لأول مرة في تاريخ مصر يقضي أبناؤنا الطلاب إجازة نصف العام في قلب ميدان
التحرير، وسط هتافات المتظاهرين وأمام القنوات الإخبارية بعيداً عن الفسح
والسفر والكرتون.
أجمعت المدرسات أن الطلبة والطالبات سيعودون للدراسة بشكل ثان وعقل مستنير
وتفكير جديد ومعاملة مختلفة، التقينا بهن وطرحنا عليهن هذا السؤال: هل ستتحدثن
عن ثورة 25يناير مع الطلاب أم ستكتفين بما حدث؟ فقلن: كيف لا أتحدث عن الثورة
أو أسرد للطلبة انجازاتها، فهي الطريق الي إصلاح المناهج وطرق التعلم داخل الفصل
الدراسي وذلك عن طريق اتباع طريقة جديدة بين الطالب والمعلم هكذا قالت بولا مديرة
إحدي مدارس اللغات وأضافت متسائلة يكفي أننا سنتخلص من طريقة حشو الدماغ نحن
نعيش أسوأ العصور التعليمية التي مرت بها مصر فالفجوة الموجودة كبيرة بين التعليم
والعمل مما زاد من حدة البطالة وأصبح التعليم مجرد كتب ومواد تدرس ونظام ترمين
وتؤكد أنها قررت أن تتحدث مع الطلبة كل يوم عن الثورة التي غيرت حياتنا وعن
استعدادهم لحدوث تغيير شامل في المنظومة التعليمية خاصة ونحن في عصر التغيير
والاصلاح.
همت موجهة بإدارة بدرشين قالت: حتي الآن لا يوجد أي تعليمات من وزارة
التربية والتعليم تخص ثورة 25 يناير، لكن بكل تأكيد أننا سنخصص الحصة الأولي
بجميع المدارس للتحدث عن الثورة وانجازاتها مفتخرين بـ»18« يوماً غيرت مستقبل
مصر وقلبت الموازين الي الأفضل، كما سنقف دقيقة حداداً علي أرواح شهداء الثورة
الذين أريقت دماؤهم الطاهرة في سبيل حصول وطنهم علي الحرية وتتمني همت ان يحصل
التعليم علي قسط كبير من التغيير خاصة ونحن في مرحلة تصحيح كبير لكل الأوضاع التي
كانت مقلوبة مشيرة الي انها تشعر بقوة بأن الطلبة ستأتي في صورة جديدة تماماً
خاصة بعد أن شاركت بالمظاهرات وكانت جزءاً لا يتجزء من ثورة »25
يناير«، كما تعتقد ان سؤال »ما رأيك« الموجود داخل الكتاب المدرسي والذي
كان يفرض علي الطالب ان يقول رأي الكتاب، ومع الأوضاع الجديدة سيجعل كل طالب
يقول رأيه الشخصي بعد أن فهم وأدرك معني الحرية والديمقراطية.
وتقول انتصار محمود مدرسة لغة عربية بمدرسة النيل القومية الخاصة ، لم تصلنا
حتي الآن أي منشورات خاصة بثورة »25 يناير«، لكن بدون شك اننا سنخصص
الطابور وأول حصة في جميع المراحل للحديث عن الثورة وانجازاتها كما سنتحدث عن
كرامتنا التي حصلنا عليها بعد »30« عاماً من سياسة القمع والخوف التي مارسها
علينا النظام الحاكم وتعتقد انتصار ان الطلبة ستعود للعام الدراسي في ثوب جديد لم
نشهده منذ سنوات فالشباب والاطفال الذين نظموا المرور بعد اختفاء الشرطة من شوارع
مصر، والذين وقفوا مع آبائهم في اللجان الشعبية ليدافعوا عن أمن المنطقة التي
يعيشون فيها من المستحيل ان يعودوا الي نفس أسلوبهم قبل ثورة 25
يناير.
هناء بكري مدرسة علوم بمدرسة عمرو بن العاص الثانوية، تؤكد ان اليوم الأول من
الدراسة سيكون مخصصاً للتحدث عن الثورة بكافة تفاصيلها خاصة وأنها انتفاضة لم
تحدث منذ »34« عاماً مؤكدة أن إدارة المدرسة قررت ان تقوم بعمل مجلة حائط تضم
كل أحداث الثورة.
أتمني ان أصل بكل تلاميذ مدرستي ليكونوا »وائل غنيم« بهذه الكلمات بدأت
سناء ابراهيم مديرة مدرسة مودرن سكول حديثها قائلة إن شخصية وائل غنيم والذي ظهر
في واجهة المظاهرات التي طالبت بتنحي الرئيس مبارك وقال انه مستعد للموت من اجل
قضيته وتحقيق حلمه أعطاني الأمل بأن الدنيا لها وجهاً آخر.
وأكدت أنها ستخصص الحصة الأولي بجميع مراحل المدرسة للتحدث عن أحداث الثورة
وسردها لحظة بلحظة، كما انها قررت ان يقف الطلبة دقيقة حداداً علي أرواح
الشهداء في طابور المدرسة عرفاناً بجميلهم علينا والذي لن ننساه أبد الآبدين
وسيذكره التاريخ بكل عزة وفخر.
وتؤكد نجوي حنفي مدرسة بمدرسة كامل سليم الاعدادية ان كافة المدرسين سيتكلمون مع
الطلبة في أول يوم دراسي عن الثورة وعن اسباب قيامها وكيف تطورت خلال »18
يوماً« وكيف نجحت وجعلت الشعب المصري ولأول مرة يتنسم نسيم الحرية بعد ثلاثين
عاماً من الخوف والرعب الذي أسقطه النظام الحاكم السابق في قلوبهم، مشيرة الي
أنه من المعتاد بأننا نتكلم عن أي مناسبة تمر علينا مع الطلبة ونحكي لهم أسبابها
وقصتها والدروس المستفادة منها.
وتقول اننا نعيش حالياً عهداً جديداً مؤكدة أنهم كمدرسين تغيروا كثيراً
وتعلموا الكثيرمن الشباب الواعي الذي قام وأصر علي استمرار هذه الانتفاضة والذي
غيرت الحال الي الأفضل.