حواس: الحكومة الجديدة لديها التزام نحو الشعب لحماية الآثار المصريةأكد الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار
أن الحكومة الجديدة لديها التزام نحو الشعب لحماية الآثار المصرية سواء
كنت بالوزارة الجديدة أم لا، موضحاً أن غياب الشرطة عن دورها في حماية
الآثار وكنوز مصر القديمة التي تتعرض للسرقة والتخريب يجعل أي وزير للآثار
مكبل اليد تجاه اتخاذ أي إجراءات لحمايتها لعدم توفر الإمكانات.
وقال
حواس - في تصريحات له يوم الجمعة - إن الشرطة '' لا تفعل ما فيه الكفاية،
أو أي شيء لحماية الآثار والكنوز المصرية القديمة، ولا يمكنني أن أظل
واقفاً فيما تحدث هذه الأمور''، مضيفاً أن عشرات المواقع تعرضت للسرقة
والتخريب منذ بداية ''ثورة 25 يناير''.
وأوضح
أنه سيضع نفسه تحت تصرف رئيس الوزراء الجديد الدكتور عصام شرف لاتخاذ ما
تراه هذه الحكومة مناسباً لحماية الآثار المصرية بأي شكل وبأي وضع كان.
وأشار
إلى أن همه الأول كعالم آثار يحب بلده هو حماية تراث مصر العظيم والآثار
المصرية التي يعشقها كأثري يعرف قيمة وتراث وحضارة هذا البلد العظيم، لكن
المنصب ليس من اهتماماته، والمهم سواء كان في المنصب أم لا هو اتخاذ كل ما
يلزم لحماية تراث مصر الأثري العظيم.
وأوضح حواس أنه أصدر بياناً
مفصلاً يتضمن مضمون التقارير التي تلقاها كوزير عن حالة الآثار المصرية
ومحاولات النهب والسرقة والتدمير التي تعرضت لها العديد من المتاحف المصرية
وبعض المناطق الأثرية، مشيراً إلى أنه خلال الأسبوع الأول من ثورة الخامس
والعشرين من يناير 2011، تم الإبلاغ عن عمليات سرقة للآثار بمخزن ''القنطرة
شرق'' المتحفي بسيناء وكذلك بالمتحف المصري بالقاهرة، ومع مرور الوقت
تصاعدت عمليات التعدي على مواقع الآثار ومخازنها إلى الحد الكارثي، حيث لم
تتوقف محاولات لصوص الآثار من استغلال الموقف الأمني المتردي في كافة المواقع الأثرية ومخازنها.
وبالنسبة
للمتحف المصري بالقاهرة، قال الدكتور زاهي حواس إنه في صباح يوم 29 يناير
دخلت حجرة المراقبة بالمتحف المصري، ورأيت من خلال كاميرات المراقبة القطع
الأثرية ملقاة على الأرض في حجرات وردهات المتحف، ولكن كانت كافة القطع
الأثرية الهامة تبدو من الوهلة الأولى سليمة، ولم يبدو اختفاء قطع أثرية من
المتحف، لذا أعلنا أن المتحف المصري آمن وشرعنا في عمل الجرد للتأكد.
وأضاف
حواس أنه مع المراجعة المبدئية لمحتويات الفتارين المحطمة ومقارنتها
بسجلات المتحف وكذلك قاعدة بيانات المتحف، تبين اختفاء ثماني قطع أثرية من
المتحف، وتم استعادة أربع قطع منها، حيث تم العثور على جعران القلب للمدعو
''يويا''، وجزء من تمثال المعبودة ''منكريت'' تحمل تمثال صغير للملك ''توت
عنخ آمون'' في حديقة المتحف بالقرب من بازار المتحف''.
وأوضح أنه كان
قد عثر أيضا على تمثال شاوبتي للمدعو ''يويا'' أسفل إحدى الفتارين داخل
المتحف، أما تمثال الملك ''أخناتون'' يحمل مائدة قرابين، فقد عثر عليه شاب
صغير السن كان من بين المتظاهرين ليلة 28 يناير، ووجده بالقرب من السور
الجنوبي للمتحف بميدان التحرير فما كان من أسرته، إلا أن أبلغت وزارة
الدولة لشئون الآثار بالواقعة وتم ترتيب لقاء لإعادة التمثال للمتحف
المصري.
وتابع ''أننا الآن في انتظار التقرير النهائي عن المفقود من
المتحف، والذى يقوم بإعداده قسم التسجيل وإدارة المجموعات الأثرية بالمتحف
تحت الإشراف الكامل لمدير عام المتحف، ومن المتوقع الانتهاء من هذا التقرير
يوم الأحد القادم ''.
وعن المخازن المتخفية، قال الدكتور حواس إن
المخازن عانت من هجمات عديدة على يد لصوص الآثار ومن هذه المخازن، فمخزن
القنطرة شرق بسيناء، اقتحمه اللصوص وسرقوا عدة صناديق مملوءة بالآثار،
ولحسن الحظ استعدنا 292 قطعة أثيرة، كما تعرضت مجموعة من مقابر منطقة سقارة
لعدة هجمات خلال عشرة أيام فقط، كسر فيها اللصوص أقفال هذه المقابر.
وأضاف
أن مخزن بعثة متحف المتروبوليتان بدهشور والمعروف بمخزن ''دي مورجان''
تعرض للهجوم مرتين قام خلالهما لصوص الآثار بتقييد حراس الآثار وشل حركتهم،
كما تعرض مخزن البعثة التشيكية للهجوم ودخله لصوص الآثار، وتعرض أيضا مخزن
''سليم حسن'' بالجيزة للهجوم وتحطيم أبوابه ودخله اللصوص يوم 1 مارس 2011،
حيث كان اللصوص مسلحين بالرشاشات، في حين حراس الآثار كانوا غير مسلحين.
وأشار
الدكتور زاهي حواس إلى أن مخازن تل بسطة ووادي فيران بالقرب من شرم الشيخ
تعرضت للهجوم ودخلهما لصوص الآثار، موضحا أن مفتشى الآثار بالمواقع سالفة
الذكر يقومون بجهد كبير في مراجعة كافة محتويات هذه المخازن ومراجعتها من
خلال سجلات الآثار وذلك لتحديد المفقود من الآثار.
وعن مواقع الآثار الفرعونية ، قال الدكتور حواس إن العديد من مواقع الآثار
الفرعونية لعمليات من التخريب والسرقة منها مقبرة ''كن آمون'' بتل المسخوطة
من الإسماعيلية، فقد دمرها اللصوص تماما، وهى المقبرة الوحيدة بالمنطقة من
عصر الأسرة الـ 19.
وأضاف حواس أن لصوص الآثار دخلوا مقبرة
''إيمبي'' بالجيزة بالقرب من تمثال ''أبو الهول'' ، كما حاول اللصوص تدمير
مقابر أخرى بالجيزة، إلا أن محاولاتهم فشلت.
وأشار حواس إلى أنه تم
سرقت عدة قطع حجرية منقوشة من الباب الوهمي لمقبرة ''حتب كا''، وقطع حجرية
منقوشة من مقبرة ''بتاح شبسس'' بأبو صير، كما ألقى حراس الآثار بمنطقة
''نخن'' القبض على العديد من لصوص الآثار، فيما حاول لصوص الآثار سرقة
تمثال'' رمسيس الثاني''، إلا أن الأثريين والحراس طردوهم.
وأوضح
الدكتور زاهي حواس إلى أن لصوص الآثار أحد المواقع الأثرية بشمال سيناء،
كما هاجم لصوص الآثار منطقة أبيدوس وقاموا بالحفر خلسة ليلاً بالمواقع
الأثرية، وبلغ عمق بعض هذه الحفر حوالى 5 أمتار، كما قام أهالي القرية
المجاورة لهرم الملك ''مرنرع'' جنوب سقارة بالتعدي بالبناء على أراضي
الآثار، كما تعدوا أيضا على أراضي الآثار جنوب مصطبة فرعون، ووردت أيضا
تقارير عن أعمال حفر خلسة في مناطق الإسكندرية، والإسماعيلية والواحات
البحرية والشرقية وأبو صير ودهشور.
وعن الآثار الإسلامية، قال
الدكتور زاهي حواس إن الآثار الإسلامية عانت كثيراً خلال هذه الأزمة، فخلال
الأزمة حرق قسم شرطة الجمالية، وهو القسم الذى كان قائماً على منع مرور
السيارات بشارع المعز لدين الله ومع انعدام التواجد الشرطي بالمنطقة عادت
السيارات لدخول الشارع الذى أنفقت الدولة ملايين من الجنيهات لترميم مساجده
وجوامعه ومدارسه وبقية المباني الأثرية.
كما تم تحطيم سبيل ''على بك
الكبير'' بطنطا، حيث حطمت شبابيكه الأثرية وأثاثه وبوابته الحديدية، و عثر
على أجزاء من نوافذ السبيل مع أحد الباعة الجائلين بالمنطقة، فيما تعرضت
وكالة ''كوم الناضورة'' للتلف والهجوم، وكالة ''الجداوي'' بإسنا تعرضت
للهجوم وحطمت أقفالها، بالإضافة لتعرض خان الزكارشة والذى يضم مجموعة من
البيوت الإسلامية، للهجوم بواسطة 50 شخصاً مسلحاً ولايزال هؤلاء المجرمين
متجمعين أمام الخان.
وأوضح الدكتور حواس أن مجموعة من المجرمين حطموا
بوابة ''وكالة الحرمين'' بمنطقة الحسين يوم 14 فبراير الماضي، حيث تعاون
رجال الجيش مع الأوقاف والآثار فى أبعاد المجرمين عن الوكالة، مشيرا إلى
أنه على الرغم من كل هذا الدمار الذي تعرضت له مخازن ومواقع مصر الأثرية،
إلا أن كافة الكنائس والمعابد اليهودية لم يمسها أي أذى وهى آمنة وسليمة
حتى الآن.
ووجه الدكتور زاهي حواس تحية إشادة وتقدير إلى حراس الآثار
وقوات الأمن بالمواقع الأثرية على الرغم من أنهم غير مسلحين، الأمر الذى
يجعلهم غير فعالين في مواجهة عصابات الآثار المسلحة ، ويزيد الأمور خطورة
وتعقيدا نتيجة غياب رجال الشرطة الذين يملكون قدراتهم مادية في الاضطلاع
بمهامهم في حفظ الأمن وحماية المواقع الأثرية ، موضحا أن الأمر جد خطير
الآن، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لحماية مواقعنا الأثرية وتراثنا بالتعاون
مع قوات الجيش والمواطنين المصريين الشرفاء وما تبقى من عناصر الشرطة.