كشفت مصادر فى منظمة المؤتمر الإسلامى عن نية المنظمة البدء فى حوار مذهبى شامل
بهدوء، على غرار ما حققته من نجاح فى العراق خلال توقيع وثيقة مكة التى رعتها
لإنهاء الاحتقان الطائفى بين السنة والشيعة فى العراق.
وقالت المصادر إنه
فى الوقت الذى اختتم فيه أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام للمنظمة، اليوم
الجمعة زيارة استغرقت أربعة أيام إلى العراق، فإن الحكومة العراقية أبدت حماسها
إزاء مبادرة ترسم (المؤتمر الإسلامى) ملامحها بروية لاستكمال محاورها التى تنطلق من
روح وثيقة مكة، وتتعداها إلى مجال توحيد خطاب إسلامى معتدل يضع حدا للغلو والتطرف،
واستغلال الدين الإسلامى فى المطامع السياسية.
وكان الأمين العام للمؤتمر
الإسلامى قد بدأ زيارته إلى العراق الثلاثاء الماضى بلقاء مع رئيسى ديوان الوقف
السنى والشيعى، حيث أبدا الجانبان تقديرا عاليا لوثيقة مكة التى اعتبراها سببا
أساسيا فى وأد الفتنة فى العراق، ونزعا لفتيل أزمة كانت ستؤدى لمستقبل البلاد إلى
المجهول، كما أظهر كل من الدكتور أحمد السامرائى رئيس الوقف الإسلامى، وصالح
الحيدرى رئيس الوقف الشيعى قبولا لمبدأ الحوار الأشمل الذى يتعدى حدود العراق إلى
مبادرة إقليمية على امتداد العالم الإسلامى، تكون على غرار وثيقة مكة التى وقعت بين
ثلاثين عالما دينيا نصفهم من السنة، والنصف الآخر من الشيعة.
من جانبها،
شددت الحكومة العراقية على لسان رئيسها نورى المالكى على الدور الكبير الذى لعبته
وثيقة مكة فى تعزيز اللحمة العراقية والتقريب بين الطوائف، معتبرا الجهود التى
بذلها إحسان أوغلى فى عام 2006، قد أنهت الخطر الذى هدد مكتسبات العراق وشعبه،
لافتا إلى أن وثيقة مكة ومبادرة المصالحة الوطنية قد انتقلتا بالعراق إلى بر
الأمان، ووضعتاه على أول الطريق نحو بناء دولة ديمقراطية مستقرة وموحدة.