ليبيا: قوات المعارضة تشن هجوما جديدا على البريقة شنت قوات المعارضة الليبية هجوما جديدة على مدينة البريقة ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لإنتاج ليبيا من النفط.
ويقول مراسلون إن قوات المعارضة تعرضت لقصف مدفعي
من قوات العقيد معمر القذافي لدى تقدمها باتجاه طريق جامعة البريقة عند
مدخل المدينة مما اجبرها على الانسحاب.
وتحاول قوات المعارضة بهذا الهجوم استرداد المواقع التي فقدتها خلال معارك الأسبوع الماضي.
ويقول مراسل لبي بي سي خارج البريقة إنه يبدو أن قوات المعارضة اكثر تنظيما هذه المرة.
وأضاف مرسلنا واير ديفيز أن قوات المعارضة تقدمت
نحو الجبهة معززة بجنود انشقوا عن قوات القذافي، وسمع دوي نيران الرشاشات
الثقيلة والمدفعية مع على بعد عدة كيلومترات من خط الجبهة.
ويقول سلام الادريسي (42 عاما) أحد المقاتلين "نحن الآن أكثر تنظيما، وهذا كان له دور كبير في ذلك".
وشهدت البريقة جولات عنيفة ضمن معارك الكر والفر على طول الساحل الشرقي للبلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأصبحت المدينة تحت سيطرة قوات المجلس رغم انطلاق قصف بالمدفعية بين الحين والآخر.
وتمكنت القوات المعارضة للقذافي ـ والمؤلفة من
وحدات من الجيش انشقت على القذافي ومدنيين مسلحين" من السيطرة على معظم
الساحل الشرقي ببلاد، إلا أنها لم تتمكن من التقدم غربا نحو العاصمة
طرابلس.
وكانت القوات الموالية للقذافي قد شددت هجماتها
على مدينة مصراتة المعقل الرئيس الأخير للمعارضة غربي البلاد رغم القصف
المتواصل على مدى أسابيع.
ويقول طبيب في المدينة رفض الكشف عن اسمه إن قوات
القذافي حاصرت المناطق المدنية لساعتين صباح الأحد وقصفتها بصواريخ "جراد" و
قذائف الهاون كما نشرت القناصة في الشارع الرئيسي.
ويضيف أن قذيفتين سقطتا على مستشفى ميداني مما أسفر عن مقتل شخص وجرح 11. وبدأت الهجمات التي شملت القصف بالدبابات عقب حلول الظلام.
في الطريق إلى تركيا تنقل الباخرة الجرحى للعلاج في تركيا
وقد قامت سفينة إنقاذ تركية بنقل أكثر من 200 جريح من المدينة إلى مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة شرقي البلاد.
ويقول الأطباء على متن السفينة إن العديد من الجرحى مصابون إصابات بالغة.
وكان أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي قد
أصدر أوامره لباخرة "أنقرة" ـ الخاصة بشحن السيارات والتي حولت إلى مستشفى
ميداني ـ بالاتجاه نحو مصراتة بعد أن أمضت أربعة أيام بانتظار الحصول على
تصريح بالرسو.
ورست السفينة التي كانت تحمل إمدادات طبية للأطباء
في مصراتة تحت غطاء جوي من 10 طائرات مقاتلة تركية من طرارز إف 16
وفرقاطتين بحريتين، كما صرح علي أكين الموظف في القنصلية التركية لوكالة
رويترز للأنباء.
ونقل الجرحى بعضهم برفقة أقرباء لهم تحت حراسة
أفراد من القوات الخاصة التركية على متن السفينة، ووضعوا على مرتبات على
طوابق السفينة وعلقت المحاليل الطبية فوقها.
وقال أكين إن السفينة اضطرت للإبحار مبكرا بسبب
تجمع أعداد غفيرة من الناس ـ بمن فيهم مئات المصريين ـ على المرفأ أملا في
التمكن من الفرار على متنها.
وقال مراسل بي بي سي جون لين الذي صعد على متن الباخرة "إن العديد من المرضى مصابون إصابات بالغة بمن فيهم من فقدوا أطرافا".
ومن بين الجرحى رجل قطعت رجله في انفجار وقع فيما
كان ينقل زوجته إلى المستشفى. ووصف فتى في الثالثة عشر من العمر كيف أطلق
قناص النار عليه. فيما يرقد آخر في الثانية عشرة من العمر مصابا بشظايا
كثيرة إثر انفجار صاروخ بالقرب منه وهو في طريقه إلى السوق مع أخيه.
ويقول محمد مفتاح الذي أصيب بشظايا في ساقيه وظهره ورقبته إن "قوات القذافي قضت على أسر بكاملها".
وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية "لي جار فقد زوجته وأطفاله الثلاثة، هم (قوات القذافي) فعلوا ذلك فقط لترويع الناس".
ويقول مراسل بي بي سي إن "لدى كل شخص ما يرويه عن
الأوضاع المتدهورة في مصراتة، وكيف قطعت إمدادات الماء والكهرباء عن
المدينة وإنه لا أحد آمن من القصف أو رصاص القنص".
ومع وصول السفينة إلى بنغازي لوح المئات من مناصري المعارضة من المرفأ وأطلقوا الهتافات مثل "دم الشهداء في سبيل الحرية".
ويقول أطباء على متن السفينة إن الإمدادات الطبية
في مصراتة غير كافية، وإن أكثر من 200 شخص قد قتلوا والمئات جرحوا. ويفيد
تقرير لم يتسن التأكد منه أن عدد القتلى هذا الأسبوع قد يبلغ 160.
وقتل شخص واحد على الأقل وجرح المئات صباح الأحد
جراء قصف قوات القذافي احد المباني في مصراتة، كما أفاد أحد سكانها لوكالة
رويترز للأنباء.
وستقوم الباخرة "أنقرة" بنقل مائة جريح آخرين قبل
الإبحار إلى مرفأ "قسمة" في تركيا، حيث يتلقون العلاج في مستشفيات حديثة
مزودة بأفضل الإمكانيات.