وصف جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة قناة السويس والنائب
السابق فى مجلس الشعب، أحمد عز، أمين التنظيم الأسبق للحزب الوطنى، وصفوت الشريف،
الأمين العام السابق للحزب، وعلى الدين هلال، أمين الإعلام السابق للحزب، وحبيب
العادلى، وزير الداخلية السابق، بأنهم «صبيان عند مبارك»، الرئيس
المخلوع.
وقال زهران لـ«الشروق»: إن مبارك هو المسئول شخصيا عما شهدته
الانتخابات البرلمانية الأخيرة من «تزوير فاضح»، حسب وصفه، مؤكدا أن قيادات الوطنى
ينفذون أوامر رئيس الحزب.
وتابع زهران: «قرار تزوير الانتخابات تم عرضه على
الرئيس مبارك وعلى ابنه جمال، فتعاملا مع الدولة على أنها عزبة ووافقا على
التزوير»، بنص تعبيره، مضيفا: مبارك هو المدان لأنه كان يرغب فى توريث الحكم
لابنه.
ويؤكد زهران أن ضباطا فى أمن الدولة حصلوا على رشاوى بالملايين من
مرشحى الحزب الوطنى فى دوائر انتخابية مختلفة، ومنها دائرته قسم ثانى شبرا الخيمة،
لتزوير الانتخابات. وعقب: «لدىّ الأوراق التى تثبت، وهناك ضباط شرفاء لديهم استعداد
للشهادة بذلك».
ويرى زهران أن الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة
الدولية للطاقة الذرية، هو ملهم الثورة، ويرفض الشائعات التى قيلت بأنه كان سببا فى
احتلال العراق. ويقول: «العميل فى المؤامرة على العراق هو حسنى مبارك وليس البرادعى
فهو الذى سمح بمرور البوارج الأمريكية فى قناة السويس، والدكتور مصطفى الفقى، الذى
يهاجم النظام حاليا دافع عن قرار مبارك بفتح قناة السويس أمام السفن الحربية
الأمريكية بحجة الاتفاقات الدولية، أما البرادعى فقد كتب فى تقريره أن العراق لا
يملك أسلحة دمار شامل، والشىء الوحيد الذى يمكن أن نلوم عليه البرادعى أنه لم يستقل
من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثلما فعل هانز بليكس».
ويضيف زهران: فى
قضية احتلال العراق هناك من خاف من بطش النظام وآثر السلامة، أما أنا فقد قلت
للرئيس القذافى، وكنا فى زيارة رسمية لليبيا: «كل الأنظمة العربية بلا استثناء
تآمرت على ضرب العراق، بما فيها النظام المصرى، وأنت يا سيادة العقيد سلمت البرنامج
النووى الليبى للأمريكان». ويعقب زهران: «هناك شهود من النخبة المصرية على هذه
الواقعة».
«عمرو موسى له كاريزما عالية، لكنه جزء من النظام السابق ويحاول
أن يقفز على الثورة»، هكذا يرى زهران ـــ الأمين العام للجامعة العربية، والذى أعلن
نيته الترشح للرئاسة. ويضيف: «أنا من المعجبين بكاريزما عمرو موسى واعتزازه بنفسه،
ولكن ماذا فعل عمرو موسى للثورة ولمصر؟»، ويضيف: «لقد حضر إلى ميدان التحرير لدقائق
لإثبات موقف ثم انصرف، وهذه انتهازية وقفز على المشهد فعله المئات من
النخبة».
ويقول زهران إن «هناك ملايين المصريين يصلحون للرئاسة، فمصر ليست
عقيما حتى تعجز عن إنجاب قادة ورؤساء، وعلى كل من يجد فى نفسه الكفاءة والقدرة على
هذا الأمر أن يرشح نفسه»، ويستدرك: «لكن الثورة لم تقم لكى نبحث عمن يصلح لرئاسة
مصر، ولكنها قامت لتأسيس نظام ديمقراطى يكون فيه الشعب هو السيد والرئيس والحكومة
والبرلمان فى خدمة الشعب».
وينفى زهران نيته ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية،
قائلا إنه يفضل أن يكون نائبا تحت القبة. ويضيف: «أفضل دائما أن أكون على يسار
الحكومة، أيا ما كانت هذه الحكومة، وحتى لو وصلت المعارضة للسلطة، فأى نظام له
أخطاء ولابد أن يجد من يواجهه بأخطائه».
ويقسم زهران أنه كان يتوقع قيام
الثورة المصرية: «بعد إسقاطى فى الانتخابات قلت لرموز القوى السياسية لابد أن نرفع
من سقف انتقاداتنا للنظام، وأن تكون مركزة على رأس النظام وهو مبارك، لأنه المسئول
الأول عن الفساد الذى استشرى فى مصر»، ويتابع: «كنت أقول لأهالى دائرتى: الشعب كله
سينتفض قريبا ويسقط النظام الفاسد، فكل الأوضاع فى مصر كانت تنذر بوقوع ثورة وتزوير
الانتخابات بهذه الصورة الفاجرة كان المحفز الأخير على وقوع الثورة».
ويستأنف
زهران سريعا: «صحيح أن ثورة تونس أعطت الأمل للمصريين، لكن ثورة مصر كانت ستقع،
سواء حدثت الثورة التونسية أم لم تحدث، فثورة تونس كسرت حاجز الخوف داخل المصريين،
ولكن مصر كانت مثل إناء يغلى يحتاج لمن ينزع الغطاء عنه».
ويتحدث زهران عن
عدلى حسين، محافظ القليوبية، والذى دخل معه فى خصومة سياسية حادة لفترة طويلة،
ويصفه بأنه «موظف فاسد، وكان يحتمى بنظام فاسد يتستر على جرائمه».
وطالب
زهران بتحديد إقامة عدلى حسين، ووضعه على قائمة الممنوعين من السفر، وتجميد أرصدته
فى الداخل والخارج.
ويصف زهران: «كل من تعامل مع النظام السابق ودار فى
فلكه» بأنه «فاسد، حتى وإن لم يرتكب الفساد بيده أو بلسانه فقد ارتكبه بقلبه
وبصمته»، حسب قوله، ويكمل: «الجميع تورطوا فى فساد النظام: الوزراء ورؤساء الجامعات
ورؤساء المؤسسات الصحفية