تصعيد هجمات التحالف الغربي علي ليبيا وإيطاليا تطالب بقيادة العمليات





كثفت قوات التحالف الغربي قصفها ضد القوات البرية للزعيم الليبي معمر
القذافي عن طريق الجو والبحر. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير
علي موقعها الالكتروني ان هناك أدلة علي ان قوات التحالف وسعت هجماتها ضد
مزيد من الاهداف داخل وخارج العاصمة الليبية طرابلس حيث يمكن رؤية وسماع
اصوات الانفجارات بالقرب من مركز المدينة. اشار مسئولون في التحالف إلي
انتقال المهمة بعد منع القذافي من استخدام اجواء ليبيا إلي طمس قبضته علي
ارض الواقع. وفي اطار القصف الذي تتعرض له طرابلس شنت قوات التحالف ضربة
جوية ضد مبني اداري في مجمع يضم مقر اقامة القذافي بالعاصمة مما ادي إلي
تدمير مركز القيادة والتحكم للزعيم الليبي. وقال مسئول غربي ان قوات
التحالف تواصل ضرب الاهداف التي تمثل تهديدا مباشرا للشعب الليبي ولقدرة
التحالف علي تطبيق منطقة حظر الطيران في اطار قرار مجلس الامن رقم 1973.
وأكد المسئول ان المبني الذي يقع علي بعد نحو 50 مترا من الخيمة التي اعتاد
القذافي استقبال الضيوف فيها سوي تماما بالارض. وكانت مصادر المعارضة ذكرت
في وقت سابق ان الدخان يتصاعد من منطقة باب العزيزية معقل القذافي في
اعقاب سماع دوي انفجارات في طرابلس. وعرض مسئولون في الحكومة الليبية
المبني المدمر لمراسل سي ان ان وقالوا ان القصف لم يسفر عن وقوع اي اصابات
وان مكان القذافي غير معروف. وأكد متحدث باسم الجيش الأمريكي ان القذافي
ليس علي لائحة استهداف. وكانت القوات الأمريكية قالت في وقت سابق ان
الضربات التي تشنها قوات التحالف شلت الدفاعات الجوية لنظام القذافي وان
تطبيق الحظر الجوي فوق ليبيا يتم بنجاح.


واستأنفت المقاتلات الفرنسية طلعاتها فوق ليبيا في وقت مبكر امس لتطبيق
قرار حظر الطيران بموجب تفويض الامم المتحدة في الوقت الذي اصرت فيه باري
علي ان الهدف من الحملة العسكرية الدولية ليس التخلص من القذافي. وقال
المتحدث باسم هيئة الاركان الفرنسية ان الطائرات الفرنسية لم تحلق فوق
ليبيا خلال الليل لكنها استأنفت مهامها في وقت مبكر من صباح امس. وقال
مسئولون ان الطائرات انطلقت من قواعد فرنسية في جزيرة كورسيكا في البحر
المتوسط وسان ديزية في الشرق في رحلة استمرت ثلاث ساعات للوصول إلي مسرح
العمليات في ليبيا.


من جهة اخري انسحبت قوات الحكومة الليبية لمسافة 100 كيلومتر من مدينة
بنغازي التي يسيطر عليها الثوار بعد ان دمرت الضربات الجوية التي تقودها
قوات التحالف الغربي الكثير من آلياتها المدرعة. أفادت الانباء ان القوات
الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي انسحبت إلي بلدة اجدابيا الرئيسية
الواقعة إلي الجنوب من بنغازي مخلفة ورائها عشرات الدبابات المدمرة علي طول
الطريق. واستهدف قصف متفرق من القوات الحكومية الثوار الذين تابعوا عملية
الانسحاب واحتشدوا بالمئات علي مسافة تتراوح بين ثلاثة واربعة كيلومترات
خارج اجدابيا. وشوهد عمود كثيف من الدخان يتصاعد من داخل البلدة التي تقع
عند الطريق المؤدي شرقا إلي طبرق والحدود المصرية وشمالا إلي بنغازي.


من جهة أخري طالب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني حلف شمال
الأطلنطي "الناتو" بضرورة تولي قيادة العملية العسكرية في ليبيا والتي
تشارك فيها حتي الآن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.


قال فراتيني قبل المباحثات مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل: نحن نعتقد
أن الوقت حان للانتقال من تحالف الراغبين إلي اتجاه أكثر تنسيقاً تحت قيادة
حلف الأطلنطي لأن الحلف لديه القدرة والخبرة لقيادة مهمة عسكرية أكثر
تنسيقاً.


من جانبه دعم جيان أسلبورن وزير خارجية لوكسمبورج مطلب نظيره الايطالي
قائلاً إنه علي دول الحلف ال 28 المشاركة بفاعلية أكثر في الحملة العسكرية
علي ليبيا. مشيراً إلي أن مشاركة دول محددة في أي عملية من شأنه أن يعرض
الحلف لمشاكل وانقسامات في المستقبل..


يذكر أن دولتين من دول الحلف هما ألمانيا وتركيا عارضتا استخدام القوة العسكرية في ليبيا..


من ناحية أخري قال مسئولون إن سلسلة اجتماعات مكثفة عقدت علي مدي
اليومين الماضيين فشلت في بلورة قرار من حلف الاطلنطي بشأن التدخل العسكري
في ليبيا.


وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف إن الاجتماعات ستتواصل .
مؤكدة أن سفراء الحلف وافقوا علي خطة عملية تتعلق بفرض حظر علي الأسلحة
فيما ستتواصل المباحثات بشأن خطة تنفيذ العنصر الرئيسي لقرار الأمم المتحدة
الصادر يوم الخميس الماضي بشأن ليبيا والمتمثل في فرض منطقة حظر طيران.


وبدأ عمل عسكري ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي السبت الماضي حيث
شن تحالف بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ضربات جوية ضد أهداف
عسكرية ليبية.


في سياق آخر أكدت فرنسا أن الهدف من العمليات العسكرية التي يقوم بها
حالياً التحالف الدولي في ليبيا ليس الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.