فى علامة واضحة على زيادة الانشقاق عن الزعيم الليبى معمر القذافى وتكاثر أوراق الضغط عليه، أكدت صحيفة برنيق الليبية، أن معارضين ليبيين قادوا اليوم انتفاضة فى ضواحى طرابلس بعد أن زودهم ضباط من أجهزة الأمن انضموا إلى المعارضة بأسلحة خفيفة.
ونقلت برنيق عن شهود عيان، أن أفراد الأمن العام بمدينة طرابلس انشقوا عن نظام العقيد معمر القذافى وقاموا بتزويد الثوار بالسلاح الخفيف، وأن ضواحى طرابلس تنتفض بالكامل وأن آلاف الثوار مستعدون للزحف نحو مركز العاصمة.
وتشهد المدينة، مواجهات بين الثوار وأفراد الكتائب منذ اندلاعها يوم الأحد، فيما قامت سلطات القذافى بقطع الاتصالات الهاتفية منذ يوم أمس، كما نقل عن شهود عيان أن انفجاراً وقع بأحد المبانى التابعة للقذافى.
وعلمت برنيق من مصادر موثوقة بطرابلس، أن علم الاستقلال يرفرف كل صباح فى معظم شوارع العاصمة، مشيرة إلى أن القذافى يفقد السيطرة يوما بعد يوم بسبب هروب عدد كبير من أفراد الكتائب الأمنية.
وأكدت المصادر على وجود حراسة مشددة وبأعداد كبيرة من جنود الكتائب الأمنية أمام المحكمة فى سوق الجمعة، حتى لا يرفع علم الاستقلال على المبنى، موضحة أن حكومة القذافى طلبت متطوعين للانضمام إلى الكتائب مقابل الحصول على مبلغ 50 ألف دينار وشقة، كما فرضت التجنيد الإلزامى على مواليد1970 حتى 1990 للالتحاق بالكتائب.
تزامن ذلك مع تكثيف غارات الناتو على أهداف الزعيم الليبى معمر القذافى، حيث قامت قوات الحلف اليوم بإطلاق عدد من الصواريخ على عدن مناطق فى طرابلس وقال مراسل لموقع "ثورة ليبيا" فى طرابلس أن القصف استهدف مبنى يتم استخدامه من قبل نظام القذافى للاتصالات والسيطرة العسكرية, مشيرا إلى أن المبنى الذى تم قصفه على ما يبدو كان على مقربة من مقر القذافى فى ثكنة باب العزيزية.
على صعيد آخر، يستعد لورد بريطانى للقيام بزيارة إلى ليبيا لحل الأزمة الليبية، حيث ذكرت صحيفة "الديلى تليجراف" أن اللورد البريطانى نذير أحمد من روثرهام يستعد لقيادة وفد من النواب البريطانيين المسلمين لإجراء مفاوضات مع العقيد الليبى معمر القذافى فى سبيل عقد اتفاق سلام.
وقال أحمد، عضو بحزب العمال، إن ما يحدث فى ليبيا منذ 17 فبراير الماضى مروع للناس، فملايين البريطانيين والأوروبيين عامة يودون نهاية لهذه الحرب مؤكدا: "لا نريد أن تصبح ليبيا أفغانستان ثانية".
وأوضح: "لقد تحدثت إلى زملائى بالبرلمان والجالية المسلمة الذين سيشاركونى فى بعثة السلام المتجه نحو الحكومة فى غرب ليبيا والثوار فى الشرق"، ورغم رفضه الإفصاح عن أسماء النواب المشاركين إلا أنه أشار إلى وجود نواب محافظين.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الزيارة التى وصفها مسئول ليبى رفيع المستوى بـ"إنها جيدة للغاية"، يعتبرها النظام الليبى بأنها انقلابا دعائيا وهو ما قد يشكل إحراجا لزعيم حزب العمال إيد ميليباند.
وأكد اللورد أحمد، أنه ذاهب إلى طرابلس لمنع عملية "إبادة جماعية" محتملة، متسائلا: "لا سمح الله ماذا يمكن أن يحدث للثوار إذا ما سيطرت الحكومة على بنغازى؟ وماذا يمكن أن يحدث لأنصار النظام إذا ما سيطر الثوار؟".
وقال إنه لا يؤيد القتل سواء كان من قبل القوات الحكومية أو الثوار أو حلف شمال الأطلسى، ومن جانبها ترى الديلى تليجراف أن خطوة اللورد البريطانى المسلم من شأنها أن تزعج حكومة المملكة المتحدة التى عانت، مؤكدة أن عمليات القصف الجوى فى ليبيا ليست حربا ضد المسلمين.
وفى شأن متصل لفت أحمد إلى أنه قام بدفع تكاليف السفر وسيتحمل أى مصروفات هناك كما قام بدفع أجرة الفندق الذى سيقيم به على الرغم أن السلطات الليبية منحته سيارة.
يذكر أن النائب العمالى قد قاد بعثات سلام إلى غزة والسودان، وفى السودان كان أحمد جزءا من فريق للتفاوض حول إطلاق سراح المدرسة جيليان جيبونز التى اعتقلت بسبب إهانة الإسلام بعد أن دعت بعض التلاميذ لإطلاق اسم النبى محمد على دمية لدب.