واشنطن: الخيار العسكري ضد القذافي ليس بعيدًا.. و«الاتحاد الأوروبي» يبحث إرسال قوة تدخل إنساني
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة
مستعدة لاتخاذ خطوات تتجاوز السعي لتعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق
الإنسان التابع للأمم المتحدة في محاولة لوقف العنف في البلاد، ولم تذكر
الوزارة أية تفاصيل أخرى.
في حين أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلفاءها
يدرسون جدوى كل الخيارات بشأن ليبيا، بما في ذلك الخيار العسكري وفرض
منطقة حظر طيران، ردا على الأزمة الليبية.
وحثت بريطانيا المجتمع الدولي على مممارسة المزيد من الضغوط
على الزعيم الليبي، معمر القذافي، الخميس، وقال الاتحاد الأوروبي إنه يبحث
إرسال قوة تدخل إنساني إلى ليبيا.
ودعا وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، إلى إجراء تحقيق
دولي في العنف، الذي تمارسه ليبيا، في حين كثفت قوات القذافي حملتها،
المستمرة منذ أسبوع لقمع المحتجين، الذين يطالبون بإنهاء حكمه، المستمر
منذ 41 عاما.
وقال «هيج» لــ «بي.بي.سي» إنه على المجتمع الدولي أن «يزيد
الضغوط على نظام يرتكب بكل المعايير جرائم خطيرة». وأضاف أن فظائع ارتكبت
وأن احتمالات عدم بقائه سياسيا باتت كبيرة. وأضاف: «سنبحث عن سبل لمحاسبة
المسؤولين عن هذه الأفعال.. كما نرغب في شكل من أشكال التحقيق الدولي»
وقال وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، إن بلاده تبحث مع
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي كيفية تنسيق السبل لإخراج أشخاص من عدد من
الدول المختلفة من ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
يذكر أن الحكومة البريطانية تعرضت لانتقادات شديدة في الداخل
بسبب تعاملها البطيء في إجلاء الرعايا البريطانيين من ليبيا، حيث تخلفت
عمليات الإنقاذ، التي أجرتها، عن مثيلاتها في الدول الأوروبية الأخرى،
واعتذر رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، عن هذا التأخير.
كانت لجنة أزمات رفيعة المستوى تابعة للحكومة البريطانية قد
اجتمعت لمناقشة الأزمة الليبية. وتعمل الحكومة البريطانية على إجلاء نحو
170 عامل نفط بريطانيا يعملون في مخيمات صحراوية نائية في ليبيا وبعضهم
طلب المساعدة بعدما نهب لصوص سياراتهم ومؤنهم.
ونقلت قناة «سكاي نيوز»، عن مصادر، قولها، إن قوارب البحرية
البريطانية، وهي من وحدات القوات الخاصة، مستعدة لعملية إنقاذ ممكنة في
ليبيا، لكن الحكومة البريطانية لم تعلق على الأمر. وشدد وزير الدفاع
البريطاني على إن القيام بعملية إنقاذ عسكرية يعتمد على الوضع على الأرض.
وأكد في مقابلة تلفزيونية مجمعة أنه «إذا استطعنا نقل
الأشخاص برّا وإدخالهم إلى مصر أو إلى تونس، فهذا سيكون بكل وضوح أقل
خطورة». وأضاف: «من الصعب معرفة نوع دفاعاتهم الجوية في ليبيا. يجب أن
نقلل المخاطر إلى أدنى مستوى بالنسبة لقواتنا المسلحة ونحاول في نفس الوقت
ضمان أعلى مستوى لسلامة المواطنين البريطانيين»
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الفرقاطة البحرية
البريطانية في ميناء بنغازي الليبي واستقبلت أكثر من 100 بريطاني، وأضافت
أن ثلاث طائرات تحمل بريطانيين غادرت طرابلس، الخميس.
وفي بروكسل قال مسؤولون كبار إن الاتحاد الأوروبي يدرس عدة
خيارات لإجلاء ما بين خمسة آلاف وستة آلاف أوروبي ما زالوا في ليبيا، منهم
عدد كبير من العاملين بشركات النفط، وأضافوا أن هناك احتمالا لنشر قوة
تدخل عسكرية إنسانية.
وتابع مسؤول كبير بالاتحاد : «نحن على اتصال مع الدول
الأعضاء بالاتحاد لمعرفة ما إذا كان من الممكن استخدام مواردها وقواتها
المدنية والعسكرية من أجل إجلاء المواطنين الأوروبيين».
كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يعمل مع الأمم المتحدة واليابان والولايات المتحدة وآخرين للتأكد من تنسيق عملية المساعدات.