لا يزال السباق محموما بين أعضاء مجلس الشعب والشورى
السابقين من الحزب الوطني لإعلان استقالتهم عبر الصحف المختلفة والقنوات الفضائية
ومازال كل نائب منهم يعلل ويبرر الأسباب التى جعلته يتخذ هذا القرار التاريخي بل إن
الكثيرين منهم يؤكدون أنهم تقدموا باستقالاتهم منذ أن بدأت ثورة 25 يناير ويدلل لنا
بإثباتات لن يصدقها إلا مخبول أو عبيط لأن الحقيقة التى يعلمها الجميع أنه لا يوجد
نائب سابق في مجلس الشعب أو الشورى تقدم باستقالته من الحزب إلا بعدما تأكد من نجاح
الثورة وأن دوره في الحياة النيابية مهدد بالانهيار إذا استمر عضوا في الحزب
الوطني.
وبالتالي فهم جميعا يسارعون بتقديم استقالاتهم حتى تبدو صورتهم
أمام الناخبين في دوائرهم ناصعة البياض لأنهم أصحاب مبدأ ورسالة لذلك سارعوا
بالخروج من هذا الحزب الذي لا يعبر أبدا عن رغباتهم وآمالهم وهم يذكرونني بالفنانة
التي قالت عقب الثورة إنها كانت مجبرة للغناء للعهد القديم فقد كانوا يهددونها ليل
نهار إن لم تغن بأشد ويلات العذاب، أو الفنانة صاحبة الذكر الخفيف جدا عندما قالت
إنها كانت تنزل يوميا الى ميدان التحرير ولكن بالنقاب وذلك حتى لاتسرق الثورة من
الشباب!
وغيرهم الكثيرين من كدابي الزفة والذين راجت بضاعتهم في الأسواق
هذه الأيام ولأنني كنت أحد نواب الحزب الوطني السابقين وكنت متابعا عن قرب لسلوكيات
وتصرفات كل هؤلاء النواب الذين سارعوا بتقديم استقالاتهم من جديد للانتخابات
البرلمانية المقبلة أجد لزاما على أن طلب منهم وأنا أولهم أن يحترموا جميعا أنفسهم
ويحترموا الناخبين ويتركوا هذا المجال على الاقل هذه الدورة لغيرهم ليتقدموا للترشح
ومحاولة خدمة الوطن لأننا جميعا فشلنا في التعبير عن رغبات الشعب وانصعنا جميعا
لاوامر وطلبات أحمد عز وزكريا عزمي وغيرهم من قيادانت الحزب لذلك جاء الفشل ذريعا
على المستوى النيابي بصرف النظر عما تم داخل الدوائر من خدمات اجتماعية لن تكون
ابدا هى الاساس في عمل النائب.
من هنا أري من واجبي أن أطلب من الناخبين أن
يبتعدوا تماما عن كل ما يمت للمجالس السابقة بصلة حتى من نواب المعارضة فكثير منهم
كانوا يكملون التمثيلية المتقنة التي أرادتها قيادات كثيرة داخل المجلس بعضها من
الحزب الحاكم السابق وبعضها من نواب المعارضة فكل كان يؤدي دوره بمنتهى الاتقان
والبراعة فنائب الوطني وقع ضحية لوعود أحمد عز ورفاقه في أمانة السياسات من أن
النائب الحالي هو نائب المستقبل بشرط وحيد هو سماع الكلام والموافقة على كل مايطلب
منه دون مناقشة أو مراجعة حتى لايفقد مكانه بالمجلس، فلبى الأوامر طائعا وأحيانا
زاحفا ورغما عن ذلك خسر 70% من النواب مقاعدهم لأنهم أرادوا أن يأتوا بنواب أكثر
طوعا وإذلالا لأن البعض كانت لديه بعض الكلام، وهذا لايصلح في عصرهم فكانت النتيجة
خروج نواب ضعفاء ودخول نواب أكثر ضعفا.
لذلك أرى أن معظم النواب السابقين
لا يصلحون لتمثيل الشعب في الدورة البرلمانية المقبلة والتى أتصور أنها ستكون الاهم
في تاريخ الحياة النيابية وأهيب بالمشرع أن يقصر عضوية المجلس على دورتين
برلمانيتين فقط لا غير على غرار رئاسة الجمهورية وذلك حتى نعطي الفرصة للشباب الذين
فرضوا كلمتهم على الجميع في مصر ، أيضا اهيب بالناخبين هذة المرة أن يبحثوا عن
حقوقهم ويناقشوا المرشح في برنامجه الانتخابي وأن يفكروا ألف مرة قبل إعطاء الصوت
لأن المستقبل سيكون بين أيديهم هم.
وأهيب بالنواب الفاشلين أن يبادروا
بإعلان انسحابهم من الترشح وأن يعترفوا وأنا على رأسهم بأن القادم ليس لهم وأن
الحياة السياسية في مصر تغيرت وتبدلت فلا مانع من الابتعاد واتاحة الفرصة لمن يرى
في نفسة القدرة على تحقيق مطالب الشعب نيابيا وبرلمانيا بدلا من التمسك العجيب
بمقعد البرلمان.
وأؤكد للجميع أن الناس لن تسمح لأحد بأن يخدعها مرة أخرى
فقد تعلموا الدرس تماما ولن يقعوا في الخطأ مرة أخرى والأيام بيننا!!