حذر عدد من الخبراء الاقتصاديين من تأثير زيادة حدة الاضطرابات والمظاهرات فى ليبيا
كإحدى الدول المصدرة للبترول على ارتفاع أسعاره عالمياً، مما يؤدى إلى شهود الأسواق
موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى التأثير السلبى على أسعار العديد من
السلع، خاصة الغذائية وذلك بعد التهديد بوقف صادرات النفط للدول الغربية خلال 24
ساعة إذا لم توقف السلطات الليبية ما تم وصفه بقمع المحتجين.
ومن جانبه، أكد
دكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن الاضطرابات الجارية الآن فى بعض
الدول العربية من الطبيعى أن تؤثر على ارتفاع الأسعار فى مصر، مشيراً إلى تأثير
ليبيا بشكل خاص، لأنها من الدول النفطية الكبرى، حيث قفز سعر البترول أمس من 86 إلى
105 دولارات، مما يؤثر بشكل سلبى على تكاليف النقل سواء براً أو بحراً أو جواً،
مضيفاً أن من أهم أسباب تؤثر مصر أنها دولة لا يوجد لديها اكتفاء ذاتى فى معظم
المواد وخاصة المواد الغذائية، مما يجعلها تعتمد على استيرادها من
الخارج.
وأشار عبده إلى إمكانية تأثر الاستثمارات المصرية فى ليبيا ومن جهة
أخرى تأثر الاستثمارات الليبية فى مصر ولكن فى المدى القصير إلى أن تستقر الظروف،
قائلاً "نأمل أن تنجح الثورة حتى تستقر الأوضاع مما يؤدى إلى تقوية العلاقات
التجارية والاستثمارية مع ليبيا ويعود ذلك على الشعبين الشقيقين بمزيد من
الرخاء".
وقال الخبير الاقتصادى مختار الشريف، إن هناك مخاوف من كبرى الدول
المستوردة للنفط فى العالم من ارتفاع جنونى لأسعار البترول الأمر الذى سيؤدى إلى
ارتفاع أسعار المنتجات والمواد الغذائية والتى وصل معها سعر طن القمح إلى 400
دولار، محذراً الحكومة المصرية من موجة ارتفاعات كبيرة على الواردات المصرية الأمر
الذى سيجعلها فى مأزق كبير، لأن الارتفاع فى الأسعار سيؤدى إلى عودة الاضطرابات إلى
الشارع المصرى إذا لم تأخذ الحكومة المصرية احتياطها.
وأشارت دكتورة يمن
الحماقى أستاذة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية إلى أنه على المدى القصير سيكون هناك
تأثير سلبى على الاقتصاد العالمى والمصرى لارتفاع أسعار البترول عالمياً، مضيفاً أن
سيكون هناك فوضى وقلق حقيقى من تعطل الإمدادات من ليبيا، مشيرة إلى أن المشكلة
الأكبر أمام مستوردى النفط إذا امتدت الاضطرابات إلى المملكة العربية
السعودية.
جدير بالذكر أن إنتاج ليبيا بلغ 1.58 مليون برميل يومياً فى
يناير، وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن ترتيب ليبيا كان الثانى عشر
بين أكبر مصدرى النفط فى العالم فى 2009 وبلغت أكبر احتياطيات النفط المؤكدة لديها
44 مليون برميل حتى يناير 2010.
وقفز البترول أكثر من دولار للبرميل يوم
الاثنين بعد أن أدت الاشتباكات العنيفة فى ليبيا عضو أوبك إلى تفاقم المخاوف من
انتشار الاضطرابات الاجتماعية فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة
الدول التى تصدر البترول وعلى رأسها كل من إيران وليبيا والبحرين، إلى جانب عدم
استقرار الأوضاع فى العراق واليمن مدخل الجنوبى للبحر الأحمر التى تمر من خلال
ناقلات البترول عبر قناة السويس