اتهمت الولايات المتحدة الحكومة الايرانية بالنفاق
والكذب وشن حملة انتهاكات «صارخة» لحقوق الإنسان. وأدان البيت الأبيض بقوة
في بيان له أمس الأول ما وصفه بـ «حملة الترويع المنظمة» والاعتقالات من
جانب الحكومة الإيرانية ضد جماعات المعارضة والنشطاء السياسيين والمدافعين
عن حقوق الانسان وزعماء الطلبة والصحفيين. وقال البيان- الذى جاء على لسان
تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي فى البيت الأبيض إن الحكومة
الايرانية تواصل أيضا حرمان مواطنيها من امكان الوصول إلى المعلومات من
خلال التشويش على البث الفضائي وحجب مواقع الانترنت. وأكد أن الولايات
المتحدة والعالم سيشهدان على الانتهاك السافر الذى ترتكبه الحكومة
الإيرانية فى حق مواطنيها ونفاقها المتواصل. ودعا البيان السلطات الإيرانية
إلى السماح بفتح حوار فعال بين مواطنيها وحرية الحديث والتجمع دون خوف
مؤكداً أن الايرانيين يستحقون نفس العدالة والحقوق التي تمجدها حكومتهم في
الخارج.
ومن جانبه، اتهم الزعيم الإيرانى محمود احمدى نجاد الولايات
المتحدة بقتل المتظاهرين فى الانتفاضات الشعبية فى مختلف أنحاء العالم
العربى وذلك بصنع أسلحة و تسليمها لما وصفهم بـ «الحكام المستبدين». وألقى
الزعيم الإيرانى باللائمة على الولايات المتحدة وحلفائها لفرض رموز
الديكتاتورية فى دول المنطقة مشيراً إلى أنهم حالياً فى قبضة الثورات
القاتلة . ونقلت وكالة أنباء"فارس"الإيرانية عن نجاد قوله: هؤلاء الحكام
المستبدون القادرون على قتل شعوبهم، قادرون أيضاً على شراء أسلحة من
الولايات المتحدة وحلفائها وأضاف انه لابد من مساءلة واشنطن وحلفائها لفرض
هيمنتها على هذه الدول طوال الثلاثين والاربعين عاماً الماضية.
فى الوقت
نفسه، كشفت جماعة حقوقية عن أن زعيمي المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي
ومهدي كروبي تم نقلهما سرا من منزليهما حيث كانا يخضعان للاقامة الجبرية
منذ أكثر من أسبوعين. ونقلت الجماعة - المعروفة باسم"الحملة الدولية
لحقوق الانسان"في ايران و التى تعمل في الولايات المتحدة وألمانيا - عن
مصادر مطلعة قولها ان موسوي وكروبي وزوجتيهما تم نقلهم من منزليهم إلى منزل
امن في منطقة قريبة من طهران. وقالت المصادر ان زعيمى المعارضة لم يتعرضا
لاي انتهاكات جسدية وان المكان ليس سجنا. ولم ترد اي معلومة رسمية عن مكان
وجودهم. كما أكد موقع كروبى الإلكترونى « سهام نيوز دوت أورج » أن جيران
زعيم المعارضة شاهدوا ثمانية من قوات الأمن الإيرانية تنقل كروبى وزوجته من
منزلهما عبر سيارة فى منتصف ليلة الخميس الماضى. ووضعت السلطات الإيرانية
موسوى وكروبى تحت الإقامة الجبرية لمنعهما من دعوة انصارهما إلى تنظيم
احتجاجات مناهضة للحكومة وقد قطعت جميع خطوط الاتصالات الهاتفية وشبكات
الإنترنت عن منزليهما.
ومن باريس أكد كبار المسئولين الامريكيين ونخبة
من الشخصيات السياسية الأوروبية - في مؤتمر دولي كبير نظمه المجلس الوطني
للمقاومة الايرانية في باريس - أن التغيير الديمقراطي في ايران على يد
الشعب الايراني يضمن السير نحو الديمقراطية والحرية التي اجتاحت منطقة
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم الإسلامي.
ومن جانبه ، صرح مجتبى
أمانى رئيس البعثة الايرانية بالقاهرة بأن التطورات التى شهدها العديد من
البلدان العربية نتيجة التغييرات السياسية الأكثر تأثيرا فى مصر وتونس
ستعمل على إنشاء «شرق أوسط» جديد بمفاهيم المنطقة وليس بمفاهيم الولايات
المتحدة الأمريكية أو إسرائيل. وقال أمانى إن ثورة 25 يناير فى مصر وما
أحرزته سيحدث تغييرات اقليمية فى المنطقة يمكن أن تساهم فى خلق أوضاع جديدة
قد تؤدى إلى تطوير العلاقات مع ايران مشيراً إلى أن الوضع الراهن الذى تمر
به مصر غير مناسب لطرح موضوع تطوير العلاقات بين مصر وإيران.