بقي إلغاء قانون الطوارئ والإفراج الفوري عن
جميع المعتقلين في ثورة 25 يناير، والتحقيق الفوري مع المتسببين
والمنفذين لجريمة مذبحة شهداء الثورة، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين
الذين اعتقلهم النظام البائد، بالاضافة إلي ضرورة ذهاب جميع أفراد الحكومة
الحالية إلي غير رجعة، فيكفي أنهم ممن اختارهم النظام الشمولي البائد..
ولا أعتقد أن هذه المطالب صعبة التحقيق.. فتعطيل الدستور وحل مجلسي الشعب
والشوري، كانا حلماً حققتهما الثورة المصرية الرائعة، وهما قراران تاريخيان
لمجلس الحكم العسكري الذي آلت إليه مقاليد شئون البلاد، يبقي إذن المطالب
التي ذكرتها في البداية حتي تكتمل ثمار الثورة العظيمة.. فقانون الطوارئ
الآن ليس فيمن حضر أو غاب، ولن يحدث شيء أكثر مما آلت إليه الفوضي في
ربوع البلاد حالياً، فلماذا نحرم الثورة من تحقيق هذا المطلب المشروع..
أما وجوه حكومة تسيير الأعمال الحالية فقد سئمها
الشعب ويكفي أنها تذكرهم بحكم الفرد المطلق، خاصة أن معظم وزراء هذه الحكومة
لا يزال ولاؤهم للنظام السابق.. وأي حكومة إنقاذ يقررها المجلس العسكري
الحاكم ستكون مقبولة لدي جموع المصريين، أو علي الأقل سيمنحها فرصة حتي
يتم إجراء انتخابات برلمانية جديدة ويتم بعدها تشكيل الحكومة الجديدة، ولذلك
أري أن استكمال فرحة المصريين هي أن يتواري عن أنظارهم اعضاء الحكومة
الحالية، أو كما يقال انها من رائحة النظام السابق، وحتي لو كانت هذه
الحكومة تابت وأنابت، فإن المصريين يرفضونها بكل المعايير والمقاييس.
لن يضر شيء لو أنه تم تشكيل حكومة إنقاذ وطني
خلال الفترة الانتقالية حتي تتحول مصر إلي دولة مدنية حديثة.. ثم إن هذه هي
مطالب الثورة التي أبهرت العالم أجمع، وأثبتت أن إرادة الشعب فوق كل إرادة
حاكم أو طاغية وأن البقاء للوطن والشعب.. ولأن ثقتنا كبيرة في المجلس العسكري
الحاكم خلال هذه الفترة الانتقالية، فإننا نطمع أن يأتي البيان القادم وقد
زف إلي شعب مصر العظيم بشري إلغاء الطوارئ والإفراج عن المعتقلين في ثورة
25 يناير وباقي المعتقلين السياسيين الذين دفع بهم العهد البائد في غياهب
السجون والمعتقلات، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية من كافة الأطياف السياسية، بما
فيها ثوار ميدان التحرير الذين دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، وجعلوا الجميع
ينحني لهم تعظيماً وسلاماً..
هذه المطالب ليست عسيرة أو مستحيلة، بل إنها
مشروعة لثورة التغيير التي أذهلت الدنيا كلها.. ومن حق المصريين أن يحصدوا
مكاسب ثورتهم.. ولدينا الثقة الكاملة في أن المجلس العسكري لن يبخل أبداً
في تحقيق كافة مطالب الثورة.. والإسراع في التحقيق أجدي وأنفع
وأفضل..