قوات القذافي تتقدم في راس لانوف والزاوية
المجلس الوطني للثوار يطالب الجامعة العربية بالموافقة علي الحظر الجوي






اعترف ثوار ليبيا أمس انهم تراجعوا 20 كيلو مترا عن مواقعهم في ضواحي مدينة
راس لانوف النفطية بسبب القصف الجوي الذي تعرضت له المدينة طوال الليل.


ذكر أربعة من المقاتلين ان الانسحاب جاء بسبب القصف العنيف وعقب قتال ضاري ضد القوات الموالية للقذافي.


أوضح مراسل وكالة الأنباء الفرنسية ان سحب كثيفة تغطي أجواء المدينة بسبب حريق نشب في مصفاة للنفط خلال القصف الجوي.


وفي مصراتة يسود المدينة الهدوء بعد أن صد الثوار هجوما شنته القوات الموالية للقذافي أول أمس.


وفي الزاوية استعادت قوات القذافي سيطرتها علي المدينة.. وقامت باصطحاب
مراسلين أجانب إلي ضواحي المدينة لزيارتها والتأكد من سيطرتهم عليها.


وكان أحد المقاتلين التابعين للثوار قد وصف ما فعلته قوات القذافي في
الزاوية بأنه بمثابة مذبحة حيث قصفتها بالطائرات والدبابات بشكل متواصل مما
أجبر الثائرين علي التقهقر.


وأفادت الأنباء ان قوات القذافي تتقدم منذ صباح أمس علي طول الساحل الليبي وهو ما يدفع ميليشيات الثوار للتقهقر إلي الخلف.


وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية انه رأي خمسة من الثوار الليبيين المتطوعين للقتال لكنهم لا يمتلكون أية أسلحة.


وأشار إلي أن احدهم أبلغه انه لم يتلق تدريبا عمليا علي القتال غير انه
يتقدم مع الثوار وفي حال اصابة احدهم سيأخذ سلاحه للمشاركة في المعارك.


من جهة أخري أعلن التليفزيون الليبي أمس ان العقيد معمر القذافي استقبل
مبعوثا للرئيس اليمني علي عبدالله صالح حيث سلمه رسالة من الرئيس اليمني.


الثوار يناشدون الجامعة العربية


في الوقت نفسه حث المجلس الوطني الليبي أمس الجامعة العربية علي
الاعتراف به كممثل شرعي للشعب الليبي بدلا من نظام العقيد معمر القذافي.


ودعا في رسالة تلقاها عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية إلي
ضرورة إعلان الدول العربية مساندة إقامة منطقة للحظر الجوي في ليبيا
للحيلولة دون استمرار القصف الجوي لطائرات القذافي ضد المدن "المحررة" التي
يسيطرون عليها.


وكان عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية قد أعلن في تصريحات
نشرتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية أمس تأييد لفرض حظر جوي علي ليبيا
مشيراً إلي أن اختيار الجهة التي ستفرض الحظر يتوقف علي قرار مجلس الأمن.


وأوضح انه يتحدث عن حملة إنسانية تدور حول فرض منطقة حظر طيران فوق
ليبيا لمساعدة الشعب الليبي في كفاحه من أجل الحرية ضد نظام يزدري
الإنسانية بشكل متزايد.


وكانت الخارجية الجزائرية قد أعلنت أمس رفضها لاستصدار قرار من الجامعة
العربية بفرض حظر جوي علي ليبيا معربة عن قلقها إزاء موقف بعض الدول
العربية من الأزمة الليبية.


وذكر مصدر دبلوماسي عربي أمس ان دولا عربية بدأت اتصالات مع المجلس
الوطني الليبي للتعرف علي أفكاره ورؤيته لمستقبل ليبيا بعد رحيل العقيد
القذافي.


أشار المصدر ان الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب سيبحثون
الاعتراف بالمجلس الوطني للثوار كممثل شرعي لليبيا.. مشيرا إلي أن هذا
الأمر يلقي دعما من دول عربية لم يذكرها.


وأوضح انه من المبكر الاعتراف بالمجلس الوطني للثوار.. خاصة ان دول
الخليج تمهلت في اتخاذ هذه الخطوة مفضلة عرض الأمر علي الجامعة العربية
لاتخاذ موظف جماعي.


وذكر المصدر ان دول المشرق العربي تتحفظ علي منح غطاء عربي للدول
الغربية لفرض حظر جوي علي ليبيا خشية أن تتحول ليبيا إلي عراق آخر أو أن
يكون ذلك مدخل للتدخل الأجنبي.


تحذير ألماني


وفي جودلو حذر وزير الخارجية الألماني جيرو فيستر فيله أمس من مغبة
المشاركة الأوروبية في التدخل العسكري في ليبيا خشية أن يعطي ذلك انطباعا
بوجود "حملة صليبية" ضد مسلمين!!


جاء ذلك في تصريحات أدلي بها فيستر فيله خلال زيارته للمجر أمس مشيراً إلي أن ألمانيا لا تريد أن تنزلق في حرب في شمال افريقيا.


من جانبه أكد وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت ان رئيس الوزراء
الإيطالي سيلفيو برلسكوني أخطأ بانتقاده طلب الاتحاد الأوروبي بجعل المحكمة
الجنائية الدولية تحقق في جرائم حرب ارتكبها القذافي بادعاء ان ذلك سيزيد
الضغوط عليه ويصعب من عملية استقالته سلمياً.


وأشار ان برلسكوني أخطأ عندما شكك في قرارات يعتبر طرفا فيها.


وفي واشنطن ذكرت الخارجية الأمريكية ان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية
سوف تلتقي مع محمود جبريل القائم بأعمال وزير الخارجية الليبي خلال زيارتها
لباريس.. وذلك طبقا لما ذكره عبدالرحمن شلقم المندوب الليبي السابق في
الأمم المتحدة.


وفي نيويورك ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ان هزيمة القذافي
وحكومته قد تراجعت في إطار محاولته التصدي لأقوي التحديات التي واجهته خلال
42 عاما من حكمه لليبيا.


أشارت الصحيفة ان القذافي أخمد المظاهرات ضده في طرابلس واستعاد مدينة
الزاوية من أيدي الثوار.. موضحة ان صفوف الثوار قد تصدعت بعد الهجوم العنيف
الذي شنته عليهم القوات الحكومية.


وفي لندن رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس بتشكيل لجنة تابعة
لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في التعديات علي حقوق
الإنسان في ليبيا.


ودعا هيج النظام الليبي لدعم وتسهيل عمل اللجنة حتي تبدأ التحقيقات في أسرع وقت ممكن.


وساطة افريقية


وفي أديس أبابا ذكر بيان أصدره زعماء جنوب افريقيا وأوغندا وموريتانيا
والكونغو ومالي أمس انهم سيشكلون وفداً سيقوم بزيارة إلي ليبيا للمساعدة في
انهاء العنف الدائر هناك.


وأشار البيان ان الوفد سيلتقي مع مختلف الأطراف في ليبيا من أجل التحاور معهم للتوصل إلي مخرج سريع للأزمة الليبية الراهنة.


وفي نيويورك أعرب عبدالإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم
المتحدة إلي ليبيا أمس عن أمله في أن تنجح جهوده في وقف القتال وانهاء
معاناة المدنيين في ليبيا ومعالجة احتياجاتهم الإنسانية والحفاظ علي وحدة
الشعب الليبي والسلامة الإقليمية لليبيا.


وأشار في مؤتمر صحفي انه سيبدأ في أقرب وقت اتصالاته مع المجموعتين العربية والافريقية لتنسيق الجهود الدولية لمساعدة الشعب الليبي.