ليبيا: الجيش يعلن وقفا جديدا لاطلاق النار في حملته ضد المعارضين
أعلن متحدث باسم الجيش الليبي مساء الأحد وقفا جديدا
لاطلاق النار في حملته ضد الانتفاضة المسلحة التي يقودها المعارضون انطلاقا
من شرق البلاد .
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في
مؤتمر صحفي في القاهرة مساء الاحد انه "يأمل ويحث السلطات الليبية على
الالتزام بوعدها بوقف اطلاق النار."
ولكن رد الفعل الامريكي جاء مختلفاً حين قال البيت الأبيض أنه لا يتعرف بالوقف الليبي لاطلاق النار.
وقال مستشار البيت الأبض للأمن القومي توم دونيلون أن هذا الوقف إما هو غير صحيح أو قد ينتهك مباشرة.
وجاء الإعلان في أعقاب إطلاق المضادات الأرضية
الليبية نيرانها في طرابلس وخصوصا قرب مقر اقامة الزعيم الليبي معمر
القذافي في باب العزيزية.
وسمع دوي انفجارات قوية ناجمة عن إطلاق نيران أنظمة الدفاع الجوي وشوهدت سحب حمراء من اللهب في السماء.
وقال ناطق عسكري امريكي في وقت لاحق إن التحالف لا يستهدف الزعيم الليبي او منزله.
الا ان البنتاغون قال معلقا على الاعلان الليبي
إنه يشكك في كل ما تقوله حكومة القذافي، بما في ذلك ادعائها بالالتزام بوقف
اطلاق النار.
في غضون ذلك تواصل القوات الفرنسية طلعاتها الجوية
لليوم الثاني حيث أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش أن بلاده أشركت
"أكثر من 15 طائرة" في عمليات يمكن ان تؤدي إلى توجيه "ضربات على الارض" في
ليبيا.
وقال الكولونيل تيري بوركار إن الطائرات قامت بعمليات "دفاع جوي إضافة إلى عمليات دعم على الارض وامداد ومراقبة جوية ورصد".
وكان ضابط في هيئة الاركان الامريكية قد صرح في
وقت سابق بأن المرحلة الاولى من الحملة حققت نجاحا والقوات الموالية
للقذافي اوقفت زحفها باتجاه بنغازي.
والقت ثلاث مقاتلات امريكية شبح "بي 2" اربعين
قنبلة على قاعدة جوية كما ذكرت محطة تلفزيون "سي بي اس نيوز"، بدون ان يتم
الحصول على تاكيد رسمي للعملية على الفور.
وقالت المحطة ان هدف العملية كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي
لكن الطائرات الحربية الامريكية قامت بملاحقة قوات برية ايضا بهدف
تدميرها.
خطوط الامداد
واعلن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة
الاميرال مايكل مولن لشبكة سي ان ان الاحد ان المرحلة المقبلة من ضربات
التحالف ضد قوات معمر القذافي ستكون مهاجمة خطوط امدادها لشل قدرتها على
القتال.
فيما اعلن الرجل الثاني في سلاح الجو البريطاني
المارشال فيل اوزبورن ان سلاح الجو مرتاح لسير العمليات التي شنت مساء
السبت على ليبيا.
ورفض الضابط اعطاء تفاصيل عن الضربات التي اطلقت
خلالها القوات البريطانية والامريكية 112 صاروخ توماهوك على ليبيا، لكنه
قال ان معظم الاهداف في طرابلس.
ورأى الجنرال جون لوريمر المتحدث باسم رئاسة الاركان انه "من المبكر معرفة النتائج على الارض".
وتابع ان هذه "المرحلة الاولى" تمهيدا لفرض منطقة حظر جوي، ستستمر "الوقت اللازم" لتحقيق غايتها.
خطاب القذافي
وفي طرابلس اكد الزعيم الليبي معمر القذافي في
تسجيل صوتي بثه التلفزيون الحكومي الاحد انه سينتصر داعيا الغرب الى
"مراجعة حساباته والتراجع".
وتوقع القذافي ان تكون الحرب "الصليبية" التي يخوضها الغرب ضده "طويلة"، وتوعد بالقضاء على الذين يتعاونون مع قوات التحالف.
وقال ان "المهاجمين مهزومون. نحن لن نتراجع ابدا، ولن نموت انتم ستموتون وسنبقى احياء وننتصر".
واضاف "انتم بامكانكم ان تتراجعوا وتنسحبوا
وتذهبوا الى بلدانكم وقواعدكم لكن نحن هذه ارضنا. انتم بامكانكم ان تراجعوا
حساباتكم وترجعون".
من جهة اخرى، اكد القذافي انه لن يترك الغرب يتمتع
بنفط ليبيا، مشددا على ان التحالف الذي بدأ هجومه امس "سيسقط كما سقط هتلر
ونابوليون وموسوليني".
وقال "لن نتركهم يتمتعون بنفطنا. لن نفرط بثورة الفاتح ولن نتركهم يتمتعون بنفطنا".
ودعا من اسماهم "المهاجمين المهزومين" و"الطغاة"
الى "مواجهة برية"، مؤكدا ان "الليبيين على استعداد للاستشهاد"، موضحا "نحن
نوزع السلاح على الشعب الليبي كله".
ردود افعال
ومن على متن طائرة عسكرية أمريكية قال وزير الدفاع
الأمريكي روبرت غيتس إن الولايات المتحدة تتوقع احتمالات عديدة للقيادة
المستقبلية للحملة في ليبيا لكن الحلفاء العرب لديهم حساسية ازاء العمل
تحت قيادة حلف شمال الاطلسي.
واضاف غيتس لدى توجهه الى روسيا "اعتقد انه يوجد احتمالان.. احدهما.. قيادة بريطانية فرنسية. والاخر استخدام حلف الاطلسي".
وتابع غيتس: "اعتقد انه توجد حساسية من جانب
الجامعة العربية ان ترى وهي تعمل تحت مظلة حلف الاطلسي. ولذلك فالسؤال هو
اذا كانت هناك طريقة ليمكننا العمل خارج قيادة الحلف والسيطرة على المعدات
دون ان تكون بعثة للحلف وبدون راية الحلف وهكذا."
وقال غيتس ايضا ان حدوث تقسيم لليبيا يمثل صيغة لعدم الاستقرار.
هذا وقد أكد الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية المصري رفض مشاركة بلده في أي عمل عسكري دولي ضد ليبيا.
وقال إن ذلك يرتبط بأسباب تتعلق "بأمننا الداخلي والأعداد الكبيرة للمصريين المتواجدين فى ليبيا".
وقال العربي رداً على سؤال حول الشروط التى على
أساسها يمكن أن تنضم مصر إلى التحالف الدولى العسكرى ضد ليبيا: "إن مصر
أيدت قرار الجامعة العربية تجاه الأوضاع فى ليبيا من منطلق إنسانى بحت
يتعلق بحماية المدنين وسفك الدماء".
وأضاف: "أما فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن وفرض حظر
جوى على ليبيا وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فإن مصر ليست
عضواً فى مجلس الأمن".
على جانب آخر نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول
أمريكي كبير قوله إن التحرك العسكري الذي تتخذه الولايات المتحدة والقوات
الحليفة في ليبيا يستند الى القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي الاسبوع
الماضي.
وأضاف المسؤول "تضمن القرار الذي صدق عليه العرب ومجلس الامن الدولي (كل الاجراءات اللازمة) لحماية المدنيين".
وجاء التصريحات الأمريكية ردا انتقادات من الامين
العام للجامعة العربية عمرو موسى يوم الاحد بأن العمل العسكري من جانب
الائتلاف الدولي تجاوز فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وقال موسى إن "ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين اضافيين".
واوضح موسى انه "تجري حاليا مشاورات لعقد اجتماع
طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة العربية وخاصة
فى ليبيا".
من جانبها دعت روسيا الائتلاف الدولي الى استخدام
القوة ضد "اهداف محددة" في ليبيا لتفادي وقوع ضحايا مدنيين حسب ما قال
المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان.
أما ايران، فاعربت عن دعمها "للمطالب المشروعة"
لليبيين في مواجهة نظام معمر القذافي، لكنها "شككت" في النوايا الحقيقية
للغربيين الذين شنوا هجمات على ليبيا، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الطلابية
نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية الاحد.
فيما اعلنت الخارجية التركية في بيان ان تركيا ستقدم "مساهمتها" لتسوية الازمة في ليبيا في سبيل "سلامة الشعب الليبي".
ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر "نداء ملحا الى
المسؤولين السياسيين والعسكريين لكي يحفظوا امن المواطنين ويضمنوا لهم
الاستفادة من عمليات الاغاثة الانسانية".