قال د.عبد المنعم عمارة أستاذ العلوم السياسية ومحافظ الإسماعيلية السابق،
إن قضية التوريث هى سبب الإشكال فى سير حكم مبارك، مؤكدا أنه ظل يتمتع
بشعبية كبيرة حتى مرحلة التسعينات قبل ظهور الحركات الاحتجاجية مثل كفاية
وغيرها، التى استغلت قضية التوريث ضد مبارك قائلا " هيأت المسرح من قضية
التوريث" ، مشيرا إلى أن مبارك لم يكن ينوى ترشيح ابنه على حد سمعه، حيث
كان دائما يعرب عن قلقه على خوض جمال تجربة حكم البلاد.
وأوضح عمارة فى حواره مع برنامج الحياة اليوم، مساء أمس، أنه تحت ضغوط
محددة صمت عن ترشيح جمال للرئاسة ، نافيا علمه أن تكون السيدة سوزان السبب
الرئيسى فى تدعيم هذا المشروع ، مؤكدا أنه لم يكن على دراية بكل الأحداث
المحيطة به، وأنه لم يكن يتوقع خروج مبارك بتلك الطريقة خاصة أنه رجل
عسكرى أقنع من قبل بعض المحيطين به أنه أفضل من محمد على وتحتمس، مشيرا
إلى أنه لايلوم الرئيس بل اللوم كله على النظام السابق.
وعن شباب ثورة 25 يناير أكد أنهم استعانوا بوسائل التكنولوجيا الحديثة،
مشيرا لدوره فى المطالبة الملحة بالاهتمام بالمجتمع المدنى، إلا أن رئيس
الوزراء قام بالتضييق على قانون المجتمعات المدنية ، مؤكدا أنه تنبأ بعهد
الديمقراطية الإلكترونية وأن الحكومة الذكية كان لابد أن تدعم تلك الظاهرة
بدلا من ممارسات الحزب الوطنى فى قمعها والتى سماها "محاولات خايبة" عن
طريق بعث رسائل تهديد وسباب لهؤلاء الشباب عبر الوسائل التكنولوجية.
وأكد عمارة على وجود إرهاصات فعلية لثورة 25 يناير ، وذلك منذ بدء قمع
الحركات الشبابية الإصلاحية بكل الطرق ، وأن تلك الممارسات تدل على "فشل
النظام فى قراءة المستقبل" ، وأن أحد أسباب انهيار المستقبل هو ذلك الفشل
فى قراءة المستقبل ، واختلاف جيل الشباب الحالى والذى كان ينظر إليه
النظام السابق على أنه " شويه عيال "، وأن أى سياسى محنك يستطيع إدراك
حدوث شىء ما ، نتيجة التغير الملحوظ فى شكل الشارع السياسى من ظهور حركات
شبابية وما إلى ذلك ، محملا النظام البائد مسئولية إيصال الرئيس السابق
مبارك لتلك القراءة الخاطئة.
وعن ترشيح عمرو حمزاوى لمنصب وزير الشباب أشار عمارة إلى أنه شاب متميز
وله جمهوره ، وكان يتنبأ له بمنصب متميز، إلا أنه لا يصلح للممارسة
السياسية ، وأن وزارة الشباب لا تتمثل فى معسكر ومحاضرة ولعب الكرة ، وأن
الفترة الحالية تحتاج لحوار مع الشباب.