بعد أسبوع على خلع مبارك..قوى سياسية تتمايز بالتحرير
بعد
أسبوع على إسقاط حكم حسني مبارك، بدأت تلوح في مظاهرات ميدان التحرير
شعارات وهتافات وصور تنتمي لجماعات وأحزاب بعينها مثل التيار الناصري
وجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، أو تعبر عن انتماءات دينية
بشكل منفصل، وذلك خلافا لما كانت الأوضاع عليه من توافق الجميع على
الأهداف وحرصها على عدم إبراز هويتها حرصا الحفاظ على وحدتهم وبقائهم
متماسكين.
ورصدت «أون إسلام» رفع
بعض المتظاهرين الذين ينتمون للتيار لناصري صورا للزعيم المصري الراحل
"جمال عبد الناصر" أو رفع شعارات تعبر عن انتماءاتهم، وفي المقابل رفع
أنصار الجماعة الإسلامية صورا للشيخ عمر عبد الرحمن تطالب بالإفراج عنه من
السجون الأمريكية، كما رفعت صور تطالب الإفراج عن عبود الزمر من قادة
جماعة الجهاد.
ومن جانبهم، رفع محتجون
موالون لجماعة الإخوان المسلمين لافتات وصورا تطالب بالإفراج عن خيرت
الشاطر (نائب المرشد العام) وأسامة سليمان باعتبارهما مسجونين بأحكام
محاكمات استثنائية، الأول بحكم محكمة عسكرية والآخر بحكم محكمة أمن الدولة
العليا طوارئ.
كما رفع شباب من ذوي
التوجهات الإسلامية المصاحف منفردين، وسار أحد الشباب المسيحيين رافعا
صليبا خشبيا وحده، بينما كانوا في السابق لا يرفعون المصاحف والصلبان إلا
متجاورين تعبيرا وتجسيدا لهتافهم: "وحدة وحدة الوطنية.. ضد حزب الحرامية".
وتظهر
هذه الهتافات والمطالب لأول مرة في مظاهرات ميدان التحرير منذ أن بدأت
ثورة 25 يناير، وكان خلال المظاهرات السابقة للثورة إذا رفع أحد شعارا
يكشف عن هويته السياسية أو الأيديولوجية كأن يرفع مصحفا -كعادة شباب جماعة
الإخوان- يتم لفت نظره من زملائه من الجماعة نفسها ومطالبته بالتوقف عن
ذلك والتوحد نحو الشعار الجمعي لكل المصريين في ثورة 25 يناير: "الشعب
يريد إسقاط النظام".
ويرى متابعون أنه
ربما يعود ذلك إلى كثرة المتظاهرين الذي يقدر البعض أن عددهم تجاوز ثلاثة
ملايين شخص وهو ما يصعب من مهمة التحكم في التوجه العام للمظاهرة.
غير
أن مصدرا بجماعة الإخوان المسلمين –رفض الكشف عن هويته- نفى أن يكون شباب
الجماعة قد رفعوا شعارات أو صور أيديولوجية أو سياسية للتعبير عن
توجهاتهم، معتبرا أن لافتات الإفراج عن الشاطر وسليمان هي "لافتات حقوقية
وليست سياسية".
وأضاف في حديثه لـ«أون
إسلام»: "ليس من العيب أن ترفع القوى السياسية شعاراتها الآن، فقد كنا
متوحدين للقيام بأهداف معينة تم تحقيق أغلبها والباقي في الطريق، والوحدة
لا تعني الذوبان ونسيان الآراء، وبالرغم من ذلك لم نرفع شعارات الجماعة
ولم نهتف بهتافاتها.. الشاطر وسليمان ملفات حقوقية وإنسانية وليست سياسية،
جميع القوى السياسية تتوافق معنا على إنهاء جميع أشكال الظلم السابق
والمحاكمات الاستثنائية".