قالت الدكتورة ليسا آندرسون، رئيسة الجامعة
الأمريكية بالقاهرة والمتخصصة في الشأن الليبي،إن وفاة العقيد معمر القذافي،
الرئيس الليبي، هي "السبيل الوحيد لتنحيه عن السلطة"، مؤكدة أن وفاته ستترك "إرثًا
من الفوضى وعدم الثقة في ليبيا التي سيكون من الصعب جدا تجاوزها".
وذكرت ليسا، في مقالها بصحيفة "نيويورك تايمز"
الأمريكية بعنوان "نقاط التسوية" على خلفية نقاش إلكتروني أجرته الصحيفة، أمس
الأول، أن نظام القذافي عمل على "إحباط منهجية تطوير المؤسسات المستقرة والمجتمع
المدني والجمعيات الاقتصادية"، مضيفةً أن هناك الكثير من النقاط للوصول للتسوية في
ليبيا.
وفي فقرة "من سيحكم؟"، قالت آندرسون إنه في ضوء
سنوات العزلة ونظام العقوبات الدولية، أصبح جيل الثلاثينات والأربعينات في ليبيا
يعاني من "ضعف التعليم" وعدم التأهل لتحمل المسئولية في نظام جديد، مؤكدةً أن أفضل
وألمع الشخصيات قد انضمت إلى جدول أعمال سيف الإسلام القذافي؛ إلا أن معظمهم
سيخسرون كل شيء بعد سقوط نظام "القذافي".
وأشارت إلى أن "المعارضة الليبية" عملت بإخلاص في
المنفى، وإن كانت بلا جدوى إلى حد كبير، معتبرةً أنها كانت بمثابة ضمير العالم الذي
يدعو لمحاسبة الحكومات التي تغض البصر عن الأعمال الوحشية التي ارتكبها النظام
الليبي.
وأوضحت آندرسون أن البعض كان يأمل في إعادة إعمار
ليبيا بمساعدة جيرانها، إلا أن تونس ومصر، والكثير من الدول غير المستقرة في
المنطقة، لديها ما يشغلها من الأمور العاجلة مثل عودة العمال وتدفق اللاجئين عبر
الحدود، معتبرةً أن تلك اللحظة "مناسبة" لاختبار قدرة الأمم المتحدة في "مسئولية
حماية المواطنين" من الحكومات "المفترسة"، مما يتطلب تدخلا "مؤقتا ومنصفا وغير
مغرض" من جانب المجتمع الدولي.
وفي حديثها مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قالت
آندرسون إنه "خلافاً لما حدث في تونس ومصر من سقوط النظام، فالوضع في ليبيا سيؤدي
إلى اندلاع حرب أهلية"، على حد قولها.