ارتباك فى أندية «البترول».. ومخاوف من تجميد النشاط الكروى بعد رحيل «فهمى»
أصاب
قرار رئيس الوزراء إقصاء سامح فهمى من وزارة البترول ناديى إنبى وبتروجيت
بالارتباك، حيث سادت مخاوف داخل الناديين من تجميد النشاط الكروى، أو دمج
فريقى الكرة بعدما اشتكى عدد من المتظاهرين فى ثورة يناير من سوء أوضاع
وزارة البترول وإنفاق الملايين على لاعبى الكرة، وتخصيص 300 مليون جنيه من
ميزانية الوزارة لإنشاء استاد بتروسبورت لاستضافة مباريات إنبى وميزانية
أخرى لتجهيز استاد بتروجيت بالسويس.
«المصرى اليوم» فتحت ملفاً قصيراً لناديى إنبى وبتروجيت بعد رحيل
«فهمى» الداعم الأكبر للرياضة البترولية، صاحب الفضل فى تأسيس الناديين
ونهضتهما الكروية فى الفترة الأخيرة.
من جانبه، تحفظ رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادى إنبى على مصير الفريق الكروى الأول بعد إقصاء سامح فهمى، وزير البترول.
وحذر مصدر مسؤول من أن تسريح الفريق الكروى الأول، وتجميد نشاط الكرة
سيتسبب فى إهدار 60 مليون جنيه قيمة اللاعبين، مشيراً إلى أن أندية
الشركات والهيئات ينطبق عليها قانون الهيئات الرياضية، وتخضع ميزانيتها
لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات باعتبارها هيئات مستقلة عن وزارة البترول.
وأوضح أنه، وفقا للقانون، فإن كل شركة ملزمة بعمل نشاط رياضى للعاملين بها.
وشدد على أن إنبى تخطى مرحلة المصروفات، وتحول إلى مرحلة الاستثمار بعد
نجاحه فى بناء فريق قادر على المنافسة على البطولات، فضلاً عن أن الفريق
الكروى بمثابة سفير للشركة، وخير وسيلة للإعلان عن أنشطتها، مشيراً إلى
أنه على هامش مشاركة الفريق فى البطولتين، الكونفيدرالية والعربية، وقع
اتفاقيات تجارية، وأوضح أن إنبى حصل على 650 ألف دولار بعد احتلاله مركز
الوصيف فى البطولة العربية دون أن يتحمل مليما واحداً، فضلا عن الدور
الكبير لإنبى بصفة خاصة، وأندية الشركات بصفة عامة فى إثراء بطولة الدورى
وخلق أجواء تنافسية بعد أن كانت الأندية مجرد كومبارس للأهلى والزمالك.
فيما أكد المهندس أحمد رضا، رئيس نادى بتروجيت، أن الأمور حتى الآن
تسير بشكل طبيعى داخل النادى رغم إقصاء الوزير، فالتدريبات تتم يومياً
بصورة طبيعية، وخطة الإعداد لاستئناف الدورى مستمرة، وقال الحديث عن مصير
النادى الآن فى ظل ما يتردد عن المصاريف الكبيرة لأندية البترول سابق
لأوانه، فضلاً عن أنه يفتقد الدقة، لأن النشاط الرياضى صب فى مصلحة شركة
بتروجيت بشكل عام.
وأضاف «رضا»: «فريق كرة القدم عمل على نشر نشاط شركة بتروجيت داخلياً
وخارجياً فى الدول العربية كشركة خدمات بترولية، وحقق شهرة كبيرة للشركة،
وأكد أن النشاط الرياضى أغنى الشركة عن الدعاية لنشاطها، ووفر ميزانيات
ضخمة كانت تخصص لهذا السبب.
وقال إن الفريق ظهر بمستوى جيد على الصعيدين الأفريقى والعربى من خلال
بعض المباريات القوية، فضلا عن أن بتروجيت ظهر بشكل مشرف منذ الموسم
الأول، واحتل مراكز متقدمة فى ترتيب جدول الدورى الممتاز، وأصبح واحداً من
الأندية التى يتابعها الكثيرون، وحقق مكاسب معنوية كبيرة.
من جانبه، أكد أسامة خليل، نجم الإسماعيلى الأسبق، أن استبعاد سامح
فهمى من وزارة البترول يعد مكسباً للكرة المصرية ككل، خصوصاً الأندية
الشعبية ذات الجماهيرية، ليقضى على حالة غياب العدالة، وتغليب المصالح
الشخصية على المصلحة العامة.
وقال «خليل»: تحولت الكرة المصرية فى الفترة الماضية إلى أداة للتلميع
والتزييف لمصلحة بعض الأشخاص، وبالتالى وجدنا بعض الأندية غير الجماهيرية
كأندية البترول الكثيرة أمثال إنبى وبتروجيت وبترول أسيوط وجاسكو وغيرها
تحصل على نسبة من الدعم، الذى هو أساساً من أموال الدولة، ولكن ارتباط
مصالح رجال اتحاد الكرة مع سامح فهمى وفر لهم الحماية للقيام بذلك.
وأشار «خليل» إلى أن الوزير السابق كان من أبرز المدافعين عن الفساد
الكروى فى مصر، فى إطار سياسة الدفاع عن تميز الأندية اللاجماهيرية على
حساب الأندية الشعبية، فضلا عن تغاضى مسؤوليه عن تطبيق لوائح الاتحاد
الدولى، التى تمنع تمثيل مؤسسة واحدة بأكثر من ناد.
وطالب أسامة خليل بضرورة دمج جميع أندية البترول فى نادٍ واحد يمثل
الهيئة فقط كجهة صرف، فى حالة رغبتنا فى تنفيذ دورى المحترفين المصرى وفقا
للوائح «فيفا»، مما يعطينا فرصة أخيرة لتصحيح المسار.