التاريخ 31 يناير 2010 والمكان كان العاصمة الأنجولية
لواندا والحدث كان نهائي بطولة الأمم الإفريقية بين مصر وغانا وكالعادة كنت على
الهواء مباشرة في قناة الحياة لتغطية أحداث اللقاء وسارت المباراة كلها من جانب
واحد وهو المنتخب الغاني وتوقع الجميع خسارة المنتخب المصري هذا اللقاء إلا أن
اللاعب ناجي جدو فاجأنا جميعا بهدف جميل قبل نهاية المباراة بلحظات مما جعل فرحتنا
طاغية وغير مصدقة على الإطلاق.
وأخذنا في الإحتفال خارج الأستوديو بصورة
هيستيرية فرحا بفوز مصر للمرة الثالثة بالبطولة الإفريقية وفوجئت بهم يخبرونني
بضرورة التوجه إلى الأستوديو لأن أنجولا معنا على الهواء مباشرة فلم استغرق إلا
ثواني معدودة وكنت بعدها على الهواء وأنا في حالة من النشوة والسعادة بفوز منتخب
مصر.
وفي عز الأفراح فوجئت أن ضيفي على الجانب الأخر السيد جمال مبارك
ولأننا كنا في حالة سعادة وفرح، الكل يرقص ويغني، قلت له بعفوية تامة "جيمي" مبروك،
الفوز حاجة جميلة لمصر ومنتخب مصر ودخلنا في حوار محترم استغرق حوالي خمس دقائق
وبعدها تحدثت مع السيد علاء مبارك بعد أن كنا هدأنا قليلا، فسألته أقول ايه؟ أستاذ
علاء ولا كابتن ولا ايه بالظبط؟ فقال الراجل بإحترام بالغ "لأ علاء علطول" وبالفعل
أجريت معه هو الأخر حوارا جميلا ومحترما تحدثنا فيه عن ردود الأفعال ومشاعر
اللاعبين وماذا يعني هذا الفوز للجميع ثم استأذن الرجل في الإنصراف لحضور مراسم
تسليم الكأس والميداليات.
وظللنا على الهواء مباشرة من أنجولا حتى نجحنا في
نقل صورة فريدة من داخل غرفة الملابس وفيها كانت لقطة جمال وعلاء مبارك وهما يغنيان
الجميع ويرقصان احتفالا بفوز المنتخب بالبطولة وظلت الصورة معنا حتى نهاية الإحتفال
ومراسم التسليم، وأتذكر أن الجميع تسابق في تهنئتي على هذه الإنفرادات وعلى النقل
الكامل لكل الأحداث من هناك ونقلت كل الصحف المصرية بلا استثناء الصورة ونص
المكلمات الهاتفية ولم ألحظ وجود شيء غير عادي باستثناء صديق عزيز مقرب جدا لي في
مجلس الشعب وقد أبدى لي تخوفه من أثار كلمة "جيمي" ولما كنت له أن الراجل كان لطيف
وودود ولم ألحظ شيئا على الإطلاق، رد بقوله أن المشكلة ليست في جمال مبارك ولكن في
الأخرين.
وذهبت اليوم التالي إلى مجلس الشعب وسط حفاوة بالغة واستقبال طيب
من الجميع وبدأ رئيس المجلس الجلسة لتوجيه التحية للمنتخب الوطني على هذا الإنتصار
وطلبت الكلمة وقوبلت بتصفيق حاد، خصوصا أنني شاهد على كل ما حدث بالصوت والصورة
وشعرت بالسعادة من ردود الفعل لكن أثناء خروجي من الجلسة قابلت دكتور زكريا عزمي
رئيس ديوان الجمهورية السابق وعضو المجلس وسألته عن رأيه في البطولة والتغطية التي
قدمناها فكانت الصاعقة فقد إنفعل الرجل واتهمني بالإساءة لأسرة الرئيس مبارك وأن
العائلة لها احترامها فكيف تقول "جيمي"؟ فقلت له "عادي يا دكتور كنا في مناسبة
سعيدة والرجل كان بيغني ويرقص مع اللاعبين ولكل مقام مقال".
وذكرت له أن
السيد علاء مبارك طلب مني نداءه بالاسم مجردا فكان ردا عنيفا كالعادة وتعجبت من رد
فعله ولكني توجست حيفة وبالفعل لم تمر سوى أيام معدودة حتى بدأت المشاكل المعروفة
للجميع والتي انتهت بمنعي من الظهور في رواية يعلم الجميع تفاصيلها وهي سابقة لم
تحدث في تاريخ الإعلام وتم منع ظهور البرامج ثم تطور الأمر إلى فسخ تعاقدي مع
القناة وبعدها بدأت المفاوضات بيني وبين بعض القنوات وكلما اقتربنا من إتمام
التعاقد يحدث شيء غامض فيتم الإلغاء ولا يخفى على أحد قصة التعاقد مع إحدى القنوات
الفضائية وبعد الإعلان عن هذا التعاقد فوجئت بقدرة قادر بإلغاء هذا العقد أيضا بحجة
تصريحاتي على ما حدث في مباراة مصر والجزائر.
ويومها أعلن سمير زاهر أنه لا
يستطيع أن يفصح عمن أجبره على فسخ التعاقد بين القناة واتحاد الكرة لأن الموضوع "
من فوق قوي " وهذا ما ذكره وكتبه عدد من الصحفيين والمقربين جدا من سمير زاهر في
صحفهم ومجلاتهم وظل الحصار قائما بشكل مخيف في كل اتجاه حتى حدثني صديقي في مجلس
الشعب ليذكرني بالحوار الذي دار بيني وبينه ويطلب مني الهدوء التام وعدم التحدث
مطلقا ومحاولة تحسين الموقف والصورة بأي طريقة إن أردت الظهور مرة أخى في الإعلام
وأن عليك أن تنتظر معجزة من السماء للعودة إلى الإعلام مرة أخرى، وقال لي:" أحمد
ربنا إنها جت على قد كده ولم أدر ماذا يمكن عمله وفوضت أمري إلى الله إلى أن حدثت
وفاة والدي وفوجئت بحضور السيد جمال مبارك مشكورا لأداء واجب العزاء وسألني عن
أسباب الوفاة المفاجئة فقلت له إن أبي مات مهزوما حزينا بسبب منعي من الظهور على
الشاشة خصوصا أن علاقتي به لم تكن علاقة أب بوالده ولكنها صداقة ومحبة وأن آخر
كلماته كانت ": نفسي أشوف أحمد على التليفزيون تاني قبل ما أموت ولكني أشعر أن عمري
قصير ولن أراه مرة أخرى ثم أسلم روحه، فاندهش جمال مبارك وقال لي إلى هذه الدرجة
قلت له وأكثر من ذلك بكثير وشعرت بتأثر الرجل بشدة.
ولم تمض سوى عدة أيام
لأفاجأ بسيل منهمر من الاتصالات طالبة التعاقد معي للظهور من جديد على الشاشات لكن
الأغرب والأعجب كانت في إصرار التليفزيون المصري على التعاقد معي لكني اعتذرت وفضلت
التعامل مع القطاع الخاص بعيدا عن نار ماسبيرو فلا يوجد أفضل من "الحرية" . ولكن
يبقى السؤال: من كان يخطط لتشويه صورة الرجل وإفساد علاقاته مع الجميع أعتقد
الإجابة واضحة !!.