أمريكا تعرب عن قلقها البالغ ازاء الأحداث بليبيا
أبدت الولايات المتحدة قلقها البالغ حيال الوضع في ليبيا حيث لقي
219 شخصا، على الأقل، مصرعهم إثر محاولات قوات الأمن إخماد اضطرابات شعبية
عمت بعض مدن البلاد في 17 فبراير/شباط الجاري.
وقال المتحدث
باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، في بيان الأحد، إن الإدارة تلقت
تقارير عدة موثوقة تفيد بمصرع وجرح المئات في عدة أيام من الاضطرابات.
وذكر كراولي إن واشنطن "قلقة للغاية" إزاء الوضع هناك.
وقال
شهود عيان لـCNN، عبر الهاتف، ان قوات الأمن تستهدف المتظاهرين المناهضين
للحكومة في طرابلس بالغاز المسيل للدموع والطلقات النارية، في اضطرابات
حصدت 219 قتيلاً حتى اللحظة، إلا أن حصيلة رسمية قدرت الرقم عند 98 قتيلاً.
والأحد، فتحت عناصر أمن في زي مدني النار على آلاف المشاركين في مراسيم تشييع قتلى الانتفاضة ما تسبب في سقوط ضحايا.
وذكرت
مصادر أن قوات المعارضة، وبمساعدة عناصر عسكرية انشقت عن الحكومة، بسطت
سيطرتها على بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وهي مزاعم لم يتسن لـCNN
التأكد منها بصورة مستقلة.
حاول المتظاهرون تفجير ثكنة
عسكرية في المدينة بسيارة مفخخة، كما اقتحم آخرون بدبابة قاعدة عسكرية
جنوبي بنغازي واستولوا على أسلحة، وفق متظاهرين.
ونقل التلفزيون الرسمي أنه تم الدفاع عن القاعدة واصفاً العملية بأنها ضرب من "التخريب."
وأشار متظاهر إلى أهمية الثكنة العسكرية نظراً لأنها تحتضن القصر الشرقي للقذافي وأضاف قائلاً: "هذا رمز سلطته هنا، وآخر الرموز."
والأحد،
انتقلت القلاقل إلى مركز الحكومة الليبية باندلاع اشتباكات بين حشد ضخم من
المتظاهرين المناهضين لها و"مرتزقة أفارقة" في وسط طرابلس، وفق ناشط ليبي،
كما جرت تظاهرة اخرى نادت بسقوط النظام أمام المحكمة بالعاصمة.
ويصعب
للغاية الحصول على معلومات مؤكدة من ليبيا إذ تفرض الحكومة هناك سيطرة
مطلقة على وسائل الإتصالات، كما أنها تجاهلت عدة طلبات تقدمت بها الشبكة
لدخول لبلاد.
وفند سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم
الليبي معمر القذافي، مزاعم انضمام الجيش إلى جانب الانتفاضة الشعبية
مؤكداً أن المؤسسة العسكرية مازالت عند ولائها للسلطة الحاكمة وسوف تلعب
دوراً أكثر فعالية في قمع الانتفاضة خلال الأيام المقبلة.
وفي
أول رد فعل رسمي إزاء الاضطرابات التي تشهدها العديد من المدن الليبية،
وجه القذافي الابن كلمة حذر فيها من تجدد الحرب الأهلية، إذا لم يتم
التوصل إلى اتفاق لوقف الاحتجاجات.
وشدد القذافي الابن،
في أكثر من مناسبة، على أن ليبيا تختلف عن كل من تونس ومصر المجاورتين،
واللتين شهدتا احتجاجات شعبية حاشدة، اضطرت الرئيسين زين العابدين بن علي
وحسني مبارك، إلى التخلي عن السلطة، كما أكد أن الزعيم القذافي ليس كمبارك
وبن علي.