روسيا تعارض اي عملية عسكرية برية في ليبيا
قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة ان الكونجرس سيشرع
في دراسة الطرق التي يمكن من خلالها تحرير ارصدة نظام حكم العقيد الليبي
معمر القذافي المجمدة في الخارج لدعم تمويل المجلس الوطني الانتقالي الليبي
المعارض.
وتقول المعارضة الليبية انها تحتاج الى نحو 1,5 مليار
دولار قبل نهاية الشهر الحالي لدفع الاجور والرواتب، وضمان استمرار تدفق
الامدادات الغذائية والادوية الى مناطق شرقي ليبيا التي تسيطر على معظمها.
وجمدت واشنطن نحو 30 مليار دولار من الاموال المملوكة لحكومة القذافي، لكن ثمة عقبات قانونية تعترض الوصول اليها.
ومن
جانبها ، رفضت الحكومة الليبية الخميس خطط الولايات المتحدة لفك تجميد
أموال لها واعطائها للمعارضين الذين يقاتلون معمر القذافي، قائلة ان هذا
التحرك هو قرصنة وسيقوض النظام المالي العالمي.
وقال خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي ان اي استخدام للاموال المجمدة هو مثل قرصنة في أعالي البحار.
واضاف قوله ان المعارضين ليسوا كيانا قانونيا، وهم ليسوا دولة والبلد ليس مقسما وفق استفتاء او قرار للامم المتحدة.
وقال
كعيم ان تسليم أموال ليبية للمعارضين سيثني البلدان الثرية عن الاستثمار
في الخارج، خوفا من مصادرة اموالهم او تسليمها الى جماعات معارضة عند اول
علامة على اضطرابات داخلية.
وأضاف قوله ان ليبيا لها اكثر من 140
مليار دولار مستثمرة في الخارج، وان البنك المركزي الليبي قام بتحويل 700
مليون دينار ليبي (571 مليون دولار) الى فرعه في بنغازي في فبراير/شباط
لدفع رواتب 6 اشهر ونفقات اخرى.
وندد كعيم بتعهدات بلدان غربية واخرى
عربية معارضة للزعيم الليبي القذافي بانشاء صندوق لمساعدة المعارضين الذين
يعانون نقص السيولة، قائلا ان هذه الالة باطلة ولا سبيل لمتابعة الطريقة
التي تنفق بها الاموال.
واضاف قوله "اين أنفقت السبعمئة مليون.. هل على تسليح المعارضين ام تقسيمها بين الاشخاص التسعة في المجلس الذي عين نفسه".
وعلى صعيد دبلوماسي ، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها امرت 14 دبلوماسيا من اتباع القذافي مغادرة فرنسا خلال 48 ساعة.
وفي موسكو، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة ان موسكو تعارض اي عملية عسكرية برية في ليبيا.
على
الصعيد الميداني قال مصدر أمني تونسي ان اكثر من عشرة قذائف هاون أطلقت من
ليبيا سقطت بالقرب من بلدة الدهيبة الحدودية التونسية الخميس.
وقال احد سكان الدهيبة إن احدى قذائف المورتر سقطت قرب خزان يمد البلدة بمياه الشرب.
جاء ذلك بينما تواصلت المعارك في جبل نفوسة بين مدينتي نالوت والزنتان على بعد نحو مئة كلم جنوب غرب طرابلس.
وسقطت
قذائف المدفعية الثقيلة من ليبيا في الدهيبة او بالقرب منها عدة مرات في
الأيام الماضية مع محاولة القوات الموالية لمعمر القذافي انتزاع السيطرة
على المعبر الحدودي المهم قرب البلدة من المعارضين.
يشار الى ان
الأمم المتحدة قالت إن نحو 31 ألف ليبي عبروا بالفعل الحدود الليبية
التونسية هربا من القتال بين المعارضة وقوات القذافي.
وتوقعت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن يصل عدد من يعبرون الحدود هربا من القتال إلى خمسين ألفا على الأقل بنهاية الشهر الجاري.
ويستمر وصول سيارات تستقلها أسر هاربة من ليبيا الى تونس وتزايدت الأعداد خلال الأيام الماضية نتيجة استمرار القتال.