أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تعارض التدخل العسكري الخارجي
في ليبيا.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين بمدينة كالينينغراد موقف
بلاده الثابت من الشأن الليبي قائلاً "إن روسيا تعارض التدخل الأجنبي وخاصة العسكري
وسيلة لحل الأزمة في ليبيا"، مضيفًا أن "على الليبيين أن يحلوا مشاكلهم
بأنفسهم".
وشدد لافروف على ضرورة وقف أعمال العنف ضد المدنيين فورا ومساءلة
مرتكبي جرائم العنف ضد الشعب الليبي، داعيا إلى تسوية الأزمة الراهنة سياسيا، وأكد
دعم روسيا جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى
أن بلاده شرعت في إرسال المساعدات للاجئين في تونس.
وفي السياق نفسه أبدى
مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ديمتري روغوزين في مقابلة صحفية
قلقه من تكثيف الحلف حضوره العسكري قبالة السواحل الليبية، مما يزيد من احتمالات
هبوب "عاصفة في الصحراء الليبية".
وردا على سؤال حول تباين الآراء داخل
الناتو في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها بمحاصرة ليبيا، قال
روغوزين إن الحلف لن يغض الطرف عن تصرفات بعض أعضائه.
وأضاف أن بعض البلدان
الغربية، وكذلك تركيا تعارض بحزم اللجوء إلى حل عسكري أيا كان، مؤكدا أن أي استخدام
للقوة خارج نطاق مسؤوليات الناتو يتطلب من الحلف الحصول على تفويض من مجلس الأمن
الدولي.
وقال إن الحلف يخطط لإعلان منطقة حظر جوي فوق ليبيا تُمنع فيها
طائرات القذافي الحربية من التحليق لقطع الطريق أمام احتمالات استخدام الطيران ضد
المدنيين.
وأشار السفير الروسي إلى أن هذا النوع من التدابير المرتبطة
بالعمليات العسكرية يتطلب أيضا تفويضا من مجلس الأمن، نظرا لاحتمال تدمير أهداف في
المجال الجوي الليبي من قبل قوات بلدان أعضاء في الحلف، "وما لم يحظ ذلك بموافقة
دولية فسوف يعتبر انتهاكا فظا للقانون الدولي".
وألمح روغوزين إلى أن ثمة
محاولة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لاستغلال المعارضة بغية التدخل في
الشؤون الداخلية لدولة من أكبر مصدري موارد الطاقة.
وأردف قائلا إن الأمر لا
يتطلب التلويح بالسلاح، بل يكفي تطبيق العقوبات التي أقرها مجلس الأمن الدولي،
مضيفا أن حشد القوات بالقرب من الحدود الليبية يجعل المرء يشك في نوايا من يتخذ مثل
هذه القرارات.
ونوه إلى اعتقاد الأميركيين أن حربا خاطفة على ليبيا لن تضر
بسمعتهم، مؤكدا أن مثل هذا السلوك ستكون له عواقب وخيمة على واشنطن عاجلا أم آجلا
وسيعيد في المنطقة سيناريو العراق وأفغانستان.
يُذكر أن رئيس إدارة العلاقات
الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه باكلانوف كان قد صرح بأن روسيا لا تنوي
إغلاق سفارتها في طرابلس ما لم يظهر هناك خطر حقيقي يهدد حياة وسلامة الدبلوماسيين،
مذكرا بأن موسكو تجنبت إغلاق مقر بعثتها الدبلوماسية في بغداد بعد الغزو الأميركي
للعراق عام 2003.