أطلقت قوات الأمن الرصاص في الهواء لتفريق نحو 400 شخص يحتجون ضد الزعيم الليبي معمر القذافي في حي بالعاصمة طرابلس مساء أمس.
ووقعت الاشتباكات في حي تاجوراء في شرق طرابلس حيث أبلغ سكان في السابق عن اشتباكات وقعت بين معارضين للقذافي والقوات المواليةله.
وهتف
المتظاهرون بشعارات مناهضة للقذافي بينما لوحوا بالعلم ذي اللون الأخضر
والأسود والأحمر الذي صار رمزا للثورة ضد حكم القذافي الذي تجاوز أربعين
عاما.
وظهر رسم على أحد الجدران بالميدان الذي تجمع فيه المتظاهرون
وتحته عبارة تقول "اللعبة انتهت" موجهة للقذافي في تقليد للشعارات التي
استخدمت في احتجاجات في مصر وتونس المجاورتين وأطاحت برئيسي البلدين. وبعد
دقائق معدودة وصلت عدة سيارات رياضية الى الميدان الذي وقعت فيه الاحتجاجات
ثم قفز من كانوا بهذه السيارات ممن يلفون شارات خضراء حول رؤوسهم واطلقوا
النار في الهواء في محاولة لفض الاحتجاج.
وفي غضون ذلك أقرت حكومات
الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حزمة من العقوبات على الزعيم الليبي معمر
القذافي وأقرب مستشاريه مساء أمس من بينها حظر على الأسلحة والسفر إلى
الدول الأعضاء بالاتحاد.
ووافقت دول الاتحاد كذلك على تجميد أصول
القذافي وأفراد عائلته وحكومته، وعلى حظر بيع مواد يمكن استخدامها ضد
المتظاهرين مثل الغاز المسيل للدموع ومعدات مكافحة الشغب.
وأوضح
دبلوماسيون أنه تم تقديم موعد التصديق على القرار الذي تمت الموافقة عليه
أثناء اجتماع لوزراء الطاقة بدول الاتحاد في بروكسل لضمان تنفيذ الاجراءات
بأسرع وقت ممكن.
وقال وزير التنمية المجري تماس فيليجي الذي تتولى
بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا إن البلدان السبعة والعشرين أعضاء
الاتحاد اعتمدت رسميا العقوبات التي وافق عليها مجلس الأمن التابع للأمم
المتحدة السبت الماضي، وتشمل حظرا للسفر وتجميد الأصول. وأضاف فيليجي في
مؤتمر صحفي إن أعضاء الاتحاد زادوا على ذلك بتوسيع حظر منح تأشيرات دخول
لعشرة افراد اخرين بالاضافة لعدد 16 شخصا على قائمة الامم المتحدة وكذا
توسيع تجميد الاصول ليشمل 20 فردا إضافة الى القذافي وخمسة من أعضاء
عائلته.
وفي واشنطن، أكد مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية
"البنتاجون" أمس إن الجيش الأمريكي أعاد نشر قواته البحرية والجوية حول ليبيا.
وقال
الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم البنتاجون "لدينا مخططون يعملون وخطط
طوارئ مختلفة، وأعتقد أنه من المؤكد القول إنه في هذا الإطار نحن نعيد نشر
قواتنا كي نتمكن من توفير قدرات مرنة بمجرد اتخاذ قرارات كي نتمكن من توفير
خيارات ومرونة".
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية
هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مساء امس في جنيف أن قضية فرض حظر جوي على
ليبيا من بين الاحتمالات المطروحة و أننا نعمل على المضي في هذا الاتجاه
لتضييق الخناق على القذافي.
و وردا على سؤال لـ"الأهرام" حول التحركات
البحرية و الجوية للأسطول الأمريكي قرب ليبيا و هل يعني ذلك إمكانية التدخل
العسكري، قالت كلينتون إن التدخل العسكري ليس من الخيارات المطروحة وما هو
مطروح مساندة عسكرية لبرنامج ضخم لمساندة العملية الانسانية و التي قد
تتضمن عمليات إنقاذ قد تتطلب قدرات البحرية الأمريكية وقالت هيلاري إنها
بحثت في جنيف مع الأوروبيين الاجراءات التي يمكن أن تحكم القبضة على
القذافي و تضيق عليه الخناق و تجعله هو و نظامه مسئولاً أمام العدالة، في
ما قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض امس إن الخروج للمنفى من ضمن
الخيارات المتاحة أمام الزعيم الليبي امتثالا للمطالب الدولية الخاصة
بالتنحي عن السلطة.