خلافات داخل التحالف حول قيادة العمليات
القوات الدولية تواصل قصف كتائب القذافي وسقوط مقاتلة أمريكية





واصلت قوات التحالف الدولي لليوم الرابع علي التوالي قصف المواقع العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي.


أوضح موسي إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية أن القوات الدولية
قصفت مدن طرابلس والزوارة ومصراتة وسرت وسبها مستهدفة بشكل خاص المطارات.


وكانت قوات التحالف قد قصفت ليلة الاثنين قاعدة "أبو ستة" البحرية
الليبية شرق العاصمة طرابلس. والقاعدة البحرية بمدينة الخمس التي تبعد 120
كيلومتر شرق طرابلس وقاعدة سيدي بلال غرب مدينة طرابلس.


وفي أول خسائر لقوات التحالف الدولي. أكد الجيش الأمريكي أن طائرة
أمريكية مقاتلة تحطمت في ليبيا وتم إنقاذ أحد طياريها. فيما يجري البحث عن
الآخر.


كشف المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا. كينيث فيدلر أن
الطائرة المقاتلة. وهي من طراز "إف 15 إي". أو "سترايك إيجل". انطلقت من
قاعدة في أوروبا. مشيراً إلي أن الطيارين قذفا بنفسهما بسلام من الطائرة
قبل تحطمها. وأنه تم إنقاذ الطيار فيما البحث مازال جاريا عن الضابط
المسئول عن الأسلحة في الطائرة.


وأشار إلي أن السبب الأولي لتحطم الطائرة. في اليوم الثالث للهجمات لا يعود إلي نيران معادية.


وأوضح الجيش الأمريكية أن الملاحين قذفا بنفسهما بعدما أظهرت أجهزة
الملاحة خلالاً. أثناء تحلقها شمال شرقي ليبيا. موضحاً أن تحقيقاً فتح في
الحادث.


في غضون ذلك. أعلن مسئولون امريكيون ان الحملة العسكرية التي تقودها
الولايات المتحدة لتدمير انظمة الدفاع الجوي في ليبيا وتطبيق قرار فرض حظر
جوي اقتربت من تحقيق اهدافها الاولية.


ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية عن المسئولين قولهم إن الولايات
المتحدة تتحرك بشكل سريع لتسليم القيادة الي حلفائها في اوروبا.. غير أن
الرئيس الامريكي باراك اوباما ذكر في خطاب للكونجرس أن اطلاق اكثر من 130
قذيفة "توما هوك" وشن هجمات من جانب طائرات التحالف لم تنجح حتي الان في
تحقيق المزيد من تطلعات الولايات المتحدة. الا ان الرئيس الليبي معمر
القذافي سحب قواته من المدن المحاصرة ووقف كل الهجمات ضد المدنيين.


وذكرت الصحيفة ان مسئولي البنتاحون حريصون علي انسحاب الولايات المتحدة
في اسرع وقت ممكن من ثالث صراع عسكري في دولة مسلمة. ولكن ظهرت حالة من
الارتباك بين الحلفاء في اوروبا حول من سيقود العملية العسكرية بعد تنحي
الولايات المتحدة.


من ناحية أخري. أرسلت النرويج ست مقاتلات من طراز اف - 16 في إطار
مساهمتها في العملية الجارية لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. لكن وزيرة
الدفاع النرويجية جريت فاريمو قالت إن المقاتلات لن تشارك في عمليات فعلية
إلا بعد أن تتضح "قواعد الاشتباك".


أوضحت فاريمو أنه من الضروري توضيح "هيكل القيادة والسيطرة" و"قواعد
الاشتباك" قبل أن تشارك الطائرات النرويجية في العملية.. وقالت إنها تتوقع
أن يتم ذلك في غضون "أيام قليلة".


ولا يزال حلف شمال الأطلنطي "الناتو". الذي يضم النرويج في عضويته. يبحث إمكانية تولي قيادة هذه العملية الجارية في ليبيا.


من جانبها. طالبت تركيا الأمم المتحدة بتولي قيادة المهمة العسكرية في ليبيا.


ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الخارجية التركي. أحمد داوود أوغلو
أنه ينبغي تنفيذ مهمة ليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة. وينبغي علي الأمم
المتحدة اتخاذ القرارات.


يذكر أن وزير الدفاع التركي محمد وجدي جونول وجه انتقادات لفرنسا. معربا عن عدم تفهم بلاده لدورها في ليبيا.


وفي سياق متصل ذكر وزير الخارجية التركي أن حلف شمال الأطلنطي "الناتو"
يمكن أن يشارك في المهمة الحالية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي إذا
كانت المهمة تحت قيادة الأمم المتحدة . إلا أنه أوضح أن بلاده لن تشارك في
هجمات علي ليبيا.


في برلين وجه المفتش العام الأسبق للجيش الألماني. هارالد كويات.
انتقادات حادة لحلف شمال الاطلنطي "الناتو" لعدم حسم موقفه حتي الآن بشأن
المشاركة في المهمة الدولية بليبيا.


وقال كويات في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية أمس ان الناتو يلعب
دورا بائسا جدا في هذا النزاع. مضيفا أن في نهاية المهمة من الممكن أن يكون
هناك خاسران كبيران. وهما الديكتاتور المخلوع القذافي والناتو.. وأكدت
المتحدثة دعم بلادها للمساعي الدبلوماسية من جانب المبعوث الخاص للأمم
المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.


يذكر أن الصين. التي تتمتع بحق النقض "الفيتو". امتنعت عن التصويت علي قرار مجلس الأمن بشأن فرض حظر جوي علي ليبيا الأسبوع الماضي.


علي صعيد متصل. أعربت وزارة الخارجية البرازيلية عن أسفها للخسائر
البشرية في ليبيا ودعت إلي التوصل لوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.


وقالت الوزارة في بيان لها بعد ساعات فقط من زيارة الرئيس الأمريكي
باراك أوباما للبرازيل ان وقف إطلاق النار يجب أن يحمي السكان المدنيين
ويمهد الطريق أمام حل للأزمة عبر الحوار.


وامتنعت البرازيل إلي جانب تشيلي والهند وألمانيا وروسيا عن التصويت
علي قرار مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي والذي فوض استخدام القوة لفرض
منطقة حظر للطيران فوق ليببا.


يأتي ذلك في الوقت الذي أدانت فيه كوريا الشمالية الولايات المتحدة بسبب مشاركتها في حملة عسكرية دولية ضد ليبيا.


وفي مقابلة مع وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية . قال متحدث لم
يكشف عنه باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان الهجوم علي ليبيا يرقي
إلي انتهاك للسيادة الوطنية وجريمة غير إنسانية ضد الشعب الليبي.. وأمام
هذه الانتقادات. أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن إسناد
المهمة التي أقرتها الأمم المتحدة في ليبيا إلي قيادة حلف الناتو أمر مهم
بالنسبة لبلاده.


وأعرب فراتيني قبل اجتماع الناتو عن أمله أن يقوم رئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون بدعم الموقف الإيطالي لقطع الطريق أمام معارضة
فرنسا.


يذكر أن ألمانيا وتركيا والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي يعارضون المشاركة تحت مظلة الناتو.