لـ.أ.تايمز: البرادعى فقد مصداقيته
اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن محمد البرادعي مدير
الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق فشل في قيادة الشباب الذين التفوا
حوله عقب عودته للبلاد
رافعًا لواء التغيير وتعديل الدستور متحدياً الحزب الوطني الحاكم، مشيرة
إلى أن نجم البرادعي خفت بعد أن تمكن الشباب المصري من إطلاق الثورة
الشعبية وإرغام الرئيس حسني مبارك على التنحي.
وتابعت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "نجم محمد البرادعى يخبو في مصر":
"إن المؤيدين للدبلوماسي البالغ من العمر 68 عاما كانوا يعتقدون أنه رجل
ثوري وأوحى لهم بإمكانية التغيير إلا أنه لم يقدهم في مظاهراتهم بالشارع
ضد الدولة البوليسية وعاد إلى البلاد عقب أيام من انطلاقها".
إن البرادعي أظهر بالفعل شجاعة ومثابرة في يوم 28 يناير عندما صلى
الجمعة في أحد مساجد القاهرة إلا أنه اختفى بعد أن تفاقمت الأمور واشتدت
الاشتباكات وأطلقت شرطة مكافحة الشغب وابلا من القنابل المسيلة للدموع
وخراطيم المياه ,وظل كثيرون يتساءلون حتي هذا اليوم: أين البرادعى؟.. كما
ذكرت "لوس انجلوس تايمز"
وتابعت الصحيفة أنه لا يوجد صوت واحد يتحدث باسم الملايين الذين أسقطوا
حكومتهم الآن، فالمعارضة التقليدية منقسمة وتمكن الحزب الحاكم من تحييدها
على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، وبرز بديلا عنهم شباب الطبقة الوسطى
الذين تمكنوا من استخدام المواقع الاجتماعية مثل "الفيس بوك" لحشد
الجماهير.
وأكدت الصحيفة أن المعارضة ، من الأحزاب الاشتراكية إلى جماعة الإخوان
المسلمين، ستواجه تحديات هائلة في الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أن الجيش
يسيطر على البلد الآن, والبرادعي وقوى المعارضة الأخرى تعمل مع الناشطين
لتشكيل قوة موحدة إلا أن التطلعات والأجندات المتناقضة تجعل من الصعب
الاجتماع على رأي واحد.
ونقلت عن حسن نافعة، المنسق السابق للجبهة الوطنية من أجل التغيير
قوله: "ان دور البرادعي كزعيم للتغيير في مصر انتهى، لقد كان لديه فرصة
تاريخية لتحقيق إصلاحات حقيقية، ولكن كثرة أسفاره للخارج كلفته مصداقيته
لدى الشعب، والآن ثورة الشباب فرضت التغيير الذي كان من المفترض أن يحققه
البرادعي".
وطرحت كذلك نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
الأسبوع الماضي كشف أن 3٪ فقط من المصريين يؤيدون البرادعي بفارق نقطتين
عن زعيم المعارضة أيمن نورالذي حصل على 1% ،إلا أن الأمين العام لجامعة
الدول العربية ووزير الخارجية المصري السابق حصل على 26 ٪ من الأصوات
متصدرا قائمة المرشحين للرئاسة.
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: إن البرادعي كان غالبا ما يشير إلى
نفسه بأنه "عامل تغيير" بدلا من زعيم سياسي، مشيرة إلى ان البرادعي كان
يرفض احتضان التظاهرات لأنه يخشى من الإقبال الضعيف عليها مما قد يضر ب
شرعية حركته ويسيء إليها.