وجهت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون التحية للشعب المصرى على ثورتهم،
وقالت من داخل مقر وزارة الخارجية المصرية "لقد كسرتم القيود وتخطيتم المصاعب
لتحقيق حلم الديمقراطية, ونحن نقف بجانبكم لتحقيق آمالكم".
لم تكتف كلينتون
بذلك، وإنما أضافت فى مؤتمر صحفى مشترك مع الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية "لقد
شاهدنا بإعجاب وإلهام ليس فقط ما يحدث فى ميدان التحرير وإنما هذا التأييد العارم
من جميع شعوب العالم بما يمكن الشعب المصرى من تسطير مستقبلة بيده"، مؤكدة أن
التضامن الذى أظهره المصريون وهذه الشجاعة, والشعب المصرى سيستخدم هذه الشجاعة
والتضامن بشكل جيد فى طريقه إلى الديمقراطية, لأن الطريق إلى الديمقراطية طويل
وصعب, مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وهى أقدم الديمقراطيات ستدعم مصر فى هذه
الطريق، معتبرة أنه "لا شىء يضاهى الحضارة الأقدم فى العالم, عن مشقة هذا
المسار".
وأضافت كلينتون "نحن نهنئ الشعب المصرى الذى كتب فصلا هاما وجديدا
فى تاريخ مصر"، مشيرة إلى أنها بحثت مع الوزير نبيل العربى عددا من الموضوعات التى
تهم الجانبين المصرى والأمريكى, لافتة إلى أنها جاءت إلى القاهرة لكى تصغى أكثر من
الحديث، وقالت "إنها استمعت من الوزير نبيل العربى إلى الاحتياجات المصرية على
الصعيد الاقتصادى, لأن الإصلاح السياسى يتطلب إصلاحا اقتصاديا".
وفى أول رد
أمريكى على قرار وزير الداخلية بحل جهاز مباحث أمن الدولة، أبدت كلينتون ترحيبها
بالقرار، وقالت "نأمل إعادة بناء جهاز أمنى مسئول يحظى بثقة الشعب المصرى"
.
وقالت كلينتون إنها ستؤكد خلال لقاءاتها غدا مع المشير حسين طنطاوى رئيس
المجلس العسكرى والقائد العام للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء,
تأييد واشنطن الخطوات اللازمة لانتخابات حرة ومنصفة ذات مغزى ومستندة على أسس صلبة
تكون مستقرة بما فيه الكفاية للمضى نحو المستقبل لانتخابات تشريعية ورئاسية تأتى
بقادة قادرين على تلبية طموحات الشعب المصرى.
وأشارت كلينتون إلى أنها تطرقت
فى مباحثاتها مع الوزير نبيل العربى على الوضع الاقتصادى وتم التركيز على المشاريع
المتوسطة والصغيرة, لافتة إلى أن المباحثات فى هذا الصدد حضرتها مدير مؤسسة
الاستثمارات اليزابيث وينفيلد، وقالت: نحن نريد أن نرى التزاما خاصا من هذه المؤسسة
بتشجيع الاستثمار فى القطاع الخاص فى مصر، لأن النمو الاقتصادى يعتمد على تشجيع
القطاع الخاص.
وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن الإدارة
الأمريكية رصدت 90 مليون دولار أمريكى مساعدات آنية للاقتصاد المصرى, مشيرة إلى أن
كلا من السيناتور جون كيرى وماكين قدما تشريعا خاصا للكونجرس الأمريكى لإنشاء صندوق
لمشروعات أمريكية مصرية على غرار الصندوق الذى أنشأته الولايات المتحدة لمساعدة دول
أوروبا الشرقية, موضحة أن هذا الصندوق سيكون بالتنسيق مع الجهات المصرية المعنية،
للوقوف على احتياجات الاقتصاد المصرى وتلبيتها.
وقالت كلينتون: إنها حذرت
فى أوائل يناير الماضى فى منتدى المستقبل بالدوحة من أن المنطقة ستشهد توترات شعبية
إذا لم يتم تبنى خطوات إصلاحية من قبل الأنظمة الحاكمة، وأضافت: وبفضل الشعب المصرى
وفى مصر أم الدنيا تهانينا.
من جانبه، قال الدكتور نبيل العربى إن وزير
المالية الدكتور سمير رضوان، ووزيرة التعاون الدولى فايزة أبو النجا، حضرا
المباحثات، وشرح لكلينتون الوضع الاقتصادى فى مصر، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية
الأمريكية استجابت للمطالب الاقتصادية المصرية فى هذا الصدد.
وقال العربى:
نحن نشعر بتقدير لموقف الولايات المتحدة فى هذا الصدد.
وأكد العربى أنه بحث
مع كلينتون الوضع فى مصر بعد ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى قضايا المنطقة والعلاقات
الثنائية الطيبة بين القاهرة وواشنطن والتى أكد أنها ستنتعش فى المستقبل فى القريب,
فضلا عن الوضع فى ليبيا، مؤكدا على تطابق وجهات النظر بين البلدين فى الكثير من
القضايا.
وردا على سؤال حول موقف واشنطن من الاستفتاء على المواد الدستورية
المقرر إجراؤه السبت المقبل، قالت كلينتون "نحن نؤيد ما يقرره المصريون فى تحديد
مستقبلهم الديمقراطى، وبالنسبة للاستفتاء على التعديلات الدستورية فقد التقيت بعدد
من المصريين فى السفارة الأمريكية بالقاهرة، كما زار وكيل الخارجية الأمريكية وليم
بيرنز القاهرة الأيام الماضية وعقد لقاءات أيضا مع شخصيات مصرية، وكان هناك نقاش
حول التوقيت والنمط".
وأكدت كلينتون أن واشنطن ليس لها رأى فى ذلك، وقالت
"لدينا رسالة واضحة بأننا نؤيد ما يقرره المصريون ويعبر عن مصلحتهم".
من
جهته، قال العربى إن الاستفتاء هو خطوة لتحسين الدستور السابق، والأهم فى ذلك أننا
نتوقع أن يكون لدينا استفتاء حر دون أى تدخل، لأنه من خلال هذه التعديلات سنخلص إلى
دستور جديد.
وردا على سؤال للدكتور نبيل العربى حول ما إذا كانت مصر ستبقى
على علاقتها القوية مع واشنطن، قال العربى "بكل بساطة نعم.. الولايات المتحدة صديقة
معنا، وإذا حدث خلاف معها فى وجهات النظر سنتحدث معها بكل صراحة، لان علاقتنا طيبة،
وعقبت كلينتون بقولها إن مصر وأمريكا لهما مصالح استراتيجية كبيرة، كما أن مصر
الديمقراطية ستستمر فى أن يكون لها مصلحة مشتركة معنا، مشيرة إلى أن الطموحات
الواضحة للعالم من خلال ميدان التحرير هى طموحات عالمية، ونحن فى أمريكا نؤيد بشدة
هذه التحولات الديمقراطية.
وقالت " لدينا علاقات انفتاح مستمرة مع مصر،
وهناك بعض الاختلافات أو منظورات متباينة قد نشعر بها، ولكن كأصدقاء فنحن ملتزمان،
لأنه لا يوجد شخصان متفقان على كل شىء، والمهم أن نبقى على خطوط التواصل مفتوحة بين
الجانبين ".
وحول الوضع فى ليبيا، أبدت كلينتون ترحيبها ببيان الجامعة
العربية فى هذا الشأن، مشيرة إلى وجود مشاورات تجريها الولايات المتحدة الامريكية
مع مجموعة الثمانى، وقالت إن هناك قرارا يدفعها الفرنسيون والبريطانيون واللبنانيون
فى مجلس الأمن يتم التشاور حوله مع جامعة الدول العربية.
وأكدت كلينتون أنها
التقت عددا من المعارضة الليبية، وقالت إن واشنطن ستعزز المساعدات الإنسانية
لليبيا، كما ستنظر فى سبل دعم المعارضة، وقالت "وهذا جهد يجب أن يكون دوليا وطبقا
لقرارت من مجلس الأمن".
وردا على سؤال حول موقف مصر من تطورات الأوضاع فى
البحرين، قال الدكتور نبيل العربى إن مصر تؤيد أى طرف يدعو إلى المزيد من الحرية،
وإلى الديمقراطية، أما فيما يتعلق بالتفرقة بين السنة والشيعة فهذا أمر لا علاقة
لمصر بها، لأن مصر تنظر إليهما على أنهما مواطنون بحريينيون.
من جانبها قالت
هيلارى كلينتون إن واشنطن تدعو إلى الهدوء فى البحرين، خاصة وأنها تشعر بقلق من
العنف الطائفى، مؤكدة على أن استخدام العنف من أى طرف سيزيد الوضع ويصعب الوصول إلى
حل سياسى.
وقالن كلينتون "نصيحتنا إلى كل الأطراف الدخول فى تفاوض حول الحل
السياسى"، معربة عن أسفها من أن الحوار المزمع عقده بين الحكومة البحرينينة
والمعارضة لم يبدأ بعد، وطالبت بضرورة التوصل لحل سلمى.
وأشارت وزيرة
الخارجية الأمريكية إلى أنها أجرت تصالا بنظيرها السعودى الامرير سعود الفيصل،
لافتة إلى وجود أتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجى لمساعدة بعضها البعض، وقالت إن
الترتيبات الأمنية لا يمكن أن تكون بديلا للحل السياسى.
وكشفت كلينتون عن
وجود مسئول أمريكى رفيع المستوى حاليا فى البحرين، يعمل مع جميع الأطراف، وجددت
تأكيده على أن لا يمكن حل المشكلة البحرينية من خلال الحل الأمنى وحده، وإنما من
خلال الحل السياسى.
وردا على سؤال حول موقف واشنطن من تطورات القضية
الفلسطينية، قالت كلينتون إن إدارة الرئيس باراك أوباما ملتزمة التزاما كاملا ببذل
كل ما فى وسعها لخلق مناخ مؤات لحل الدولتين بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى"،
مؤكدة أن الوقت قد حان كثيرا لذلك، وقالت "نحن مصممون للسير فى هذا المسار الذى فى
مصلحة الجميع خاصة الفلسطينين الذين يستحقون أن يكون لهم دولتهم الخاصة