الناتو يتولي قيادة العمليات في ليبيا والكر والفر مستمران بين الثوار وكتائب القذافي






تولي حلف شمال الاطلسي اعتبارا من الامس السيطرة الكاملة علي عمليات
الغارات الجوية ضد ليبيا ليصبح بذلك قائدا للعمليات بدلا من ائتلاف كانت
الولايات المتحدة تتولي التنسيق بينه ولعبت بريطانيا وفرنسا فيه دورا
بارزا.


اكد الأمين العام للحلف أندريس فوج راسموسين ان الحلف تولي السيطرة
علي كافة الأعمال العسكرية التي أجازتها الأمم المتحدة ضد ليبيا والتي تضم
حظر أسلحة ومنطقة حظر طيران وغارات جوية لحماية المدنيين والمراكز المدنية.


قال راسموسين خلال زيارة للسويد إن الحلف لن يقوم بتسليح قوات المعارضة
الساعية للإطاحة بالقذافي وقال ان الحلف سينصب تركيزه علي فرض الحظر علي
مبيعات الأسلحة لحماية الشعب الليبي.


من جانبه استبعد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه تسليح بلاده للثوار
الليبيين وقال ان ذلك ليس ضمن الخيارات المطروحة لان مثل هذه الخطوة لن
تكون متوائمة مع قرار الأمم المتحدة الذي أتاح التدخل العسكري الدولي.


تأتي تصريحات لونجيه وسط جدل شديد بين دول التحالف المشترك في العمليات
في ليبيا بشأن ما إذا كان يجب تقديم السلاح للثوار الذين يمتلكون أسلحة
خفيفة في مواجهة كتائب القذافي .


كان كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون قد اكدا إنهما لا يستبعدان إرسال أسلحة إلي ليبيا علي الرغم من
حظر الأسلحة المفروض عليها من قبل الأمم المتحدة.


وفي اطار الكر والفر بين الثوار وكتائب القذافي أفادت التقارير الاخيرة
أن الثوار عادوا الي مدينة بريقة بعد فرارهم منها تحت وطأة القصف الكثيف
لمدفعية القذافي الثقيلة للمدينة فيما ذكر ممثلون عن المعارضة في بلدة
الكفرة بالجنوب إن أعضاء من كتيبة خميس قوات الصفوة استسلموا للثوار.


وتعتبر كتيبة القوات الخاصة واحدة من أكثر القوات فعالية في الجيش الليبي وتأخذ اسمها من اسم قائدها خميس نجل الزعيم الليبي.


وتردد أن خميس القذافي قد لقي حتفه متأثرا بإصابات خلال هجوم علي مجمع
تابع للقذافي في طرابلس هذا الشهر . لكن التليفزيون الرسمي أذاع يوم
الاثنين الماضي تغطية حية تظهره وهو في زيه العسكري يحيي بعض الزائرين.


وتساءلت صحيفة نيويورك تايمز عن حول جدوي الضربات الجوية للتحالف
الدولي في تغيير مسارات المعارك علي الأرض او حسمها فيما سلطت من جديد
اضواء كاشفة علي ضعف وتواضع الخبرات القتالية للثوار.


وذكرت الصحيفة في الوقت نفسه أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية
"سي آي إيه" نشرت عملاء سريين في ليبيا لجمع معلومات استخباراتية لدعم
الضربات الجوية العسكرية وإقامة علاقات مع المعارضين الساعين لإقصاء الزعيم
الليبي معمر القذافي.


ونقلت الصحيفة عن مسئولين لم يتم الكشف عن هوياتهم أن مجموعة صغيرة من
عملاء ال "سي آي إيه" نشروا في ليبيا منذ عدة أسابيع بهدف جمع معلومات عن
مدي فعالية جيش القذافي. وتحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها معرفة معلومات
أكثر عن المعارضين وخططهم من أجل ليبيا.


وفي المقابل نفي المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو وجود
عناصر كوماندوز خاصة فرنسية علي اراضي ليبيا, مؤكدا أنه ليست هناك قوات
فرنسية علي اراضي ليبيا.


وأوضح فاليرو أن مجموعة الاتصال بشأن ليبيا ستكون رئاستها دورية
وستجتمع خلال الأسابيع القادمة في الدوحة, ويجري حاليا إعداد قائمة بالدول
والمنظمات المشاركة فيها. كما تجري أيضا باهتمام دراسة مسألة تشكيل
سكرتارية دائمة لها.


من ناحية اخري قام مسئولون بريطانيون باستجواب مكثف لوزير الخارجية
الليبي موسي كوسا الذي فر إلي بريطانيا قادما من تونس في وقت متأخر من مساء
الاربعاء معلنا انشقاقه عن نظام القذافي فيما يمثل انقلابا كبيرا خلال
الصراع العسكري و الدبلوماسي والنفسي الدائر ضد الزعيم الليبي معمر
القذافي.


وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن انشقاق كوسا دليل جديد علي
أن نظام معمر القذافي ينهار من الداخل وقال إن بريطانيا لن تقدم للحليف
الوثيق السابق للقذافي أي حصانة من العدالة البريطانية أو الدولية .


كما اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن مغادرة وزير الخارجية الليبية
موسي كوسا لبلاده وتوجهه إلي لندن وإعلانه استقالته تزيد من عزلة القذافي
وفقدانه لمصداقيته. حيث إن هناك المزيد والمزيد من الانشقاقات في صفوف
المسئولين الليبيين حول القذافي.


وفي اول رد فعل لنظام القذافي علي انشقاق موسي قال المتحدث باسم
الحكومة الليبية موسي ابراهيم ان السلطات تقاتل من اجل الشعب الليبي ولن
تتوقف علي اشخاص او مسئولين مهما كان موقعهم .


واضاف ابراهيم ان القذافي واولاده موجودون في ليبيا وسيقاتلون حتي
النهاية ساعيا الي التقليل من حجم تاثير انشقاق كوسا والذي ينظر اليه
المراقبون باعتباره الضربة الاعنف لنظام القذافي منذ بداية الثورة الليبية
باعتباره كان مهندس عمليات النظام .


وكان لكوسا دور فعال في مفاوضات بريطانيا مع نظام القذافي حول تخلي
ليبيا عن الأسلحة النووية والكيميائية عام 2003. التي أجراها رئيس الوزراء
السابق توني بلير. وأدت في النهاية إلي عودة ليبيا إلي الساحة الدولية
ويعتبر هو العقل المفكر للنظام .


وفي تصريحات له ابان زيارة لبريطانيا ,توقع رئيس الوزراء التركي رجب
طيب أردوغان أن يعيد العقيد معمر القذافي حساباته وأن يتنحي خوفا من
محاكمته كمجرم حرب وقال إن تركيا تتولي عملية إيصال المساعدات الإنسانية
للشعب الليبي وسيتم إبعاد فرنسا تماما من العملية .


أكد رئيس الوزراء التركي أن الحل والمنطق السليم هو عدم إتاحة الفرصة
لسفك الدماء ومقتل المزيد من المواطنين لكي ينهي الناتو أعماله بالسرعة
الممكنة ويسلم أمور البلاد إلي الإدارة المؤقتة.