مذابح بالمدفعية ومخاوف من إبادة جماعية في مظاهرات ليبيا
أفادت
أنباء تم تداولها على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "فيس
بوك" بأن السلطات الليبية لجأت إلى استخدام المدفعية الثقيلة وقذائف "آر
بي جي" بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر لتفريق المتظاهرين في عدة مدن خاصة
بنغازي شرق البلاد والتي تشهد مظاهرات حاشدة ضد نظام معمر القذافي، وذلك
وسط مخاوف من حدوث إبادة جماعية للمتظاهرين.
ونقلت
مواقع إلكترونية للمعارضة الليبية وصفحات لنشطاء على فيس بوك أن طائرتين
هليكوبتر هبطتا بمزرعة شمال مدينة بنغازي، أولى المدن الليبية التي انطلقت
منها الثورة الشعبية، وأنزلت ذخيرة ثم قامت بالتحليق فوق رؤوس المتظاهرين
حتى فرّقتهم لمسافات بعيدة، مضيفة نقلا عن شهود عيان أن السلطات الليبية
استنجدت بقوات إفريقية من المرتزقة، موالية للساعدي القذافي نجل الزعيم
الليبي، بعد تطور الاحتجاجات وانتشارها.
كما
أشارت تقارير صحفية السبت 19-2-2011 إلى أن مدينة بنغازي ومدنا عديدة بشرق
البلاد، أصبحت خارج سلطة الحكومة الليبية، وذلك ضمن موجة الاحتجاجات
الشعبية التي تشهدها البلاد، للمطالبة بتنحي الرئيس الليبي معمر القذافي.
بنغازي تحترق
وذكر
الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة القطرية نقلا عن شهود عيان ومصادر
متعددة، أنه تم إحراق جميع مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية
الأمن في درنة.
وشهدت
مدينة بنغازي منذ الصباح غيابا كبيرا لقوات الأمن والشرطة، وأغلقت المحلات
التجارية أبوابها، وساد الهدوء الحذر معظم أرجاء المدينة.
وتلقى
عدد كبير من المواطنين في مدينة بنغازي، رسائل نصية على هواتفهم المحمولة،
يعتقد أن مصدرها السلطات، حملت تهديدا باعتقالهم في حال التظاهر، واقتحام
منازلهم أن خرجوا إلى الشوارع.
وأكدت
مصادر على مواقع التواصل الاجتماعي انقطاع خدمتي الكهرباء والمياه عن
مدينة البيضاء، كما شهدت خدمة الهواتف المحمولة تشويشا بهدف إعاقة التواصل
بين المتظاهرين، في محاولة من الحكومة لتجنب تنظيم تظاهرات في مواقع جديدة
من البلاد.
وكانت
تقارير سابقة قد أشارت إلى أن المتظاهرين أحرقوا جميع المراكز الثورية
ومقر إذاعة بنغازي وهدموا نصبا يمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على دبابات
للجيش، وذلك بعد اعتصام أمام محكمة شمال بنغازي شارك فيه أمس نحو مائة ألف
مطالبين بإسقاط النظام.
كما
أحرق متظاهرون في مدينة المرج، 100 كلم شرق بنغازي، مقار أمنية ورفعوا علم
البلاد قبل حكم القذافي مرددين هتافات ضد الزعيم الليبي.
"أر بي جي"
في
سياق متصل، قال شاهد عيان من مدينة أجدابيا بشرق البلاد إن "المدينة سقطت
في أيدي المتظاهرين بعد احتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص"،
مضيفا أن "شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى الثورة".
كما
أشارت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إلى أن مدينة البيضاء "باتت في
يد الشعب" بعد أن سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.
وفي
تطور لاحق، قالت مصادر من ليبيا، أن النظام الحاكم استنجد بالأسلحة
الثقيلة لمواجهة المحتجين، حيث تواترت الأنباء عن دخول كتيبتين مسلحتين
مدينة البيضاء، مدججتان بأسلحة مضادة للطيران، لاستخدامها في قمع
المتظاهرين.
وقالت
صحيفة ''ليبيا اليوم'' المستقلة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، إن ضباطا في
الجيش الليبي، ينتمون إلى ''كتيبة الجارح''، إحدى كتائب الحرس الثوري،
انضموا للمتظاهرين في مدينة البيضاء، معلنين بذلك تمردا على القيادة
العسكرية والنظام الليبي الحاكم.
وأوضحت
الصحيفة أن تمرد الضباط جاء على خلفية قيام زملائهم في الكتيبة بإطلاق
الرصاص الحي بشكل مكثف على المتظاهرين، كاشفة في نفس الوقت عن استخدام
الجيش الليبي لقذائف ''أر بي جي'' ورشاشات مضادة للطيران تعرف باسم ''ميم
طا''.
وقال
نفس المصدر إن بعض سكان مناطق ريفية مجاورة لمدينة البيضاء استولوا على
أسلحة خفيفة من مقر تدريب تابع للجيش، وتنقلوا إلى وسط المدينة لمؤازرة
المتظاهرين، حيث تجري مواجهات مسلحة بين الجانبين، بالقرب من مقر ''كتيبة
الجارح''.
وكانت
المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء
وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان
وإيفرن وجادو والقبة.
وشهدت العاصمة طرابلس أيضا مظاهرات واحتجاجات مناهضة للسلطة في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
وأعلنت
منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن 84 شخصا على
الأقل قتلوا على يد قوات الأمن في ليبيا خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد
النظام.
وقالت
هيومن رايتس أن على السلطات الليبية أن توقف على الفور الهجمات على
المتظاهرين المسالمين وان تحميهم من المجموعات المسلحة الموالية للحكومة.