مع توالي الأحداث في الشرق الأوسط وتداعي الأنظمة العربية مثل أحجار
الدومينو، استيقظت إسرائيل على واقع جديد يتشكل في المنطقة، فكان اتسام ردود
مسؤوليها بالتخبط حينا، وبإظهار اتزان مفتعل حينا آخر.
فهذا شاؤول
موفاز –رئيس لجنة الخارجية والأمن بالبرلمان- يرى أن الشرق الأوسط يشهد زلزالا
وتحولا تاريخيا، موضحا ذلك أن حكومة بلاده تنتهج ما وصفه بـ"سياسة النعامة"، فتخفي
رأسها في الرمال، ولا تبادر بإطلاق مسيرة سياسية.
ويعرب موفاز عن رضاه عن
أداء الجيش المصري "الذي يتصرف بمنتهى المسؤولية"، وعن أمله في أن ينتهي حكم الزعيم
الليبي معمر القذافي قريبا.
أما وزير الدفاع إيهود باراك فيقول: إن المنطقة
تشهد في الوقت الراهن الكثير من "الخضات" التي ستؤثر في صيرورة الأوضاع المستقبلية،
مؤكدا أن الأمر يستوجب على "إسرائيل" مراعاة حالة التأهب واليقظة، والمحافظة على
علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة، مع مواصلة السعي للتوصل إلى اتفاقات
سلمية.
ويؤكد رئيس الأركان المنصرف، غابي أشكنازي، ضرورة استغلال فرصة
الأحداث في المنطقة العربية المحيطة بإسرائيل لتوسيع دائرة السلام مع الدول
المجاورة.
العالم سيشهد كارثة اقتصادية محققة إذا ما تدهورت الأوضاع في دول
النفط العربية، لاعتماد دول الغرب عليها بصورة شبه كاملة في تزويدها
بالنفط
ويطالب أشكنازي بالحفاظ في المقام الأول على ما يسميه "ذخائر
إستراتيجية" كالسلام مع مصر والأردن، والعمل على توسيعه، وإخراج مزيد من الدول
المجاورة من دائرة النزاع، في تلميح واضح لسوريا.
من جانبها، حذرت مصادر
اقتصادية إسرائيلية من أن العالم سيشهد كارثة اقتصادية محققة إذا ما تدهورت الأوضاع
في دول النفط العربية، لاعتماد دول الغرب عليها بصورة شبه كاملة في تزويدها
بالنفط.
وأفادت المصادر أن الاقتصاد الإسرائيلي تأثر بشكل كبير من تلك
الأحداث، حيث تشهد إسرائيل موجة من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والبنزين
والبلاستيك.
وترى تلك المصادر أن الخطر الأكبر يكمن في احتمال تولي "التيار
الإسلامي أو الشيعة" الحكم في دول الخليج.
ومع تسارع وتيرة الأحداث في
المنطقة العربية، قررت إسرائيل إعادة فتح سفارتها في القاهرة بعد شهر من إغلاقها،
عقب الثورة الشعبية المصرية التي أطاحت بحسني مبارك.
نيتانياهو قلق من أوضاع
المنطقة (الجزيرة-أرشيف)
ووفقا لتقديرات الخارجية الإسرائيلية، فإن مرشح
المجلس العسكري الأعلى في مصر للرئاسة سيكون رئيس أركان الجيش سامي عنان، الذي يقيم
علاقات جيدة مع تل أبيب.
وفي سياق ذي صلة، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نيتانياهو قلقه من أن التغييرات الجارية في العالم العربي ستفضي إلى حالة
من عدم الاستقرار تستمر طويلا.
ففي جلسة للهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي
أجبر على حضورها بطلب من 40 نائبا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو،
أمس الأربعاء، إن حالة من عدم الاستقرار تستمر لعدة سنوات، ستنجم عن الاحتجاجات
الواسعة في العالم العربي.
يبدو أن نيتانياهو عاد وحذر مما اعتبره التداعيات
المحتملة لانهيار الأنظمة في الدول العربية المجاورة لإسرائيل على مسألة الشريك
السياسي، معترفا بأن أفضل خبراء الاستخبارات في دول كثيرة لم يتوقعوا ما جرى، وأنهم
غير قادرين على تقويم النتائج