اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالاحتجاجات المتواصلة التى تشهدها
كلية الإعلام بجامعة القاهرة والمطالبة بإقالة العميد د.سامى عبد العزيز
باعتباره تابعاً لحقبة الرئيس السابق حسنى مبارك، وأبرزت الملاكمات بالأيدى
التى شهدتها ساحة الكلية بين الطلاب من أنصار ومعارضى العميد وخلت قاعات
المحاضرات بعد أن تجمع الطلاب فى بهو الكلية لمشاهدة المعركة أو للانضمام
إليها.
وشبه شريف نافع المدرس المساعد بقسم الصحافة فى الكلية ما يحدث بأنه انعكاس
لما يحدث فى المجتمع بعد ثورة 25 يناير، وقال إن هناك حالة من الغضب
وإحساس بعدم الرضا فى العمل بسب انخفاض أجور، وفى الحياة.
ومن جانبها، رأت الصحيفة أن الاحتجاجات المناهضة للعميد ما هى إلى مجرد
انعكاس واحد لمطلب يسود مصر كلها بنظام جديد بعد ما يقرب من شهرين من
الإطاحة بالرئيس مبارك، فهناك احتجاجات يومية فى الوزارات الحكومية
والمصانع، خاصة الجامعات تركز على هؤلاء الذين ينظر إليهم باعتبارهم تابعين
لمبارك.
وانتشرت ظاهرة الاحتجاجات فى جميع أنحاء مصر، ويعتبرها أنصار مبارك أحدث
طاعون على أرض مصر، ويخشى الكثيرون من أن عدم الاستفادة من هذه اللحظة، فإن
الثورة لن تكون مثمرة، وبالفعل يقلق الكثيرون من أن هذا قد أصبح واقعاً.
وتنقل الصحيفة عن إيهاب الخراط، وهو طبيب نفسى يسعى إلى تنظيم حزب جديد وهو
الحزب الديمقراطى الإشتراكى قوله إن الناس تشعر بالقلق من انتهاء لحظة ما
بعد الثورة دون أن يحصلوا على حقوقهم، فهذه هى المرة الأولى فى التاريخ
المصرى التى يشارك فيها المصريون فى إدارة مؤسساتهم ومنظماتهم،
فالديمقراطية ليست مجرد انتخابات وسياسة على المستوى الوطنى، ولكنها تتعلق
بكيفية إدارة منظمتك، والحى الصغير الذى تقيم فيه، تتعلق بأن يكون لنا رأى
فى كل جوانب حياتنا.
والمشكلة كما يراها البعض هى أن المصريين يفتقدون إلى الخبرة فى ما الذى
تمنحه وتأخذه الديمقراطية، ولذلك فإن الاندفاع نحو التغيير صاحبه نوع من
العداء وانعدام الثقة.
أما عن د.سامى عبد العزيز، عميد كلية الإعلام، فقد كان يقارن قبل الثورة،
حسبما تشير الصحيفة، القيادة الملهمة لمبارك بكل من غاندى وتشرشل وديجول
وكينيدى، وقال إنه بفضل مبارك، أصبح للمصريين الحق فى الاحتجاج متجاهلاً
القمع الوحشى الذى مارسته الشرطة، ولكنه تراجع بعد جمعة الغضب فى 28 يناير
وانتشار الاحتجاجات، وقال إن مصر يمكن أن تتعلم شبابها.