر ممسكا بمظلة للمطر قبل أن يستقل مركبة
عسكرية. إلي أنه كان ينوي توجيه كلمة إلي الجماهير في الساحة الخضراء إلا
أن هطول الأمطار علي العاصمة طرابلس حال دون ذلك. ونقل التلفزيون صورا
مباشرة للقذافي. في أول ظهور له منذ بدء الاحتجاجات. من أمام منزله في باب
العزيزية الذي يقيم به منذ عام 1969.

وقال عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا لدي جامعة الدول العربية الذي
استقال من منصبه مؤخرا إن حديث القذافي هو ليس حديثا بل هي "طرفه من
طرائفه " التي تعودنا عليها. وأضاف أن كل ليبيا الآن تدار بواسطة الشباب
وان القذافي لا يسيطر إلا علي بعض المعسكرات ومنها كتيبة الساعدي شرق
مدينة سرت ومعسكر باب العزيزية الذي يقيم فيه.
في هذه الأثناء قدرت المعارضة الليبية أعداد القتلي منذ بدء
الاحتجاجات في 15 فبراير الجاري. بأكثر من 560 شخصا. وذكرت قناة "العربية"
الإخبارية أن هناك نحو 1400 شخص لا يزالون في عداد المفقودين.
وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء إن الجانب الليبي من الحدود مع مصر يسيطر عليه مسلحون بهراوات وبنادق كلاشنيكوف معارضون للقذافي.


وقال مراسلها من بلدة مساعد علي الجانب الليبي من الحدود مع مصر أن
أحد المحتجين يحمل صورة للقذافي مقلوبة وكتب عليها "الطاغية السفاح قاتل
الليبيين".
ونفي التليفزيون الرسمي الليبي المعلومات التي تفيد عن وقوع "مجازر"
ضد المتظاهرين في ليبيا. ووصفها بأنها كاذبة. وقال التليفزيون الليبي
متوجهاً الي المواطنين الليبيين إن المعلومات عن وقوع "مجازر في العديد من
المدن الليبية والقري" هي "جزء من الحرب النفسية وأكاذيب وإشاعات".
كانت وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن سكان من العاصمة طرابلس مساء
أمس الأول أن مجزرة وقعت في حيي فشلوم وتاجوراء في المدينة حيث تم اطلاق
النار عشوائيا علي السكان مما ادي الي وقوع قتلي من بينهم نساء. وقال سكان
في مدينة البيضاء أن القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف المدينة الواقعة
شرق البلاد أسفر عن مقتل 26 شخصا.
وأقر سيف الاسلام نجل القذافي بأن الجيش قصف مخازن للذخيرة في مناطق بعيدة عن الاحياء السكنية. كما نقل عنه التليفزيون الليبي.


وفي حين قال طياران ليبيان وصلا الي عاصمة مالطا أمس الاول انهما فرا
بعد ان تلقيا الامر بقصف المتظاهرين في بنغازي. نفي سيف الاسلام عن قيام
الجيش بقصف مدينتي طرابلس وبنغازي.

وأعلن سيف الاسلام تشكيل لجنة تحقيق برئاسة قاض ليبي وعضوية جمعيات
حقوقية ليبية واجنبية للتحقيق في الظروف والملابسات والاسباب التي ادت الي
سقوط العديد من الضحايا في ليبيا خلال الاحداث الجارية.
يأتي هذا بينما أصدر ضباط بالجيش الليبي بيانا يطالب كافة أفراد
الجيش بالانضمام إلي ثورة الشعب ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
ودعا ضباط الجيش في البيان. الذي جري تلاوته عبر مقابلة هاتفية
أجرتها قناة "الجزيرة: عناصر الجيش كافة إلي "التلاحم مع الشعب الثائر ضد
نظام القذافي المجرم". وجاء في البيان الذي حمل توقيع اللواء المهدي
العربي عبد الحفيظ "ندعو كافة أفراد الجيش إلي الزحف علي مدينة طرابلس
لطرد القذافي منها".

وامتدت التظاهرات الي العاصمة الليبية منذ الاحد الماضي. حيث قام
المحتجون باحراق مبني تابعا للاذاعة والتلفزيون ومكاتب للجان الثورية.
وقاعة الشعب. مقر الاجتماعات الرسمية. ومبني وزارة الداخلية.
وأفاد الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان ان المتظاهرين هاجموا
باب العزيزية. مقر اقامة القذافي. وان المتظاهرين باتوا يسيطرون علي عدة
مدن بينها بنغازي التي انسحب منها الجيش. وقال تونسيون غادروا ليبيا ان
حالة من الفوضي تسود في العاصمة ومدينة الزاوية "60 كم غرب طرابلس" والتي
انسحبت منها الشرطة.
وقال شهود عيان إن الأوضاع في بنغازي بدت اهدأ أمس فيما استمرت
المظاهرات الاحتجاجية حيث قضي مئات المحتجين ليلتهم قبالة ساحة القضاء
الرئيسية في المدينة.
قال علي العيساوي السفير الليبي لدي الهند الذي استقال من منصبه
احتجاجا علي حملة القمع العنيفة ضد المحتجين إن السلطات الليبية تستخدم
مرتزقة أفارقة مما دفع بعض قوات الجيش الي تغيير ولائها لتنضم للمعارضة.
وقال العيساوي إنه أبلغ بان هناك انشقاقا في الجيش. مضيفا أن جنود
بلاده لا يمكنهم رؤية أجانب يقتلون ليبيين لذلك انحازوا للشعب. وتابع أن
الليبيين لا يمكنهم عمل شيء في مواجهة طائرات مقاتلة مضيفا أنه لا يطالب
بقوات دولية ولكن يدعو المجتمع الدولي لانقاذ الليبيين.

في هذه الأثناء توالت استقالات العديد من المسئولين الليبيين. وانضم
السفير الليبي في الولايات المتحدة علي العجيلي إلي صفوف الدبلوماسيين
الذين انشقوا عن حكومة القذافي. وقال إنه لم يعد يمثل "النظام الدكتاتوري"
في بلاده وطلب من القذافي الرحيل. وأضاف في مقابلة مع قناة "ايه.بي.سي"
التليفزيونية "أستقيل من خدمة النظام الدكتاتوري الحالي. ولكن لن أستقيل
أبدا من خدمة شعبنا الي أن يصل صوته للعالم أجمع والي أن يتحقق هدفه...".
وكان أعضاء البعثة الليبية لدي الامم المتحدة أعلنوا تنصلهم من نظام
القذافي وتاييدهم للمتظاهرين.
وذكرت تقارير إعلامية في بنجلاديش نقلا عن مسئولين بوزارة الخارجية
أن السفير الليبي في دكا أحمد عطية الامام تقدم باستقالته في خطوة لدعم
المتظاهرين ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال علي العيساوي السفير الليبي لدي الهند. المستقيل. إن سفراء لدي
الصين وبولندا وتونس استقالوا أيضا بالفعل. واستقال عدد من الدبلوماسيين
الليبيين في الخارج. بينهم ثلاثة موظفين في السويد ودبلوماسي في السفارة
الليبية في المغرب. احتجاجا علي ما وصفها ب "الإبادة اليومية للشعب
الليبي". كما استقال وزير العدل الليبي مصطفي عبد الجليل احتجاجا علي
الافراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين كما اعلنت صحيفة "قورينا"
الليبية.
واستقال نوري المسماري رئيس التشريفات بعد أن ظل الي جوار القذافي
نحو 40 عاما. وقال إن الزعيم الليبي لن يترك البلاد ولن يتنحي وتوقع ان
يستمر في معركته ضد المحتجين الي النهاية.

في هذه الاثناء. بدأت دول أوروبية وعربية وشركات بترول باجلاء
رعاياها من ليبيا. وأقلعت طائرة عسكرية نمساوية وعلي متنها 62 مواطنا من
دول تابعة للاتحاد الأوروبي. وحطت في مالطا.
وقالت روسيا انها بدأت بترحيل رعاياها أمس. وأكدت وزارة الحالات
الطارئة أن 4 طائرات روسية في طريقها إلي ليبيا لإجلاء المواطنين. ودعت
الخارجية الروسية مواطنيها إلي عدم السفر إلي ليبيا.
وقالت وسائل اعلام تونسية ان الاف التونسيين يفرون من ليبيا معظمهم
عبر الحدود الغربية. واضافت أن نحو 3000 تونسي عبروا الحدود الجنوبية
لتونس ومن المتوقع اجلاء 1200 اخرين جوا في الساعات القليلة القادمة الي
العاصمة التونسية.

وأجلت الجزائر 250 من رعاياها في ليبيا علي خلفية التطورات الخطيرة
التي تشهدها البلاد. عبر رحلة عادية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية.
ودعت الصين السلطات الليبية إلي ضمان سلامة مواطنيها بعد فرار مئات من عمال البناء الصينيين من هجمات علي مواقع عملهم في ليبيا.


وقالت الفلبين إنها ستساعد نحو 30 الف من مواطنيها علي مغادرة ليبيا.
وأنها تعد خطط اجلاء للفلبينيين الذين يعيشون في دول عربية أخري تشهد
اضطرابات.
وذكرت تقارير صحفية تركية أن الشركات التركية تخشي علي استثماراتها
التي تقدر بالمليارات في ليبيا . بسبب ما تشهده البلاد حاليا من اضطرابات
دموية.
من ناحية أخري رفضت سلطات الطيران اللبنانية إعطاء تصريح لطائرة
ليبية خاصة تقل عشرة ركاب بالهبوط في مطار بيروت الدولي. وذلك بعد أن
تجاهل الجانب الليبي طلبا بالكشف عن هوية الركاب. ما دفع السلطات في مطار
بيروت لان تطلب من الطيار تحويل مسار الطائرة إلي بلد مجاور. سوريا أو
قبرص.








قال إنه لم يستخدم القوة بعد


القذافي: أنا مجد ليبيا وعقوبة الإعدام تنتظر المحتجين



طرابلس - وكالات الأنباء: اعتبر الرئيس الليبي معمر القذافي
أن هناك من يحاول تشويه صورة ليبيا أمام العالم. مشدداً علي أنه "لست
رئيساً لأتنحي كما فعل غيري بل أنا قائد للثورة إلي الأبد".

ورأي القذافي أن ما يجري اليوم في ليبيا هو تقليد لما جري في تونس
ومصر. مشدداً علي أنه سيدافع عن ثمن بقائه وسيموت مع الشعب شهيداً في
النهاية.

ورفض أن يترك الأرض الليبية. معتبراً أنه محارب حقق المجد لليبيين.


وقال القذافي: "أنا مجد لا تفرط به ليبيا". مؤكداً أنه من أجل ليبيا دفعنا ثمناً غالياً.


وقال إنه لم يستخدم القوة بعد للتصدي للمخربين ولم يأمر حتي الآن
باستخدام الرصاص علي حد قوله داعياً المؤيدين له من الرجال والنساء
والفتيات بالخروج إلي الشوارع للدفاع عن بلدهم والإمساك بالجرذان.

وحذر أن من حمل السلاح في وجه الدولة فإنه سيعاقب بالإعدام وفقاً لقانون العقوبات الليبي.


ولفت إلي أن مجموعة قليلة من الشبان المخدرين تهاجم المقرات الرسمية.
مشيراً إلي أنه تركنا السلطة للشعب من خلال اللجان الشعبية بعد أن أنجزنا
مهمة الثورة.

وأشار القذافي إلي أنه "قاتلنا فرنسا وأمريكا والسادات". لافتاً إلي أنه تخلي عن السلطة مع الثوار عام .1975


ودعا إلي تشكيل اللجان الشعبية الجديدة. كما وضعها سيف الإسلام والتخلص من العناصر التي يرونها فاسدة.


واتهم الرئيس الليبي المصريين والتونسيين العاملين داخل بلاده بإعطاء
حبوب مخدرة للشباب الليبي لإثارة العنف. محذراً من تحول ليبيا إلي إمارة
إسلامية يحكمها أيمن الظواهري وأسامة بن لادن قادة تنظيم القاعدة.