دمشق: سنحقق بأنفسنا وبشفافية حول مقتل محتجين
رفض سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الثلاثاء، دعوة
دولية لإجراء تحقيق مستقل وشفاف حول سقوط ضحايا مدنيين خلال تظاهرات مناهضة
للرئيس السوري، بشار الأسد، الذي وصفه بأنه "إصلاحي."
وقال
الجعفري لحشد من الصحفيين: "سنقوم بأي تحقيقات بأنفسنا وبشفافية فليس لدينا
ما نخفيه.. نأسف للأحداث لكن عليكم أيضاً أن تقروا بأن لهذه الاضطرابات
وأعمال الشغب، وفي بعض جوانبها، أجندة خفية."
وأعرب عن أسف حكومته لوقوع قتلى خلال المظاهرات، مشيرا إلى أن
الرئيس السوري نفسه رجل إصلاحات وأنه اعترف شخصيا بضرورة إدخال إصلاحات
جدية إلى البلاد، منوهاَ: "بخلاف الزعماء الآخرين، الرئيس الأسد هو نفسه
رجل إصلاحات. ويجب أن يعطى الفرصة لتنفيذ مهمته في إصلاح الحياة السياسية
في البلاد."
وأوضح السفير السوري أن لجنة التحقيق الوطنية السورية تضطلع
حالياً بتحقيقات حول العنف ضد المدنيين والعسكريين، وستصدر نتائجها في وقت
لاحق: "نحن نقوم بواجباتنا ، ولسنا بحاجة إلى مساعدة من أحد."
ودعا مجلس الأمن الدولي لاعتماد التقارير السورية الرسمية وليس ما تتناقله وسائل الإعلام.
ومن جانبها وصفت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الأممية،
سوزان رايس، العنف الذي تصدت به الحكومة السورية للاحتجاجات بـ"المقيت
والمؤسف" مضيفة: "استخدام العنف المشين لإخماد الاحتجاجات يجب أن يتوقف
وفوراً."
والاثنين، استدعت الخارجية الأميركية السفير السوري لدى واشنطن،
عماد مصطفى، لإبلاغه بالاحتجاج على استخدام العنف ضد المتظاهرين، كما
أعلنت واشنطن إنها في سبيل النظر بفرض عقوبات على بعض كبار أركان نظام
الأسد.
كما أمرت الخارجية بعض الموظفين غير الأساسيين في سفارة
الولايات المتحدة في دمشق وكافة أسر العاملين فيها مغادرة سوريا بسبب
الاضطرابات هناك.
وبالموازاة، ذكرت منظمة "رابط معلومات حقوق الإنسان في سوريا"
أن أكثر من 400 شخص قتلوا، منذ 18 مارس/آذار الماضي، بحملة القمع التي
أطلقتها الحكومة السورية لاجتثاث دعوات الحرية والديمقراطية التي أطلقها
المحتجون، معظمهم من المدنيين وقلة من عناصر الأمن السوري.
وأعلنت الأمم المتحدة أن معلوماتها تشير إلى سقوط 76 قتيل يوم "الجمعة العظيمة" وحدها وأن تعداد الضحايا قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
ويذكر أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل قاطع من كافة الأرقام
المذكورة التي تعتمدها من مصادر أخرى نظراً لرفض الحكومة السورية دخول
الشبكة أراضيها.
ويشار إلى أن لجامعة الدول العربية، أعربت، الثلاثاء، عن قلقها
إزاء التطورات الجارية في عدد من المدن العربية، مشيرة إلى أن مقاومة حركة
التغيير هي "رهان خاسر" وتدينها مطالبة النظم العربية بالوقف الفوري
لاستخدام العنف ضد المتظاهرين.