قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، إن مزاعم الإصلاح التي
يطرحها رئيس الوزراء الجديد، هي إصلاحات مزيفة وصورية لأنها لم تشمل أي إصلاح أو
توفير الحماية لحرية الصحافة والإعلام، حيث ما زالت الاعتداءات على الصحفيين
والعاملين بوسائل الإعلام مستمرة بقسوة، وبشكل منهجي، بتواطؤ وتحريض من وزير
الإعلام أنس الفقي.
فعلى الرغم من تصريحات وحوارات رئيس الوزراء
الجديد أحمد شفيق عن حماية الإعلام وحق التجمع السلمي، فإن الاعتداءات على الصحفيين
ما زالت مستمرة ،وآخرها اقتحام مقر جريدة البديل الإلكترونية مساء أمس السبت 5
فبراير، واعتقال صحفيين بها، فضلا عن الصحفية بجريدة السفير اللبنانية كارول
كرباج.
وقالت الشبكة العربية "إنه وعقب خطاب الرئيس مبارك الأخير، خرجت
العصابات الإجرامية تهاجم المتظاهرين بالأسلحة، وأثناء حديث رئيس الوزراء أحمد شفيق
عن الإصلاحات وتعهده بحماية المتظاهرين ووسائل الإعلام، كانت ميليشيات الحزب الوطني
وأجهزة الشرطة تهاجم الصحفيين وتعتدي عليهم وتقتلهم في شوارع مصر، لقد تغيرت الوجوه
وبقيت السياسات المعادية لحرية الصحافة وحرية التعبير، وهذا ما لن نقبل به مرة
أخرى".
يذكر أنه فضلا عن اعتقال العشرات من الصحفيين والاعتداء البدني على
عشرات آخرين، التي وصلت لحد القتل، فقد تعرض صحفيين وإعلاميين من جرائد ووسائل
إعلامية أمريكية للاعتداء والاعتقال منها نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وفوكس نيوز،
وسي إن إن، ووكالة زوما الإعلامية. وكذلك صحفيين من إذاعة بي بي سي، وجريدة
الجارديان البريطانيتين، وصحفيين من وكالة فرانس 24 الفرنسية، وأيضا من صحيفة غلوب
آند ميل الكندية، واعتقال صحفي من قناة زفيردا الروسية، فضلا عن تعرض صحفيين من
تركيا، وبولندا، بلجيكا، وألمانيا، والبرازيل، واليونان، وفرنسا لاعتداءات
واعتقالات عنيفة مماثلة على يد عصابات الحزب الوطني الحاكم بمساعدة أجهزة الشرطة
المصرية، وبغض الطرف من قوات الجيش المستمرة في حيادها السلبي تجاه هذه
الاعتداءات.
وتأكيدا على أن الهجوم والاعتداءات كان مخططا لها وممنهجا،
تستهدف بوضوح الصحفيين ووسائل الإعلام، فلم يسلم الصحفيون المصريون والعرب من هذه
الاعتداءات السافرة التي حرض عليها وزير الإعلام المصري أنس الفقي، حيث شملت هجوما
على صحيفة الشروق المصرية اليومية المستقلة، واعتداءات على صحفييها، واعتداءات على
ما لا يقل عن ستة صحفيين بجريدة المصري اليوم المستقلة، واعتقال صحفيي مكتب قناة
الجزيرة القطرية وإغلاق مكتب القناة، قبل إطلاق سراحهم، ليتم بعدها اعتقال مدير
مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد.
ولم يستثني الهجوم الهستيري الذي
تعرض له الصحفيين، صحفيي الوسائل الإعلامية التابعة للحكومة، حيث وصلت لحد القتل،
الذي طال الصحفي أحمد محمود، الذي كان يوثق بهاتفه المحمول جرائم العصابات الداعمة
للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وقتل برصاص القناصة التابعين لجهاز الأمن والحزب
الحاكم.
والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، تؤكد أن أي إصلاح لوسائل
الإعلام لن يتحقق مع استمرار وزير الإعلام أنس الفقي في منصبه، حيث كان هذا الوزير
طيلة تاريخه معاديا لحرية الصحافة وحرية التعبير، التي كان غيابهما أحد أهم أسباب
اندلاع الانتفاضة التي تشهدها مصر حاليا، كما تؤكد أن عزل هذا الوزير ومحاكمته لا
بديل عنهما، جراء تكميمه للأفواه وإشرافه على الحجب والرقابة وتقييد وسائل الإعلام
وحصار حرية التعبير في مصر السنوات الماضية، ولا يعقل أن يستمر على رأس وزارة
الإعلام، رجل يستمر في تضليل الرأي العام وتزييف الأخبار حتى اليوم، ورغم الانتفاضة
التي تشهدها مصر، كما تستنكر الشبكة العربية العودة غير المحمودة لجهاز الشرطة لأرض
الشارع المصري، والتي استهلتها بالهجوم على مقر جريدة البديل أمس السبت.