"يا حلوة يا بلحة يا مقمعة"..تحية سجناء طرة للعادلي!
"هتحلقوا
شعركم يعني هتحلقوا شعركم "، بهذه الجملة شدد قائد سجن طرة على وزير
الداخلية السابق حبيب العادلي، وأحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني الأسبق،
لدى وصولهما إلى مقر سجن طرة، جنوبي القاهرة، باعتبارهما متهمين في قضايا
فساد وغسيل أموال، على ضرورة أن يمتثلا للأوامر بحلق شعرهما مثلهما مثل أي
سجين، وذلك بعد أن رفضا في بداية الأمر أن يذهبا إلى حلاق السجن لتخفيف
شعرهما.
ولم تكن هذه سوى
واحدة من المشاهد التي تبعت وصول كل من حبيب العادلي وأحمد عز وكذلك أحمد
المغربي وزير الإسكان السابق، وزهير جرانة وزير السياحة السابق إلى سجن
طرة وسط حراسة مشددة في 4 سيارات ترحيلات مصفحة، بعد قرار النائب العام
المصري المستشار عبد المجيد محمود أمس الجمعة 18-2-2011، بحبسهم 15 يوما
على ذمة التحقيقات.
وذكرت
مصادر صحفية مصرية أن السجناء وحراس السجن أعدوا استقبالا خاصا للعادلي،
حيث ردد المساجين بصوت عال الأغنية المصرية الشهيرة "يا حلوة يا بلحة يا
مقمعة.. شرفتي اخواتك الأربعة"، لدى دخول العادلي الزانزانة التي كان
عليها حراسة شديدة خوفا من الاعتداء عليه.
كما
أطلق حراس السجن الرصاصات من أسلحتهم فرحا بقدوم وزير الداخلية السابق
ك"متهم" إلى سجن طرة، في الوقت الذي تهافت العشرات من الضباط على غرفة
العادلي لمشاهدته "داخل الأسوار" في زنزانته، كما رددوا جميعا هتاف "تحيا
الثورة والعدالة" لدى وصول الوزراء الأربعة المتهمين.
الجدير
بالذكر أن العادلي لم يدخل سجن طرة منذ استلام منصبه كوزير للداخلية منذ
نحو 13 عاما، وهذه أول مرة يدخل فيها السجن الأشهر بين السجون المصرية،
ولكن هذه المرة يصل طرة كمتهم وليس كوزير.
واستمر
حراس السجن في تنفيذ واجباتهم مع "الوزراء الأربعة السابقين المتهمين"،
وقام مسئولو النظافة برش البودرة الخاصة بالمساجين عليهم، ووضعهم في غرف
فردية في جانب من السجن.
تكبر العادلي وبكاء عز
ونقلت
مصادر صحفية مصرية عن شهود عيان قولهم إن "جرانة طلب من الضباط عدم تكبيل
يديه، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، بينما أصر العادلي على الذهاب إلى سجن طرة
بسيارته الخاصة، رافضا أن ركوب سيارة الترحيلات ، وعلا صوته امام النيابة
وكاد أن يتسبب في ازمة، الأمر الذي أدى إلى قيام خمسة ضباط صغار السن
بإجباره على ركوب سيارة الترحيلات عنوة".
وأضافوا
أن "أحمد عز بمجرد دخوله إلى السجن ظل يبكي وسقط على الأرض فاقدا الوعي،
وأمسك به العادلي الذي كان متماسكا ويتعامل بكبرياء شديد مع الحراس"، على
حد قولهم.
بينما ظل المغربي وجرانة ينظرون إلى الأرض طول الوقت حتى تسليمهما إلى حرس السجن، وبدا عليهما الذهول التام.
وأفادت
مصادر قضائية أن أحمد عز، والوزيرين السابقين جرانة والمغربي يواجهون
أحكاما بالسجن تتراوح ما بين 3 إلى 15 سنة، فيما يواجه حبيب العادلي حكما
بالسجن 7 سنوات، وغرامة تقارب 15 مليون جنيه.
وأنكر
العادلي وعز وجرانة والمغربي كل الاتهامات التي وجهتها إليهم نيابة
الاموال العامة العليا المصرية، فيما يتعلق بالاستيلاء على المال العام
وإهداره، والاستيلاء على أراضي الدولة ، وتسهيل الاستيلاء عليها من قبل
رجال أعمال تربطهم بهم صلات قرابة او مصالح وكذلك تهم متعلقة بغسيل أموال.
كما اتهمت نيابة أمن الدولة العادلي بالتسبب في الانفلات الامني الذي حدث في البلاد منذ مساء 28 يناير والذي يعرف " بجمعة الغضب".
وفي
نفس السياق، تنتظر نيابة الأموال العامة عودة وزير التجارة والصناعة
السابق رشيد محمد رشيد للتحقيق معه بتهمة الفساد واستغلال منصبه للتربح.