أكد الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية أحد أكبر الطرق الصوفية فى مصر، أنه أوشك على الانتهاء من جمع توكيلات لإنشاء حزب جديد تحت اسم "صوت الحرية"، وأضاف أن مؤسسيه لن يكونوا فقط من أبناء الطريقة، ولكن من جميع أطياف الشعب.
• بداية شيخ طارق، ما سبب إنشاء الحزب الجديد وتسميته بصوت الحرية؟
سبب إنشاء الحزب هو الانتشار الرهيب للتيارات الدينية بعد ثورة 25 يناير المباركة، وسعيهم إلى إنشاء أحزاب سياسية والمنافسة على مقاعد البرلمان، بل وكرسى الرئاسة، من هنا جاءت لى الفكرة، فلماذا لا يكون للصوفيين حزب يمثلهم وهم القاعدة الأكبر فى المجتمع المصرى، حيث يتجاوز عددهم الـ15 مليون صوفى ومحب لآل البيت.
وبعد التشاور مع عدد كبير من أبناء الطريقة والأصدقاء انتهيت إلى قرار إنشاء الحزب، ولكن لن يكون الحزب تحت عباءة الدين، كما فعلت التيارات الأخرى، كما أننى لن أكون رئيسه، وعن تسميته بصوت الحرية، فالمسمى نابع من أن الشعب المصرى لم يعرف طريق الحرية إلا بعد 25 يناير.
• هل سيتم دعوة شخصيات ورموز معينة للانضمام للحزب حتى يستمد منهم القوة؟
لن يحدث أبدا، بل سيتم سيجمع الحزب التوكيلات من الحوارى والأزقة والمقاهى وسيكون سكان هذه الأماكن هم القاعدة الرئيسية للحزب، فلن نستعين بخبرات أحد بل سنبدأ من الصفر، وسنتعلم السياسة من خلال ذلك الحزب الذى سيكون منارة ومنبرا يعلو من فوق صوت كل مصرى حر، وكل مواطن شريف.
• ما أهداف الحزب الجديد؟
الحزب سيعمل لتحقيق عدد من المبادئ، وهى: "الحرية- العدالة-التنمية"، حيث سنركز على إرساء مبادئ حرية الرأى والاعتقاد وإقامة الشعائر الدينية، وممارسة الحقوق بكافة أنواعها، وإرساء مبادئ العدالة، وتشمل سيادة القانون، وإلغاء القوانين الاستثنائية، واستقلال القضاء، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، والقضاء على الفساد ومكافحته.
• ماذا عن دور الشباب والمرأة والأقباط فى الحزب؟
الحزب سيضم إليه مسيحيين، وللعلم فأن شريكى فى تجارتى والذى سيكون من مؤسسى الحزب هو مسيحى، كما أن المرأة سيكون لها دور فاعل به، وستصل إلى مناصب قيادية، كما أن النسبة الأكبر من مؤسسى الحزب ستكون من الشباب، فهم الذين أحدثوا تلك الثورة، وبدونهم ما كنا لنستنشق نسمات الحرية التى ننعم بها الآن.
• هل ستنافسون على كرسى الرئاسة ومقاعد البرلمان؟
لن ننافس فى الوقت الحالى على الأقل، وسننتظر وضوح الرؤية السياسية، والأقرب أن ندعم الأسماء المطروحة على الساحة، ولكن برامجهم الانتخابية لم تتضح بعد، لكن الحزب سينافس بقوة على مقاعد مجلسى الشعب والشورى والمحليات، وسأدعم أبناء الطريقة فى كل منطقة، مع العلم أن الدورة البرلمانية الأخيرة حصل فيها أبناء الطريقة الرفاعية على 16 مقعدا.
• معلوم عن الطرق الصوفية أنها كانت مسالمة وموالية فى نفس الوقت للنظام السابق ما تعليقك؟
سأتحدث عن طريقتى وهى الطريقة الرفاعية، فلم يحدث أن انتمى مشايخ الطريقة رحمة الله عليهم إلى الحزب الوطنى، أو كانوا محسوبين على النظام السابق، وأتحدى من يثبت عكس ذلك، كما أن الطريقة لم ترفع لافتة واحدة تؤيد النظام السابق ورئيسه طوال الثلاثين السنة الماضية، بل على العكس كان شيخ الطريقة الرفاعية السابق ينتمى لحزب الوفد أبا عن جد، أما عنى أنا فلم أدخل فى أى أحزاب، كما أن حزب صوت الحرية سأكون عضوا فيه، ولن أكون رئيسه.
• تملك الإمكانية لتوجيه الملايين إلى مساندة مرشح ما فمن ستختار؟
نعم أستطيع توجيه الملايين لمساندة مرشح ما إذا توافرت فيه صفات معينة أهمها أن يستطيع تحقيق مصلحة مصر وشعبها، ومصلحة الطريقة الرفاعية، لكن الرؤية السياسة وبرامج المرشحين حتى الآن لم تتضح.
• هل تقبل بتولى المرأة والقبطى رئاسة مصر؟
أرفض تولى المرأة أو القبطى رئاسة مصر، لأنها دولة إسلامية تسكنها غالبية مسلمة، فكيف يتقلد الحكم شخص من الأقلية ليحكم الأغلبية، أما المرأة فسأردد قوله عز وجل: "الرجال قوَّامون على النساء"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يفلح قوم ولَّوْا أمرَهم امرأة"، وإنما تصحُّ ولاية المرأة على بيت زوجها، وعلى بنى جنسها: "والمرأة راعية فى بيت زوجها".
• يطالب البعض بتغيير المادة الثانية من الدستور فما رأيك؟
مصر دولة إسلامية وستظل إسلامية، كما أن الأمر لم يستحق ما قامت به التيارات الأخرى من حشد الرأى العام لعدم المساس بتلك المادة، مما أثار حفيظة المسيحيين، وكادت تحدث فتنة دون أساس، فالهوية الإسلامية لمصر ستظل ليوم الدين، ولم يكن من المقبول أن نقول أن من قال نعم مسلم ومؤمن، ومن قال لا مشرك وكافر، لأنها فى النهاية مشاركة سياسية، وليست دينية يعبر فيها كل شخص، كمواطن مصرى عن وجهة نظره والأصلح له ولبلده.
• نسمع تلك الأيام عن الثورة المضادة هل ترى لها وجودا؟
نعم هناك من يحاول الوقيعة بين أبناء الوطن وإشعال الفتن الطائفية، والوقيعة بين الشرطة والشعب، ومحاولات للوقيعة بين الجيش والشعب، كما أننى لا أستبعد أن يكون فلول النظام وراء هدم الأضرحة، وأرادوا الوقيعة بين السلفيين والصوفيين، خاصة أنهم أكدوا مرارا وتكرار برأتهم من هدم الأضرحة، وأطالب بسرعة الكشف عن هوية المعتدين لؤد الفتنة، وأقول لمصلحة من تظل.
• ذكرت هدم الأضرحة فما تفسيرك للتعدى على أضرحة آل البيت؟
فى البداية يجب أن يعلم الجميع أن 65% من الأضرحة الموجودة فى مصر تتبع الطريقة الرفاعية، وبعضها مسجل بمشيخة الطرق الصوفية ووزارة الأوقاف، والبعض الآخر غير مسجل، وهناك بعض الأضرحة التى تم التعدى عليها بمباركة النظام السابق، ووزير أوقافه محمود حمدى زقزوق، وكنا نلجأ للقضاء، ونبلغ المحليات ولكن دون جدوى، وهناك خطورة فى الوقت الحالى فى الاستمرار فى عملية الهدم، لأنها قد تؤدى لفتنة لا يحمد عقبها، ولذا أطالب المجلس العسكرى أن يتدخل للحفاظ عليها، وتفعيل قانون العقوبات الذى يجرم فى المادة 160 هدم الأَضرحة، ويحكم بالحبس والغرامة لكل منتهك لحرمة القبور أو الجبانات، وخاصة إذا ارتكبت أى من هذه الجرائم المنصوص عليها لغرض إرهابى، وأحب أن أوضح للجميع أن هدم الأضرحة ليست مشكلة ولدت من بعد الثورة، ولكنها مشكلة عانينا منها فى ظل النظام السابق، وقد عانيت منها على المستوى الشخصى، منذ أن توليت شياخة الطريقة الرفاعية فى 2008.
• أصدر مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر قرارا يحرّم التعدى على الأضرحة، وقام مفتى الجمهورية بخطبة فى الجامع الأزهر أكد فيها على ذلك، ما تعليقك؟
أولا كل الشكر للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر العالم الربانى الصوفى، ولفضيلة المفتى الذى أثلج صدورنا بخطبته الشهيرة عن حرمة التعدى على الأضرحة، وهذا ليس أمر غريب، فهؤلاء هم أهل العلم، وهم أعلم بحرمة الأضرحة، كما أننى أطالب الوزير المحترم الدكتور عبد الله الحسنى وزير الأوقاف الجديد بسرعة التحقيق فى مسألة التعدى على الأضرحة.
• هل يعانى البيت الصوفى من التفرق والتشرذم؟
إطلاقا لا يوجد أى شىء مما ذكرته، فالصوفيون من خلقهم وطبيعتهم أنهم مسالمون، لا يشغلهم إلا ذكر الله، وكل طريقة ولها أسلوبها فى الذكر، ونتحد ونجتمع وقت الاحتفالات، وبسبب أزمة الأضرحة الأخيرة بدأ زيادة التوحد، لكننى لا أخفى عليك أن هناك بالفعل اختراقات للطرق الصوفية، نتهم على أثرها بالبدع والخرافات، لأنه هناك من يعتبر أن الراقصات والمغنيين، والملاهى، والخمور التى توزع، والمخدرات التى تروج من الطرق الصوفية، وهذا ظلم وافتراء على الطرق الصوفية، والسبب الرئيسى لوجود الدخلاء واتهامنا بالابتداع، هى المجالس المحلية فى المحافظات، لأنها تقوم بتأجير المنطقة المحيطة بالمساجد لسرادقات الراقصات والملاهى، كما يؤجر لنا، وأما اتهامنا بالاختلاط فلا يحدث اختلاط فى الخدمات والسرادقات، لأنه فى هذه السرادقات يجتمع الأقارب والأزواج، والمولد بشكل عام سياحة دينية تعمل رواجا للبيع والشراء، وبالتالى لا يتبعنا المغنيين والراقصات، ولا تحاسبنى عليهم، وحاسبنى على ما يحدث فى المسجد.
• يقول البعض أن حلقات الذكر بدعة لم تكن موجودة من قبل؟
يقول الله عز وجل "اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم"، ومن حق كل مسلم أن يذكر الله فى أى مكان وبأى وسيلة، وإذا اعتبر التمايل والحركة فى الذكر حراما سيكون كل شىء حرام، فما الخطأ الذى نرتكبه حين نذكر، والذى يذكر يكون فى ملكوت آخر مع ربه، لا يستطيع أحد فهمه أو يستطيع بشر ترجمته، ويتجه للمولى عز وجل، وكل الأوراد التى نذكرها من القرآن الكريم والسنة النبوية.
• تتهم الطرق الصوفية أنها بوابة التشيع فى مصر؟
الشيعة مثل الصوفية فى حبهم لآل البيت، ولكن لا يمكن أن تلتقى العقيدتان سويا، لأن الصوفية تنتهج سنة رسول الله ولن تخرج عنها مطلقا، وسنظل نسير على هذا المنهج إلى يوم الدين، والمد الشيعى الذى ظهر فى مصر ظهر فى الثلاثين سنة الأخيرة فى عصر مبارك، وتعرضوا للقمع، وهم من حقهم أن يمارسوا طقوسهم الدينية كما يريدون، وكما أكدت فإن القاسم المشتركة، بيننا وبينهم هو حب آل البيت.
• بماذا وجهت أبناء طريقتك فى الاستفتاء وماذا قلت "نعم" أم "لا"؟
أنا صوت بـ"لا"، لأننى من حقى أن يكون هناك دستور جديد بعيد عن الترقيع، أما بالنسبة للطريقة الرفاعية فإننى لم أوجه أحدا حينما كان يسألنى أبناء طريقتى، وكنت أقول لهم أن الاثنين لهم إيجابيات وسلبيات، وكنت أحث أبناء الطريقة على المشاركة فى التعديلات ولأول مرة نتوجه بهذا العدد نحو صناديق الاستفتاء.
• هل تحب أن تضيف شيئا أو توجه رسالة لأحد؟
نعم، أوجه رسالة شكر إلى عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وأقول له "عدلت فحكمت فنمت يا عمر"، كما أوجه له الدعوة من خلال "اليوم السابع"، لحضور الاحتفال بمولد الرفاعى فى الليلة الختامية المقرر لها يوم 19 مايو القادم، حيث إن ذلك المولد يعد من أكبر الموالد فى مصر بعد موالد الحسين والسيدة زينب، وأشكر وزارة الداخلية لاستخراج تصريح المولد، وسوف يتم توجيه الدعوة إلى كل من: حمدين صباحى، وعمرو موسى، وأيمن نور لحضور مؤتمر بالليلة الختامية فى المولد.