bosy نائب المدير
الدولة : مصر عدد المساهمات : 13492 تقيم المشاركات : 0 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 العمر : 35
| موضوع: دليل المواطن لبيع صوته فى الانتخابات الأحد مارس 13, 2011 7:39 am | |
| دليل المواطن لبيع صوته فى الانتخابات
هذه العبارة وغيرها من العبارات المشحونة بالألم تتردد فى مقر جمعية «العالم بيتى» المهتمة برعاية سكان المقابر.
الجمعية تقع فى قلب منطقة مقابر الإمام الشافعى، وتعمل منذ 6 سنوات على تقديم المساعدات المادية والغذائية بشكل أساسى لسكان هذه المنطقة».
يُقدر عدد هؤلاء السكان بنحو مليون ونصف المليون مواطن، وبالنسبة لهم فإن «معنى الثورة هو حصولهم على مسكن كريم» طبقا لمدحت حامد رئيس مجلس إدارة الجمعية.
شرح مدحت أهداف مبادرة «المشاركة الشعبية فى الديمقراطية ــ لا تبع صوتك»، التى بدأتها الجمعية بعد الثورة، وتشمل عقد عدد من ورش العمل والندوات لسكان المقابر لتوعيتهم بعدم بيع أصواتهم فى الانتخابات المقبلة، وتعتمد على عنصر التحفيز لمخاطبة هذه الفئة وإمدادهم بهذه الجرعة السياسية، كدعوة السكان للحضور لمقر الجمعية للحصول على «شنط» بها مساعدات غذائية، وبعدها تعقد ندوة توعية لعدم شراء الأصوات.
ناهد سيدة فى الثلاثينات من عمرها تسكن فى «حوش» منذ 15 عاما مع زوجها وأولادها الأربعة، لا يتجاوز أجر زوجها الذى يعمل فى جامع فى أثر النبى تابع لوزارة الأوقاف الـ 200 جنيه، وتعمل هى «باليومية» فى غسل السجاجيد أو تنظيف السلالم.
قالت ناهد: «نحتاج على الأقل إلى 8 جنيهات كل صباح عشان العيال اللى رايحة المدارس»، علاوة على أنهم يدفعون «إيجار انتفاع» للأوقاف نظير سكنهم فى المقبرة.
حضرت ناهد إحدى الندوات التى عقدتها جمعية «العالم بيتى» وبدت متحمسة لما سمعته «مش هبيع صوتى فى الانتخابات، الـ20 ولا 50بـ جنيها اللى هيشترونى بيها دى هتصرف علينا كام يوم وخلاص، لكن كده هضر البلد وأضر عيالى».
يشير مدحت حامد إلى أن الجمعية تحاول أن «تسد حاجاتهم الأولية حتى لا يفكروا فى بيع أصواتهم، فليس من السهل أن تقوم فى مصر ثورة أخرى ولا أن يسقط شهداء من أجلها، وفى النهاية لا ننتبه إلى استغلال سطوة المال لهؤلاء الفقراء والمحتاجين وتشكيل مجلس شعب مزور مرة أخرى».
وقال أشرف، أحد سكان المقابر ومصاب بالسرطان، «فيه ناس غلابة أوى، محتاجة حتى 20 جنيها بتاعة الانتخابات».
والمنطق الذى ربما يحكم أو يبرر هذا السلوك حسب ما ذكر أشرف، «الناس دلوقتى عرفت إن الريس واللى معاه كانوا حرامية، وبيقولوا أكيد اللى جايين كمان هيسرقوا، واكتشفنا أن البلد دى فيها فلوس كتير، واحنا هنا تعبانين».
تشرح منى حسنى، مسئولة العلاقات العامة بالجمعية، أن عددا كبيرا من سكان المقابر يتعاملون مع الثورة وكأنها «فُرجة»، بل وكأنها تحدث فى بلد آخر.
وتابعت أن توعيتهم بعدم بيع أصواتهم يجب أن يصاحبه اهتمام بعمل مشروعات صغيرة لأهالى هذه المنطقة، حيث يعانى عدد كبير منهم من البطالة والعمل غير المنتظم بـ«اليومية».
الجمعية تقوم هذه الأيام بترتيب ميعاد ندوة جديدة، وترحب بمتطوعين مهتمين بالتوعية السياسية للمهمشين، وإن كانت هذه الجمعية تختلف عن كثير من الجمعيات الأهلية ذات المقار الفخمة والإمكانات الوافرة، حيث لا تزيد مساحة «العالم بيتى» على 15 مترا فى قلب منطقة فقيرة يعانى أهلها من كل آفات التشرد، التى لم يجدوا لها حلا سوى الاحتماء داخل المقابر.
| |
|