حدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطة بلاده لدعم الاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة، وقال إن الولايات المتحدة ستقوم بإعفاء "مصر الديمقراطية" من مليار دولار أمريكى من الديون، وقال أوباما فى خطاب ألقاه بمقر وزارة الخارجية الأمريكية "لا نريد مصر الديمقراطية مرهقة بديون الماضى، لذا سنقوم بإعفاء مصر الديمقراطية من ديون تصل إلى مليار دولار، وسنعمل مع شركائنا المصريين لاستثمار هذه الموارد لتعزيز النمو".
وأضاف، أوباما فى خطاب ألقاه بمقر وزارة الخارجية الأمريكية بشأن استراتيجية أمريكية جديدة مع الشرق الأوسط، "سنساعد مصر على استعادة القدرة على الدخول فى الأسواق، بتقديم ضمانات قروض بمليار دولار تحتاجها لتمويل البنية التحتية، ولتوفير فرص العمل"، كما سنساعد الحكومات الديمقراطية الجديدة على استعادة الأصول التى سرقت منها".
أوباما قال فى خطابه الذى حضره عدد كبير من السفراء الأجانب ودبلوماسيين أمريكيين سابقين وحاليين، "ثالثا، سنعمل مع الكونجرس لإنشاء "صندوق المشاريع والشركات" للاستثمار فى مصر وتونس، وسوف يكون ذلك على غرار التى تم تقديمها لدعم التحول فى أوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين، وستشرع منظمة أوبك قريبا فى إنشاء صندوق بمبلغ مليارى دولار لدعم الاستثمار الخاص فى جميع أنحاء المنطقة، وسوف نعمل مع حلفائنا لتوجيه تركيز البنك الأوروبى للتعمير والتنمية لتوفر نفس الدعم لعمليات التحول إلى الديمقراطية والتحديث الاقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما حدث فى أوروبا".
وأضاف أوباما: "رابعا، ستطلق الولايات المتحدة مبادرة تجارة واستثمار شاملة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، مشيرا إلى أن صادرات منطقة الشرق الأوسط التى يزيد عدد سكانها على 400 مليون نسمة تبلغ تقريبا نفس قيمة صادرات سويسرا، مؤكدا على أن واشنطن ستعمل "مع الاتحاد الأوروبى لتسهيل المزيد من التجارة داخل المنطقة، بناء على الاتفاقات القائمة لتعزيز التكامل مع أسواق الولايات المتحدة وأوروبا، وفتح الباب أمام الدول التى تتبنى معايير عالية لإصلاح وتحرير التجارة، لوضع نظام للتجارة الإقليمية بالمنطقة، ومثلما عملت عضوية الاتحاد الأوروبى بمثابة حافز للإصلاح فى أوروبا، ستعمل المشاركة فى هذا النظام على وضع رؤية عصرية وتحقيق اقتصاد مزدهر لدفع الإصلاح فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وقال أوباما: "إن الازدهار والرخاء يحتاج أيضا إلى هدم الجدران والحواجز التى تقف عقبة فى طريق التقدم، وفساد النخب التى تسرق من شعوبها، والروتين الذى يحول دون وقف تحويل الأفكار إلى أعمال تجارية، وتوزيع الثروات استنادا إلى القبلية والطائفية.. وسوف نساعد الحكومات على الوفاء بالتزاماتها الدولية، واستثمار جهود مكافحة الفساد، بالعمل مع البرلمانيين الذين يقومون بتطوير الإصلاحات والنشطاء الذين يستخدمون التكنولوجيا لمساءلة الحكومة".
وتناول أوباما العلاقة بين المسلمين والمسيحين فى مصر، وقال، "سمعنا فى ميدان التحرير هتافات مسلم ومسيحى أيد واحدة.. لذلك أمريكا ستسعى لكى تكون هذه الروح سائدة"، مطالبا بحق المسيحيين فى ممارسة حق العبادة بكل حرية.
وأشار الرئيس الأمريكى إلى أن مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بمستقبل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك من الناحية الاقتصادية والأمنية والتاريخية، وقال إنه خلال الأشهر الستة الماضية شهدنا تطورا كاسحا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مضيفا أن الشعوب العربية انطلقت للمناداة بحقوقها الرئيسية.
وأضاف الرئيس الأمريكى أنه "على الرغم من أن هذه الدول قد تكون بعيدة جغرافيا عن الولايات المتحدة، إلا أن الحقائق تشير إلى أن مستقبلنا متربط بهذه المناطق من عدة نواحى ".، مشيرا إلى أن واشنطن قامت بتعزيز سياستها الخارجية فى مواجهة هذه التطورات، مضيفا أنه بعد سنوات من الحرب فى العراق تم إجلاء مئات الآلاف من الجنود من المهام القتالية، وفى أفغانستان تم دحر حركة طالبان وسيتم العمل من أجل عودة الجنود إلى موطنهم وإحالة الأمر إلى الأفغان.
وصف أوباما، أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بأنه لم يكن شهيدا، وإنما كان قاتلا سفاحا، قائلاً، "لقد وجهنا للقاعدة ضربة قاصمة بقتل بن لادن.. بن لادن لم يكن شهيدا وإنما كان قاتلاً سفاحاً"، مشيرا إلى أن بن لادن ركز على التدمير أكثر من البناء، وأن تنظيم القاعدة لم يتلق الضربة التى قسمت ظهره بموت وقتل بن لادن، بل حدث ذلك قبل عملية قتله، لأن الملايين من الشعوب لم تكن أبدا مؤيدة له، فابن لادن وصل إلى طريق مسدود مع تنظيمه، وأخذت الشعوب العربية التى تعانى من البطالة والفقر من حديد مصائرها بأيديها.
وتحدث أوباما عن السلام فى الشرق الأوسط، وأكد أن الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة يجب إن تستند إلى حدود العام 1967، وأن تكون الدولة الفلسطينية المستقلة "منزوعة السلاح"، وقال أوباما أن "الحدود بين إسرائيل وفلسطين يجب أن تستند إلى حدود العام 1967 مع تبادل أراض يتفق عليه الطرفان بغية إنشاء حدود آمنة ومعترف بها لكلا الدولتين".
وأضاف أوباما أن "انسحابا كاملا وتدريجيا للقوات العسكرية الإسرائيلية يجب إن ينسجم مع فكرة مسئولية قوات الأمن الفلسطينية فى دولة سيدة ومنزوعة السلاح"، مضيفا "يجب أن يتم الاتفاق على مدة هذه الفترة الانتقالية ويجب إثبات فعالية الاتفاقات الأمنية".
وحول الأوضاع فى سوريا قال أوباما أن على الرئيس السورى بشار الأسد أن يقود عملية التغيير أو يتنحى، مشيرا إلى أن "الشعب السورى برهن عن شجاعته بمطالبته بعملية الانتقال إلى الديمقراطية"، وأضاف أن "الرئيس الأسد هو اليوم إمام خيارين: يمكنه أن يقود العملية الانتقالية أو أن يبتعد".
وطالب أوباما دمشق أيضا بوقف القمع بحق المتظاهرين، وبالإفراج عن السجناء السياسيين وبالسماح لمجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان بالوصول إلى "مدن مثل درعا" معقل الحركة الاحتجاجية ضد الأسد، متهما سوريا بأنها "تتبع حليفتها إيران" التى تساعدها على حد قوله فى قمع المتظاهرين.
ودعا أوباما إلى "حوار حقيقى" بين السلطة والمعارضة فى البحرين، مشددا على الرئيس اليمنى على عبد الله صالح إن يلتزم بتعهداته بنقل السلطة.