عقد مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أمس، ندوة بعنوان "المطلوب من الأمين العام الجديد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عمله فى المرحلة المقبلة".
وعلى هامش الندوة، أجمع الحضور على أن الدور الأمنى وصعود الخطر الإيرانى والتركيز على النفط، باعتباره مصدر الدخل الوحيد للدول العربية، إضافة إلى الثورات المتأججة فى الدول العربية من أهم التحديات التى تواجه الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج.
عزمى خليفة، سفير مصر بدولة البحرين ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أشار إلى تشابه الظروف بين الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج وبين الأمين العام لجامعة الدول العربية مؤكدا أن كلاهما لم يكن الخيار الأول لبلادهم، إضافة إلى الاعتراض القطرى على ترشيح كلاهما، قائلا: "لم يكن الاثنان الخيار الأول لبلادهما فهما خيار اللحظة الأخيرة، والاثنان كانا نتيجة للاعتراض القطرى".
وأعرب خليفة عن استيائه من عدم دعم منطقة الخليج لمصر خلال ثورتها، مؤكدا أن مصر دولة خليجية، رغم عدم انتمائها لمجلس تعاون دول الخليج، وأرجع ذلك لطبيعة انتمائها للبحر الأحمر.
ونفى عمر الحسن، مدير مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، ما يروجه البعض عن عدم دعم منطقة الخليج لمصر، مؤكدا بوجود بعض الأقلام الصحفية المشبوهة التى ترغب فى خلق توتر فى العلاقات الخليجية المصرية، مشيرا إلى دعم الخليج لمصر فى جميع زياراتها، وقال الحسن: "عدم تدخل الخليج فى الشأن المصرى جاء بناء على تصريحات رئيس الوزراء المصرى عصام شرف".
يرى محمد السعيد إدريس، باحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بالأهرام، أن الثورات المتأججة بالدول العربية أضافت تحديات جديدة على كاهل الأمين العام لمجلس تعاون دخول الخليج، مشيرا إلى أن أهم التحديات الحديثة تتمثل فى صعود هاجس الخطر الإيرانى أكثر من أى وقت سابق.
وأكد إدريس أن الخطر الإيرانى كان موجودا فى البحرين والكويت لتصدير القرار الشيعى فى العراق، إضافة إلى التمسك بقرار الوجود العسكرى الإيرانى فى الإمارات، وقال: "هناك بعض المعلومات من مصادر بحرينية أكدت وجود بعض البحرينيين الذين ينتمون لفئة شيعية تهدف لسيطرة إيران على البحرين".
وأشار إدريس إلى اختلاف مواقف دول الخليج من التعامل مع إيران، مؤكدا أن السعودية والإمارات تتخذ أسلوبا عدائيا فى التعامل مع إيران، بينما الكويت والبحرين تتعامل بشكل متوازن مع إيران، مضيفا بأن عمان وقطر هم أكثر الدول تفهم لإيران وذلك لرفضهم للضغوط الأمريكية بجعل إيران عدو لهم".، وتخوف من عواقب ضم الأردن والمغرب لمجلس تعاون دول الخليج معربا عن قلقه من أن يؤدى هذا القرار لانفراط المجلس بدلا من تجميعه.
وتخوف مصطفى علوى، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من تعرض دول الخليج لكارثة اقتصادية فى المستقبل نتيجة لاعتمادهم على النفط كمصدر وحيد للدخل، مشيرا بأن الدراسات التى تجريها الدول المتقدمة لخلق مصدر متجدد للطاقة متمثل فى الاندماج النووى سيقلص الطلب على النفط . وقال: "خلال الخمس عشر العام القادمة لن يكون هناك أى اهتمام بالنفط أو الغاز وستتحول الدول العربية من دول مصدرة للنفط لدول مستوردة له".
وأكد علوى اتجاه العالم لاستخدام الطاقة النووية، مشيرا إلى أن الدول التى لن تهتم بالطاقة النووية ستصبح بمثابة ملعب لإسرائيل و يران، قائلا: "إسرائيل قوة إقليمية نووية وإيران دخلت كقوة إقليمية نووية الدول اللى بينهم هتكون ملعب".